مِن كيدهن !
إب نيوز ٢٠ سبتمبر
أشواق مهدي دومان
لعلّ الكلام عن غير المجازر إزهاق لروح مظلوميّة أمّة و شعب بأكمله ، و رغم ذلك نكتب عن مشاعرنا في لحظات ألمنا ، و نكتب عن فكرنا و مكنون وجداناتنا ليس نسيانا ، و لا تغابيا ، ولا تجاهلا، ولا تقليلا ، و لا تصغيرا ، ولا تهميشا ، ولا هروبا من واقع فرض ألمه علينا عدوان هو أحقر ما عرفته البشريّة ، هو ذلك السعو أمريكي .
و مع ذلك نكتب عن سوى المجازر على ثقة بأنّ مآسينا تنتهي عند كلّ خطوة قدم لرجل من رجال اللّه، وعند كلّ اقتحام لرجال اللّه لمواقع المسوخ ، وفي كل قنصة تخترق جمحمة مرتزق ، و عند كلّ ضربة للطائرة المسيّرة ، و في كلّ إطلاق باليستي على تجمّع للهمج ، و في أي احتراق لبارجة من بوارجهم .
نحن نشفى من كلّ وجع في قلوبنا التي ملكتنا فيها الأوجاع فما عاد من زاوية للفرحة أو الضّحكة إلّا مجاملة و تناسي و مكابرة ، فكلّ زوايا الرّوح مثقلة بجراح الأرض الطّيّبة التي تآمر عليها بنوها ، و ما أوجع عصيان الأبناء !
و أرانا و آلامنا بما فيها كمتاهة نراها ، كأضغاث أحلام موحشة مقفرة غريبة فنصرخ و نصرخ و نصرخ ولا أذنا تسمعنا ، حتّى تاهت أصواتنا في الفراغ ، فأصبحنا نبكي و ننتحب حتّى تختفي صراخاتنا ، و لا نكاد نسمعها ، فنستيقظ من كوابيسنا و أعيننا نديّة بدمعات الحزن على طفولة بريئة أرخصها الصّديق و القريب قبل الغريب و المحتل ، نتذكر جرائم اغتصابات العفيفات في عدن و الخوخة و كل منطقة فيها جنحويدي أو إماراتي أو مسخ من مسوخ تحالف الماسون ، فنجدنا نشتاق لرمي أرواحنا من على قمم حتى نرتطم بالأرض فنرحل عن عالم منافٍ للقيم لم يكتَفََ فيه إلّا بهتك و اغتصاب الرّجولة من قبل المسوخ والأنذال الإماراتيين و سادتهم الأمريكيين في سجون عدن ..
نصمت و نحتار و تضيع كلماتنا في دهاليز الحيرة الظلماء، فيرجعنا الإيمان و الثقة باللّه ، و تنتشلنا انتصارات رجال اللّه التي تبثّ فينا معنى المقاومة ، و تنتصر معها آمالنا على تلك الأحزان التي تكاد تعصف بنا في رياح و طوفانات وبراكين تتقاذفنا و تتراءى لنا من هول ما نراه فيكون اللّه هو المثبّت لنا ، و رجال اللّه هم خفقة قلوبنا و حياة أرواحنا و قرّة أعيننا و تيجان رؤوسنا الذين نستلهم منهم كلّ قوّة ، و ( مع اللّه) جملتهم الفضلى و المفضّلة و بهم بعد اللّه نشعر بلذة الصّبر و قوة التجمّل، و لكن قد تعاودنا نوبات حيرة من نوع آخر حين نجد من لا زالت تقول : ليس من عدوان كونيّ علينا ، و ماهو إلّا عدوان داخلي ، و تلمز رجال اللّه بنتانة شهادتها ، و إفلاس قيمها فطبعا هي في صنعاء ليست في السّعوديّة قد أهانها و زوجها السّعودي بسعودة الحياة كلّها ، هي في صنعاء ليست في مصر يشمئز منها ضابط أو حارس عمارة لأنّها يمنيّة و هم ذوو السّيسي الجنتل الذي يجنّس الصّهاينة بمقابل سبعة ملايين جنيه للصّهيوني الواحد ، بينما يُحتقَر لديهم الفلسطيني و اليمني و السوري و العراقي و الليبي و هم من تلك الدّول التي طالتها أيادي المستكبرين بمصافحة عملاء و أصنام العرب ،،
هي في صنعاء معززة مكرّمة ، داخلة خارجة ، ذاهبة آيبة ، لا يقول لها قائل : ” ميلي عن طريقك ” .
