معاركهم الفكرية .. وانعكاسها على مجتمعنا !
إب نيوز ١٩ سبتمبر
كتبت/عفاف محمد
إن أعداء أمتنا الإسلامية يعرفون عن عقيدتنا وعن تراثنا أكثر مما نعرف نحن ويعرفون عن فكرنا أضعاف ما نعرف . وقد اقاموا لمؤلفات العرب أكاديميات -التي لم يغرقها التتار والمغول في نهر دجلة- وعملوا على مؤلفاتنا بحوث ودراسات واستفادوا منها الكثير في بزوغ نهضتهم وقد عملوا جاهدين على فصل الأمة عن عقيدتها وتراثها ولغتها وجعلوا من أبناء أمتنا الإسلامية أتباع وأنصار لهم يحرسون مبادئهم وينفذون تعاليمهم وينخرون في كيان الأمة الإسلامية.
فقدموا لنا مذاهب هدامة. وأفكار سفيهة في الضلال ؛ وانتصروا علينا في معارك فكرية شتى في وقت انصرف المسلمين عن كتاب الله والتهوا بفلسفة اليونان وزداشتية الفرس .
واليوم ونحن تحت براثن العدوان الشرس المسمى بالتحالف ، تهب علينا رياح العدوان الثقافي بأشكال جديدة تعبث بالفكر بأساليب ملتوية . ومما هو مؤلم انه لا زال هناك من يجهل ماذا حدث في كربلاء ! وهي حادثة غيبتها مناهجنا الدراسية في اليمن ؛ وهذا واقع لا يمكن إنكاره نهائياً.
فتراب الطف لا زالت تشهد تلك الفاجعة المؤلمة ؛ هناك من ينكر أن آل البيت سخرهم الله ليكونوا سادة وقادة وعلى نهجهم يجب ان تسير شؤون الدولة السياسية وكذا تنظيمها الإجتماعي لأنه منهج لا يحيد عما ذكر في محكم ايآت الله .
وليس معنى هذا ان المعرفة والفكر حصر او ملك على أمة او ملة معينة وإنما على البشرية جمعاء . ولكن الله خصهم بالفضل دون الناس أجمعين .
فعلينا أن نزن كل ما يورد لنا من أفكار بميزان شرعنا وعقيدتنا وأن نقبل كل ما هو يتناسب مع شرعنا ونرفض كل ما هو غير منسجم معه .
فاليوم نرى ثمة مذاهب هدامة تطل برأسها في محيطنا ؛ مذاهب فلسفية وباطنية وإلحادية وغيرها من افكار غريبة لا يستصيغها الدين ولا تتوافق مع كتاب الله.
ولعل الغزالي كان له وجهة نظر ثاقبة في هذه الأمور وقد عمد في كتابة مقاصد الفلاسفة وكذلك تهافت الفلاسفة إلى لفت إنتباه المسلمين للأفكار الدخيلة والغريبة على مناخ الأمة الإسلامية . كذلك فعل ابن رشد الذي طالب الأمة الإسلامية بفتح نوافذ المعرفة . وكان من ناتج هذه الحرب الفكرية أن تشوهت ملامح سيرة الحسين العطرة إلى جانب تعمُّد تغييبها.
فبات اليوم الشيرازيون وغيرهم يتبنون أفكاراً غريبة وغير منطقية . وذلك لتنفر كل من يتقرب لمعرفتها وتعمد الشيرازيه للمبالغة في ممارسة طقوسها اثناء احياء ذكرى مقتل الحسين بشكل غوغائي يستنكره كل ذي لب .وكذلك يعمدون الى الطعن في الصحابة وزوجات الرسول عليهم اجمعين السلام ليستثيروا غضب الأمة . ومن ثم يُلقى اللوم على كل من يأتى بسيرة الحسين عليه السلام ومظلوميته .
فمظلومية الحسين اكبر من أن يلقوا عليها هذا الدجل والزيف والموضوع متشعب ، والسيئة تعم .وهذا ما نجده اليوم من اختلاف فكري عندما يصفون أنصار الله بالرافضة والمجوس وسابين الصحابة. وهذا ماعمد له العدو تمزيق الأمة الإسلامية وتكفير بعضها.
*وللحديث بقية*