ذكرى ثورة !
إب نيوز ١٤ اكتوبر
أشواق مهدي دومان
لعل (14 أكتوبر) كانت الثورة الأقوى والأنقى في جنوب اليمن حين سعت لطرد المحتل البريطاني من أراضيها ، فحين تم التفاف مهلكة بني سعود على شمال اليمن والنظام الجمهوري ثم اغتالت الوطني الصادق الشهيد : إبراهيم الحمدي حيث شعر الاستعمار ووكلاؤه في المنطقة بخطورة هذا الرجل على مصالحهم، فهو لليمن حارس يمنع تسيير القرار الخارجي، ويسعى ﻹقرار وترسيخ السيادة اليمنية ، ويؤكد الحق في ذلك؛ولايقبل المساومة في القرار والسيادة اليمنية، التي سعى للم شملها شمالا وجنوبا ؛ فاغتالوه باراً بيمنه، مخلصا متفانيا لوطنه، وبقتله غدرا أزهقت ثورة 26 سبتمبر إن صحت تسميتها ثورة “مقصقصة الجناح” ، ولعلها لم تكن هي الثورة بل بنت عمها، فهي ثورة تغتال ابنها لتمكن الغريب منها، فكيف تكون ثورة حقيقية؟ ثورة تعيد القرار السعودي في شكله المستنسخ وجوهره الاستعماري التكفيري الوهابي.
وهنا تكون ثورة (14أكتوبر) هي الأنقى فقد تخلصت ولوت ذراع المستعمر البريطاني وجعلته يتقهقر إلى غير رجعة كنا نتمناها، لكنه الفكر والمنى والحلم الاستعماري ظل يراوده في العودة إلى عدن الثغر الباسم لليمن السعيد ، وها هو يعود وقد تقنع بلباس العلم اﻹماراتي، علما بأن اﻹمارات مهما (هنجمت) وزمجرت فماهي إلا وكيل الاستعمار، وبساط يدوس عليه الانجليز للعودة للحلم القديم، فواأسفاه عليك يا : (14أكتوبر)، وليعتذر منك من وأدك وغدرك من أبنائك حين سلموك من جديد للمستعمر ( في طبق من ذهب)، مكبلة بقيود وتسميات فقط ليزهقوك، فما عادت الصورة واضحة لنا هل وأدوك كثورة أم وأدوك كوطن ومن الوائد أو تحت أي مسمى؟ شرعية هادي أم وطنية بحاح أم ثورية ابن دغر أم مقاومة داعش أم…أم…الخ، ليبيعك أولئك الطلقاء في مزاد سعو إماراتي لحساب امبراطوريتي العصر أمريكا وبريطانيا، وهنا تعود ذكرى أكتوبر المجيدة أسيرة ، جريحة، نازفة جوعا وفقرا وفاقة وقتلا وإرهابا وهتك أعراض وصراعا بين قوم يأجوج ومأجوج الذين تزاحموا فيك ، فاختلط منهم فوق ثراك الطاهر : الجانجويدي والووتر بلاكي والفرعوني، و غيرهم ممن قدموا قرابين من جيوشهم لسواد عيون الاستعمار البريطاني الأمريكي المجتهد والمخلص لحلم إسرائيل الكبرى …
أعادك مرتزقة وطلقاء العصر وباعة الشرف المتجولون، أعادوك سبية، جارية تخدمين برجالك وما تملكين ذلك الامبراطور ذا الجنس واللون الأبيض ، ليكون تاريخ ورقم ( 14 أكتوبر ) نبراً للحزن، ولحناً مؤلماً، وجدلية عنف، و تهافت ارتزاق منقطع النظير ..
يا ذكرى (14 أكتوبر)، وأدوك في نشوة وعنفوان مجدك ، ولهذا فلتمري مرورا صامتا قد أغلق فمك وكممه استعمار بثوبه العربي الجديد تحت لواء مستعمرة اﻹمارات العربية المتحدة ..
يا (14أكتوبر ): مري سريعا فبطؤك يقلب المواجع ويفتك بدماء الشهداء ، التي يتاجر بها بائعوك المتجولون !! وليت بائعيك يستيقظون ليصرخوا من جديد ويثوروا لجنوبنا من جديد صرخة تخرس آذان المستعمرين، و تلفح وجوههم وتحيلها لذرات رمال تغطي مستنقع عمالتهم المقيتة …
يا (14 أكتوبر ) : مري بسلام و اقرئي كل شهيد فيك، اقرئيه منا السلام..
والسلام.
من أرشيفي للعام الماضي في ذكرى ثورة ٢٤/ أكتوبر