موتنا …ابتزاز !

 

إب نيوز ٢٦ سبتمبر
كتبت /عفاف محمد

خبروني عن الموت كيف يصير ابتزازا ؟!

خبروني عن الجوع كيف يكون ابتزازا ؟!
بل خبروني عن الحصار والدمار وهل ينطبق عليهما مسمى إبتزاز ؟!

ونحن نعيش بين الجزر والمد .
وبين الحدس الأممي الذي طال أمده بين أن نكون أو لا نكون .
ونحن نعيش الازمات ومجازر العدو مستمرة في تماديها وبين الحين والأخر يصدر صوت من الأمم المتحدة كفحيح الأفعى بأنه فعلاً هناك في اليمن كارثة انسانية . إنهم لا يترقبون وضعنا على محمل الجد بنظرة إنسانية جادة بما يقتضيه شرف المهنة بالنسبة لعملهم كمصلحين فالشك والريبة لا زالتا تساورهم بأننا ربما نستحق الموت لأننا مجوس ورافضة! ونستحق كل ما يحصل لنا .

ولا زال الحقوقيون يمشون الهوينا وقراراتهم بالنسبة لوضعنا متأرجحة فهم لازالوا يقدرون مشاعر التحالف ؛فحين تصدر قراراتهم بأننا في وضع كارثي يستحق ان تلتفت له الأعناق وفي حين يخيم الصمت عليهم ولا ينبسون ببنت شفة ويدفنون رؤوسهم كالنعامة .

ومن المضحك جدا أن يقول أحدهم لحبك القصة الهزيلة تحت عنوان الشرعية والمد الإيراني ان الازمة في اليمن مجرد ابتزاز !

ومن المعيب ان يكون هذا الساخر مما نحن فيه من ويل يمني وممن يتنعمون في فنادق الرياض يتنعمون فقط بالمأكل والمشرب والأثاث الفاخر ؛ وأما الكرامة والآنفة والاعتزاز فقد ذابت في بين ذاك العطاء الذي ثمنه هو الحرية وقد صدق القائل :- لا تغبطن ذليلاً في معيشته .
فالموت اهون من عيش على مضض .
كان هذا هو مندوب الفار هادي في الامم المتحدة ووزير خارجية الفنادق خالد اليماني .

يتحدث وهو بعيد كل البعد عن ما نعيشه فلم يقرصه الجوع ولم يهده المرض ولم يسمع دوي الطائرات ولا صوت الصواريخ ولم يحترق بتلك الحمم المصطلية ولم يفارق عزيز جراء انفجار تلك الصواريخ ولم يدمر له دار ولم تهتز له خالجة لصورة اشلاء ممزقة او طفولة تستباح او ثكلى تدمع . بل لم يشرب أصول الوطنية وتنكر لدينه وأرضه وآثر ان يكون عبدا للمال . ويعتقد أن هروبه وطنية وأن كلامه من خارج حلبة الصراع شجاعة .

هكذا هي العقول السقيمة ؛ ولكن نحن لانعول عن من ماتت ضمائرهم .

بئساً لهم وللأمميون وللمنظمات التي لا زالت تدرس مانحن فيه بتثاقل.

فلنا الله وحده هو المعين .

وأما هم …ثكلتهم أمهاتهم.

You might also like