خاشقجي..حضور القضية..وملابسات الحدث!!
إب نيوز 14 أكتوبر
حميد دلهام
في قلب الحدث , وعين الزمان..لا شيئ يطغى على حضوره الفاعل- كقضية – أي حدث آخر , حتى وإن كان ذلك الحدث هو الإطلالة الخامسة لترامب, الباحث عن الدفع , اللاهث وراء المال السعودي, في آخر تكراره غير اللائق لكلمة ادفع أيه الملك..
إنه جمال خاشقجي الحاضر الغائب..صحفي سعودي قضى معظم عمره في خدمة البلاط , وسخر قلمه في تلميع صورة نظام آل سعود..الى حد تأييده المطلق لقيام جلاديه, بقتل وسحل وجزر الشعب اليمني , وحصاره وتجويعه..
جمال -الضحية اليوم- لطالما كان قلمه يوما ما يفاخر بمنجزات قوات أميره , الذي هو اليوم قاتله, وهي تقتل أطفال اليمن, وهي تحول أجسادهم الغضة الطرية الطاهرة , إلى أشلاء ممزقة , وجثث متفحمة…أين ذهب كل ذلك الإخلاص والتفاني و الإصرار على خدمة البلاط?? وماذا عمل الرجل , حتى يلاقي مالاقاه (سنمار) من جزاء لا يصدق, على إنجازه وتفانيه , في خدمة صعلوك كان أميرا..??
كل جرمه كلمة واحده , قالها على سبيل أمنية ( الشعب السعودي يستحق أفضل مما هو عليه الآن ) ..كلمة أخرى ,لا تحمل من المعنى أكثر من سابقتها في سياق تجريم الكلام الذي يوجب القتل, ويستحق صاحبه الإعدام والتقطيع بالمنشار -حسب التسريبات- في عرف وديدن نظامٍ مجرم .. لقد قال ما معناه إن القوه الحقيقة..والوزن الحقيقي هو للشعوب التى دائما يجري تجاهلها, وليست للانظمة..وذلك في معرض مقاربته لحالة الصراع الجاري على مستوى الأقليم..
اذا نحن أمام مشهد متفرد فى عالم المأساة الانسانية , مشهد سيكون له تداعياته , واصدائه على مستوى الضمير الانساني الأسير والمغلوب على أمره..وما يجاريه من تنضيرات و ما يقال عن مبادئ..
أما المصالح ولغتها وحضورها الفاعل , في عالم اليوم, فانها ستكون صاحبة الكلمة الفصل, و لعل بوادرها أتت من أكثر وأعظم دولة , تدعي الدفاع عن الحقوق..و الحرص على رعاية الحريات , والوقوف ضد كل ما من شأنه المساس بحقوق الانسان,, وذلك على لسان رئيسها, الهائم وراء المال, الباحث عنه , تحت أي مبرر, وفي أي ظرف , حتى وان كان مأساة خاشقجي..
قالها بصراحه..لن نفرط بصفقات سلاح تقدر ب110مليار دولار, التي سترفد الخزينة , وتوفر 400الف فرصة عمل…
يا لغدر الزمان..