ستبقى دماءهم معبراً للأحرار !
إب نيوز ١١ اكتوبر
كتبت / وفاء الكبسي
في زمن عزَّ فيه وجود الرجال، وفي الزمن الذي عجَّ بأشباه الرجال، نجـد رجال الرجال الأبطال الأشاوس يسطرون بدمائهم أروع صفحات التاريخ الذي ستبقى صفحاته مرصعة مزخرفة منارة بأسماء رجال اليمن شهداء الواجب، هؤلاء المجاهدين اللذين أبوا إلا أن يسجلوا أسماءهم في سطور البطولة، لم يفوتني الشهيد أبو قاصف بطل معركة الحجارة الذي أبى وجداني إلا أن يكتب عنه ليبقى هذا الصقر محلقاً في سماء اليمن يذكرنا بمعنى الفداء والتضحية وليعلم العالم معنى الرجولة والجهاد..
كلنا لن ننسى معركة الحجارة تلك المعجزة الإلهية، والأسطورة الباقية عن أثنين من الرجال الأبطال الذين أحبهم الله فأحبوه فكان معهم أين ماكانوا، فكان أيديهم التي نكلت ورمت برمي الله، وكيف وقفوا بكل شجاعة واقدام أمام العشرات من المنافقين المرتزقة ، وقف الواحد منهم كألف رجل فقذف الله بهم الرعب في قلوب المرتزقة المنافقين ، وقف أبو قاصف رجل بقلب أسد لانقاذ زميلة ونكل بالمرتزقة أشد التنكيل بحجارة من سجيل يقذف بها فتطاير وكأنها قنابل نارية، وعند استشهاد زميله لم يزده ذلك الموقف إلا ثبات وشجاعة فوقف وحده أمام العشرات وقتل منهم من قتل ونكل بهم وثأر لزميله وقتل قاتله في موقف أسطوري مهيب ، فما كان من أعداء الله إلا الفرار تاركين خلفهم العار والخزي والذل والهوان..
رجع أبو قاصف لينال وسام الشجاعة تكريماً على مواقفه البطولية الأسطورية، ولم تمضِ أيام ألتئمت فيها جروحه إلا ورجع عائداً إلى ميادين العز والشرف تاركاً الدنيا الوضيعة، صادقاً مع الله العهد والولاء فصدق الله معه فنال ماكان يتمنى من وسام الشهادة الربانية ، لأنه كان ممن قال الله عنهم : {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.
تركنا أبو قاصف (عيسى العكدة) ترك الدنيا ومافيها، وانتقل إلى دار الآخرة في ضيافة الرحمٰن، تركنا ليزرع للكبار والصغار لغة الفَخار.. ستبقى دماءه معبراً للأحرار وسراج ومنار..
ونعاهد الشهيد وكل الشهداء الأبرار بأننا سنبقى أوفياء لدماءهم الطاهرة ، وإنه لجهادٌ حتى النصر أو الشهادة
فالقصف بالقصف، والقتل بالقتل، والرعب بالرعب حتى يتم النصر والفتح.