سارة تفتش عن رغيف الخبز!
إب نيوز ٢٢ سبتمبر
كتبت /سعاد الشامي
كانت تمسح على بطنها برفق والجوع يكاد يفتك بها وهي تررد تبا تبا فعلا الجوع كافر..
خرجت سارة من بيتها والتساؤلات تدور على رحى عقلها وأفكارها تتضارب؛ فالإجابة لسؤال طالما وجهته معدتها إليها وهي توسوس لها من أحرمني رغيف الخبز يا سارة ؟!
أوقفت الباص وركبت في المقعد الخلفي ؛ وكان أمامها الكثير من الركاب يتبادلون أطراف الحديث المتنوع وهي شاردة عنهم فكل ما يشغل بالها في هذه اللحظة هو أمر بطنها ؛ وفجأة تتطرق إلى مسامعها هذه الكلمات من أحد الركاب ” الحوثي سرق لقمة عيش المواطن” ، ” الحوثي شابع والناس جاوعين” ، ” الحوثة ينعمون بالخيرات الوافرة بينما غيرهم يموتون من الجوع ” ……!!
تنفست سارة الصعداء ؛ وغزت الإبتسامة ملامح وجهها المصفر والشاحب وقررت النزول من الباص والعودة بسرعة إلى حارتها أحلام وهي حوثية وقد ذهبت ذات مرة إلى منزلها لتعزيتها عندما استشهد أخوها في جبهة الحدود ؛ وفي هذا المنزل ستلاقي رغيف خبزها المفقود وتستعيده ممن سلبوها إياه !!
كانت يدها تطرق الباب بعنف ؛ فسارعت أحلام إلى الفتح وطلبت منها الدخول ولكنها اكتفت بقولها لماذا سرقتي رغيف خبزي يا أحلام ؟!
لم تفهم حينها ماتعنيه من حديثها ولكنها ظلت تلح عليها بالدخول …
دخلت سارة المنزل ولكن هذه المرة كان دخولها مختلف فعيناها مازالت تطالع كل شبر فيه وهي تبحث عن صور النعيم والرفاهية الذي تعيشه أحلام !! وتمسح على عينيها مرات عديدة عساها ترى ذلك الحديث الذي سمعته في الباص ؛ ولكن دون جدوى فهي لم تجد سوى صور الكثير من الشهداء تزين جدران المنزل..
وبينما كانت سارة تتناول رغيف الخبز بشغف كان صوت الطفل زكريا يضج بحشرجات البكاء في أرجاء المنزل وهو يبحث عن رغيف خبزه الوحيد الذي اخذته أمه وأعطته لهذه المرأة الذي نظر إليها وقال لها لماذا ياسارة سرقتي رغيفي ؟!
فيا ترى من سرق رغيف من ؟!!!
هل أحلام سرقت رغيف سارة ؟!
أم سارة سرقت رغيف زكريا ؟!
أم أن السارق واحد وهو من يسرق حياة الأرواح البريئة للعام الرابع بالقصف والتجويع ؟!