و هنا فهذه الحمقاء لا تدري أنّها شامخة بفضل رجال اللّه الذين يتسابقون لصون شرفها لتحيي جلسة بين صديقاتها و تقهقه و تستمتع بسماع أغاني : حسين محبّ مع صديقه الضّابط في الجيش الصّهيوني، و تحيا دقائق و ساعات حياتها في مأمن و هناء مدّعية و منكرة للعدوان السعو أمريكي لتقول : هو عدوان داخلي ، وهي فتنة ، وهو تصارع على السّلطة ، و مسلم يقتل مسلم ، و نشتي رواتبنا ، و…الخ ،،
وما إن تدافعت تلك المواقف من كيدها و مثلها من نون النّسوة حتّى انتشلتُ آلامي و استجمعت حروفي التي تمنّيت أن أشكّلها كعجينة الصّلصال و أصنع منها صاروخا لكنّي لن أتمنّى أن يقصف تلك الغبيّة لترى اللون الأحمر من دم مَن تحب يسيل على الأرض ، و تفقد من تحب تحت أنقاض بيتها المهدّم لتشعر باللاحياة ، كما تمنّيت أن أصنع دينارا لمرتزق أو جنجويدي و أركله بحذائي فيذهب طارقا بيتها و ينتزعها من بين أهلها و لا أتمنّى اغتصابها فلن تهون عليّ ، ولكنّي فقط أريد أن تحيي موت ضميرها ، وتيقظ مشاعر إنسانيتها و تفعّل ذاكرة بصرها و بصيرتها و ترى و تستعرض مجازر العدوان السعو أمريكي على مدى ما يقرب من أربعة أعوام ، ،
أريدها أن تحضر بكامل قواها العقليّة و دفترها و قلمها و جوّالها في حقيبتها الأنيقة إلى ساحات جرائم العدوان علّ لسانها ينطق بالحقّ، وعلّ قلمها يحصي بعض الجرائم العدوانية السعو أمريكيّة و علّ جوّالها يحتفظ في ذاكرته من الإعلام الحربيّ بطولات و ملاحم رجال اللّه ، وهي مجبورة القلب بمن تحبّ بينما أسر الشّهداء من رجال اللّه يبكون بصمت ، يبكون فقد رجالهم المتدافعين للدّفاع عن الجميع و هي من الجميع ، لكنّها الجاحدة الحاقدة ، و بدلا من تبادلها و مجموعاتها لنكات سامجة ، و مقاطع لمهنّد و نور ، و صور فستانها الذي اشترته و لا تريد أن تلبس جارتها مثله ، أو قد تحتفظ بمقطع لشيخ تكفيريّ وهابيّ يكفّر الشّيعة و يدعو للزّنا مباشرة ، ويحبذ شرب الخمر على الشّواطئ ، أو ربّما احتفظت بصورتها سيلفي في عرس صديقتها و وضعت أناملها و أظافرها في أيقونة الواتس و كتبت : ” ما بش ساعي في الجمال و اسمعي ياجارة ” ، أو صورت تورتة عيد ميلادها و بعد ( أيضا ):
كم تمنّيت أن تزور عدن و سقطرة و…الخ من كلّ بقعة محتلّة و تمكث في بيوت في شوارع بها جنود و ضباط الاحتلال لترى حين يعتقل والدها من بينها و أخواتها ، و ترى حين يذبح زوجها حين رفع علم الجمهوريّة اليمنيّة أمام قادة المحتلّين ،
و أتمنّى في مخيّلتي و لا أتمنّاه لها واقعا و لكن لعلّها تدرك أن لولا أحذية رجال اللّه ما بقيت عزيزة نظيفة من نجس الكلاب البشريّة ،
يا هذه : لولا من تسمينهم بالعدوان الدّاخلي أو الميليشيات أو الحوثة ما انفتح فمك شبرين تتكلمين بديمقراطيّة دون خوفكِ من زجكِ في السّجن لتحريضكِ ، و تمييعكْ لقضيّة وطن حين تخبرين بأنّه لا عدوان إلّا داخلي ،
