ثورة الإمام زيد بين الأمس واليوم !
إب نيوز ٥ اكتوبر
كتبت/سعاد الشامي
من يعود إلى التاريخ ويستقرئ معالم الثورات يجد في مضمونها بأنها مشاريع تحررية تسعى إلى تغيير الواقع السيء إلى الأفضل من منطلق القيم و المبادئ التي يحملها الثوار في وجدانهم ويسعون إلى ترسيخها واقعيا لضمان كرامة وحرية الإنسان والأوطان ؛ ويقاس نجاح الثورات بتحقيق أهدافها واقعيا وبما تتركه من آثار إيجابية تمتد عبر العصور وإلى كل الأجيال.
إن حديثنا عن ثورة حليف القرآن الإمام زيد بن علي عليه السلام هو حديث عن المشروع القرآني العادل بكل تلك المبادئ الإيمانية والقيم الإنسانية والتضحيات العظيمة التي يصدرها الأحرار في مواجهة قوى الشر والإجرام من منطلق العلاقة الوطيدة بكتاب الله والتي تجبر صاحبها على مقارعة الجبابرة والطغاة وعدم السكوت والخنوع لهم ولعل الإمام زيد عليه السلام وضحها بقوله “والله مايدعني كتاب الله أن أسكت ” ؛ فالأحرار لا يسكتون على الظلم والضلال مهما كانت التضحيات التي سيقدمونها مادام وهم يتحركون طبقا لتوجيهات الله وتعاليم الإسلام .
من فضل الله على اليمنيين إن تعليمهم لمبادئ الإسلام كانت على يد الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام الذي نهلوا من فيض علمه النقي ماجعلهم على مر العصور أنصار لله ولرسوله ولأوليائه ؛ وبرغم إن الامام زيد عليه السلام كان علما لكل الأمة و ثورته كانت عالمية ولكن كان لأهل اليمن أكثر من غيرهم شرف حب الإمام زيد وإحتواء ثورته المباركة ؛ فجعلوه أمامهم وساد مذهبه في معظم المناطق اليمنية.
ولكن للأسف وكما هي عادة أعداء الدين والحرية في استهداف المشاريع التحررية للامة فقد سعوا إلى تعطيل ثورة الامام زيد عليه السلام عن مضمونها الحقيقي لتصبح في فترة من الفترات مجرد أنتماءات مذهبية ومسائل فقهية وطقوسات كلامية وماكان ليحصل هذا إلا نتيجة ضياع البصيرة والوعي الذي كان الامام زيد يناشد بها الأمة لتحافظ على مبادئ دينها ومرتكزات قوتها فلا يستطيع الأعداء خداعها وتضليلها وحرف مسارها الإيماني .
ومن يقرأ ملازم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه وهو العلم الذي اكتسب بصيرته من كتاب الله ؛ يلاحظ في بعضها نسبة الانزعاج والعتاب الشديد التي كان يوجهها لمن يسمون أنفسهم زيود ويدعون إنتمائهم إلى هذا القائد الحر والثائر وهم لايسيرون في طريقه ونهجه الثوري وقد فضلوا الصمت والخنوع على السطع بكلمة الحق في وجه الظالمين وهذا يناقض مبادئ الإمام زيد؛ فالثورة التي تبقى تحت رحمة الطغاة تفقد بركاتها ؛ فلا يعد لها أثر في الحياة ولاقيمة لها في الواقع.
تحرك السيد حسين بدر الدين الحوثي كما تحرك الإمام زيد عليهما السلام من منطلق ثقافة القرآن التي فرضت عليه الا يسكت فصرخ ثائرا في وجه قوى الجبروت والإستكبار بعد أن أوجعه حال هذه الإمة التي أصبحت تحت أقدام اليهود والنصارى ؛ وأعاد بمشروعه القرآني نبض الحرية إلى قلوب اليمنيين ؛ فهم اليوم في وجوه طغاة العصر من المعتدين الذين استباحوا أرضهم وعرضهم كالافواج المتدفقة التي لاسبيل إلى اعتراضها أو تغيير مسارها.
نعم بالوعي والبصيرة ستبقى ثورة الإمام زيد عليه السلام هي المدرسة الكبرى لليمنيين الأحرار والتي يتخرج منها يوميا وللعام الرابع العظماء في زمن الذل والانحدار والأبطال في زمن الضعف والانكسار.