فتى الحجارة وأصحاب الكهف !
إب نيوز ١٢ اكتوبر
أمل المطهر
عاد الينا لفترة وجيزة ليكون آية من الله لنا وحجةملقاه علينا.
رغم أنه كان على وشك الإرتقاء في معركة
الحجارة إلا أن الشهادة أقتربت منه هامسة
في أذنه .
(ليس الأن مازال أمامك مهمة أخيرة )
(أبو قاصف) قصة من قصص كثيرة سمعنا عنها منذ بداية العدوان عن شدة وبأس وإيمان ووعي المجاهدين في ساحات البطولةوالكرامة.
لكن هنا و في هذا المقام تغيرت بعض الأحداث واختلف الأمر .
فنحن أعتدنا أن نرى وجوه أولئك الأبطال على شاشات التلفاز ونسمع وصاياهم المسجلة قبل ارتقائهم ورحيلهم الى السماء.
نسمع عنهم وعن حكاياتهم وبطولاتهم وآيات الله وتآييده من ذويهم أو رفاق دربهم الجهادي .
لكن حكاية (ابوقاصف) هو من عاد ليحكيها ويسرد وقائعها خطوة بخطوة عاد لحكمة الهية عظيمة وليكون آية للناس.
كانت عودته ألينا كعودة أصحاب الكهف وصحوتهم من نومتهم الطويلة داخل الكهف
فأصحاب الكهف حظيوا بالعناية الألهية والتآييد قبل نومتهم وهم نائمون ايضا في كهفهم وكانوا معجزة ذلك الزمان .
وفتى الحجارة حظي بذلك الدعم والتآييد وهو في ساحات الجهاد وهو يضرب عدوه بيديه المجردتين إلا من الحجارة في مقابل ترسانات بشرية وحديدية فارعبهم وقذف في قلوبهم الرعب كما حصل مع أصحاب الكهف حينما أرعبوا عدوهم وهم نيام بقوة الله وبأسه.
وكما عاد أصحاب الكهف وتبارك بهم القوم
وألتفوا حولهم ليسمعوا قصتهم وماجرى معهم وهم يقارعون ظلمة عصرهم ويجاهدون في سبيل الله عادوا وكان لعودتهم أثرها في النفوس ليتيقن من في قلوبهم شك أو ريب تجاه قوة الله وتآييده لأوليائه.
وكانت كذلك عودة (ابو قاصف) ليحكي لنا بصمته قبل حديثه عن تأييد الله له ومنحه
الغلبة والتمكين على عدوه فبمجرد النظر أليه
وهوبذلك الجسد النحيل والوجه المضيئ بنور الإيمان المرهق من تضاريس المكان ترى أنه آية الله في عصره ليضعنا أمام عيوبنا ويقيم علينا الحجة ويحملنا المسؤولية ويرحل إلى من تعلق بهم وتعلقوا به .
كان من فتية الكهف الذين علموا قومهم
دروس ورسموا لهم منهجية عظيمة لمواجهة اعدائهم .
عاد ليقول لنا لاتنظروا الى العدو ولا إلى مايملكه
بل أنظروا الى أنفسكم هل أرتقت بوعيهاوإيمانها لتكونوا بمستوىأن تمنحوا التآييد من الله والتمكين والغلبة على عدوكم .
عاد ليقول لنا يجب أن تملاؤوا قلوبكم حبا لله وثقة به وبنصره ولاتلتفتوا لضجيج العدو ولاتخافوا من مكره وكيده كي تكملوا طريقكم في معركة التحررمن قوى الإستكبار الإستكبار .
عاد فتى الحجارة ليقدم لنادروسا عظيمة في كيفية الثبات وعدم اليأس وأن كنا في اصعب المواقف وأحرجها
فكما تغلب هو على ترسانات العدو وجيشه بحجارة جعلها الله أشد عليهم من الصواريخ
فسيحصل نفس الشي معنافي كل تحرك نتحركه في طريق جهادنا المقدس ضد اعداء الله
لكن لن يكون لنا ذلك إلا إن كنا مثل ابوقاصف بروحيته وإخلاصه وقوة ايمانه وثباته وتحديه لكل الصعاب للوصول إلى هدفه وغايته .
فهل سنفهم هذه الدروس ونستوعبها جيدا ?
هل سنضع تلك الأية وتلك المحطة الالهية
أمامنا لنسير على منهجيتها في تحركنا?
هل سنصبح بوعيه العالي الذي جعل منه أسطورة سنظل نحكيها وتحكيها أجيالنا?
هل سنصنع ونزرع ونتحرك ونعد لهم العدة
في كل جبهات مواجهتنا لهم!!!
أم أننا سنظل مكاننا نتنازع أمرنا بيننا
هل سنبني عليه بنيان أم سنبني عليه مسجدا ونسير بعيدا عن تلك الدروس العظيمة التي عاد ليقدمها لنا !!
ورحل إلى السماء حيث مستقره الطبيعي بين امراء الجنة
كما عاد اهل الكهف أيضاً بعد توضيح الغموض وإقامة الحجة وتقديم الدروس .