منكرة تحمّل رجال اللّه لغيظك الذي ينطقه لسانك الذي لازال في حلقكِ ينطق كفرا و جحودا بمن أمّنك بعد أن سرقك الدّواعش و نهبوا أثاثكِ، ، و سحلوا زوجك لأنّهم شمّوا خبرا أنّه ضدّ العدوان ،،
يا هذه : لتستحي على نفسكِ ، و إن كنتِ تقدّسين بطنكِ حين دعوتكِ معنا لإحياء يوم القدس العالمي فكان جوابكِ : ” إحنا عند قدس بطوننا ” ،
فاعلمي أنّ لديكِ فرصة لطلب ما يشبع بطنكِ حين أمّنكِ رجال اللّه لتجدين متّسعا تسرحين وتمرحين فيه للبحث عن عمل في مشغل خياطة أو الالتحاق بدورة لتعليم التّمريض أو…الخ في حين تُُرك رجال اللّه عوائلهم لتنعمي بابنك و أخيك و زوجك و أبيك ،،
انطلق رجال اللّه الجبهات بينما علوجك في البيت تحتفظين بهم ، ظنّا منكِ أنّ عوائلهم بلا مشاعر كمشاعركِ ،،
رحل رجال اللّه بأرواحهم لتتدلّلي بفضلهم و لولاهم ما انتقلتِ من بيتكِ و اسألي النّازحات من المناطق الرّاضخة تحت سيطرة المرتزقة و أسيادهم لتعرفي و تتعرفي الحقيقة عن قرب ،،
أيّتها الحاقدة اللئيمة التي لا زلتِ تقفين بصمتكِ و تنتمين لفئة الببغاوات التي تردّد :
مسلم يقتل مسلم ، و الله يرينا الحقّ حقّا و…الخ.
و قد أردتِ ألا تري الحَقّ بل تفضّلين المكوث في الحُقّ ( بضمّ الحاء) و تعرفين الحُقّ و لتتخيليه قفصا و سجنا تحبسين ضميرك فيه باسم الحياد و ماهو إلا حقد على المسيرة القرآنيّة و رجال اللّه ، حين يصفّر و جهكِ غيرة على أمريكا و إسرائيل حين تسمعين صرخة في قاعة عرس أو بيت من بيوت أنصار اللّه فيبدأ همزك ولمزك و ابتسامتك الصفراء مجاملة و تبادل النّظرات بينك و مثيلاتك الحاقدات ، المريضات سخرية منكن على صرخة لا تعادي سوى المحتلّ الإسرائيلي الأمريكي لكنّ قلبك يغار على أمريكا و يحنّ على إسرائيل ،،
و أمّا الرّواتب فما إن يُستمع إليك ليظن أنّكِ( نيلسون مانديلا )، فتحمّلين من ليسوا المسؤول عنها، مع علمكِ أنّكِ من ذهبتْ إلى مأرب و عدن و أعطوكِ من هناك راتبكِ دليل صريح على أنّ راتبك لديهم و أمّا بطون رجال اللّه فنظيفة و ما قدّسوا بطونهم كما قدّستِ بطنكِ يا بهييييييي..
في النّهاية و الأخير : تمتعي و كلي واشربي ولكن حين الكلام على رجال اللّه، و هم من يعزّونك بثباتهم و صمودهم و قتالهم لأجل اليمن كلّ اليمن فتكلّمي و في فمكِ ماء ورد لأنّهم رجال لا يليق بهم إلا الطّيب و الزّكاوة ، و لكِ نتانة فمكِ حين تتكلمين عن سواهم يا عالة يا فاقة يا ثقيلة يا بطيئة الإحساس ،، و اعذريني على غزلي ذلك بكِ ، و قبل الوداع :
أشكركِ فقد ألهمتِ حرفي للانبراء و الخروج من جديد من غمده ليقطع كلّ لسان ينطق بالسّوء عن رجال اللّه ، ولو كنتِ أنت -ِ يا هند بنت عتبة – زمانها
و كفى
أشواق مهدي دومان