رسالة يحملها نتنياهو الى بوتين: لن نعيد الجولان الى سوريا
رسالة يحملها نتنياهو الى بوتين: لن نعيد الجولان الى سوريا
بدأت “إسرائيل” في الأيام القليلة الماضية، وكأنها على أبواب استحقاق تسوية ما يجري الإعداد له لسوريا. توجه رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، إلى الجولان المحتل، ورفع النبرة التهديدية وإقراره بأنّه نفذ عشرات الهجمات ضد سلاح حزب الله، بل وايضاً تأكيده أمام الجنود أن احتمال المعركة قائم بالفعل تجاه الساحة السورية، لم يكن تهديداً من فراغ، وقد يعود إلى ما يتكشف تدريجاً في “إسرائيل”.
القناة الثانية العبرية أكدت أمس، أنه تقرّر أن تعقد جلسة الحكومة الإسرائيلية، بكامل أعضائها، في الجولان المحتل، وعلى طاولة البحث بند أساسي، سيحمل رسالة واضحة إلى كل من يعنيهم الأمر: الروس والاميركيين، والأمم المتحدة وايضاً السوريين، بأنّ الجولان جزء لا يتجزأ من “إسرائيل”، وأنّ الحكومة الاسرائيلية غير معنية، وهي لن تقبل، بشكل أو بآخر، “التنازل” عن هذه المساحة الجغرافية من “إسرائيل” وإعادتها إلى سوريا، مهما كانت التسوية التي يجري الاعداد لها.
مراسل القناة للشؤون السياسية، أودي سيغل، أشار إلى أنّ نتنياهو سيحمل إلى موسكو، الخميس المقبل، رسالة تتضمن المضمون نفسه، وذلك في خلال زيارته المقررة لروسيا، ولقائه الرئيس فلاديمير بوتين، كما هو مقرر مسبقاً. لم تتضح الصورة بعد، وما هي الأسباب الكامنة وراء التحرك الاسرائيلي الاستباقي كما يبدو حيال الجولان. هل هي إعادة لمحاولة كان قد عمل عليها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو خلال زيارته الاخيرة الى واشنطن بالطلب من الرئيس الاميركي، باراك اوباما، ضرورة أن يعترف العالم بالهوية الاسرائيلية للجولان؟ أم أنها تأتي في سياق مخاوف لدى تل ابيب ناتجة عن معلومات مجمعة لديها، حول اقتراح ما، يتبناه أحد اللاعبين الاساسيين الراعين للتسوية التي يجري الاعداد لها في سوريا، يتضمن طلب اعادة الجولان أو التأكيد على هويته السورية؟ قبل اشهر لم يستجب الرئيس الاميركي، لطلب نتنياهو، ومصادر مقربة من البيت الأبيض، أشارت كما ورد في الاعلام العبري في حينه، أن أوباما يخشى من أنّ الاستجابة للطلب الاسرائيلي، ستمثّل مشكلة كبيرة لـ«المعارضة المعتدلة» في سوريا، وستحدّ من قدرتها على مواجهة نظام الرئيس السوري، بشار الاسد. ما الذي استجد، كي تحاول “اسرائيل” من جديد، وأن تحمل اقتراح أسرلة الجولان إلى موسكو هذه المرة؟ ما لم يكن التحرك الاسرائيلي ناتجا من خشية من اقتراح ما يجري التداول به بعيداً عن الاضواء حتى الان، حول الجولان، فإن الامر قد لا يكون بعيداً عن جرعة زائدة من الثقة الاسرائيلية، بإمكان استغلال الحرب السورية الى الحد الذي يسمح لها بانتزاع اعتراف دولي، بـ«الهوية الاسرائيلية» للجولان.