أمريكا و بقراتها !!
إب نيوز ١٦ اكتوبر
رأينا في خطابات ترامب المتهكّمة بشيخ الارتهان ( سلمان ) و مملكته المتهالكة كيف أنّ المادة لدى الفكر الاستعماري هي كونه و مسقط رأسه و هويته و انتماؤه و روحه و أمّه و أبوه و صاحبته و بنوه و فصيلته التي تؤويه ؛ و
لهذا نجد أمريكا حين تربّي عميلا لها فهي تتردّد به في كلّ حلقات التفاوض لو فاوضت ، و لنا مثل قريب في أمينة عفّاش الذي تقلّد نيابة رئاسة الجمهورية في عهد عفاش تمهيدا لترئيسه و كان ذلك مخطّطا مدروسا لم يأت نتاج قرار آني ، بل لأن أمريكا ربّته و نمّته و أشرفت على تأهيله فقد تمسّكت به تمسّك بخادم سحريّ يقول لأمريكا : نعم و لا يسطيع قول لا ، و لو بدأ ينطق ب: اللام في لا سيجد حتفه ، و قد رأينا ( صدّام حسين ) حين انتبه أخيرا من غفلته و حاول أن يستقلّ برأيه حرّا بعيدا عن أمريكا فقد دمّرت هذه الاستكباريّة وطنه و قتلت شعبه و سامت بلاد الرّافدين سوء العذاب ، و هذه منهجيّة الماسون في التّصفيات لعملائهم إن أرادوا توبة و إن اتمموا مهماتهم ، فلن يفلت أحدهم من يدها فهي تتعامل معهم و تمنحهم محبّة و عاطفة لكن ليس العاطفة الإنسانيّة بل الحيوانيّة الغرائزيّة ، فقد تلتقمهم في أيّ لحظة تشعر بخطورتهم عليها ، و ستبرّر ذلك بنفس تبرير القطّة التي تلتهم مولودها لو رأت أنّ عينا تراقبه كأنّها تقول أنا الأولى بأكله ، و هي جاهلية من يأكل إلهه لو جاع ، و بنفس النّمطيّة تفعل أمريكا بعملائها فهي ستوجه عميلها ، و قد تأخذه في دراسته العسكريّة الجامعيّة لديها و تحت عينيها لتضمن تشبّعه من ولائه لها ، و لنعرج على بعض ممّن أشرفت عليهم في دراستهم كالسّيسي و عاهل الأردن و أحمد عفّاش و…الخ
و قد وضعت السيسي رئيسا لمصر بعد اكتفائها من خدمات مبارك ، ليكمل السيسي المشوار بإمكانيّة أسرع و ستساعده و تلمّعه و تمكّنه من إقامة مشاريع اقتصاديّة تجعل الشّعوب الأخرى تحسد شعبه على ذلك العقل المنير المدبّر الذي يهتم بالاقتصاد و يحاول إنعاشه و لكن بنفس أسلوب أمريكا المدرسة الأمّ بطابع يبني الذّات بناء خادما لإسرائيل على حساب هدم الغير ، و هذه تركيا ( كأنموذج آخر ) و هذا أردوغان الذي لولا سوريا ما انتعش اقتصاد تركيا الذي تلمع أردوغانَها أمريكا مقابل تدريب الدّواعش و تصديرهم لسوريّا و العراق و اليمن ، و….الخ
و لعلّ دور أردوغان متأرجح تأرجح ظروف المنطقة نفسها فثبات الجيش السّوري بقيادة الأسد يحرج أمريكا و بقراتها فيجعل أردوغان ( كإحدى البقرات ) يعيد حساباته المتلوّنة في تصريحاته فمرّة يتضامن مع سوريا و مرّة يحتجّ على بيع فلسطين و مرّة تحارب أمريكا عملته و مرّة يدعم الأكراد ومرّة يتفاوض مع روسيا و مرّة …ومرّة…الخ في دور مضطرب تحيله إليه أمّه أمريكا ، الذي لا يتخرّج و لا يخرج منها إلّا المهافيف و المضطربون و المختلّون و لنسميهم المسوخ ، و لهذا لنعد إلى السّيسي الذي احتفظت به أمريكا من انفجار طائرة طاحت بطلاب عسكريين مصريين حدث بها خلل أو عطل ما فانفجرت بهم جميعا و هم في طريق عودتهم إلى مصر متخرّجين ، فيما بقي السّيسي منهم بمبرر نسيانه أوراقا له ،
هذا السّيسي الذي يصرّح هو نفسه بأنّ من سيدفع للجيش المصري( فلوس أكتر ) سيسانده أكثر و يقصد بمن سيدفع نفس البقرة التي يحلبها ترامب ، و قد قال ذلك بداية العدوان لجيشه و بكلماته تلك أراد تلميع نفسه بأنّه لن يألو جهدا في رفع مستوى اقتصاد شعبه حتّى لو باع هويّة المصرييّن ووزّعها لشعب الله المختار حيث و الإسرائيلي له أن يأخذ الجنسيّة المصريّة بمبلغ سبعة ملايين جنيه ، و هذا اقتصاد لكنه غبي و مدمّر و خائن للقضية الإسلاميّة الأم (فلسطين)، ،
و كما يعامل الإسرائيلي في مصر فهو أيضا في الأردن معزّز مكرّم ، فبينما يقف حرس النّقاط التي بين الشباك الفاصلة بين الأردن و إسرائيل يُفتَّش العربي والأردني حتّى و يطلب منه جواز السّفر لتمر سيارته من هناك بينما الإسرائيلي يمر دون كشف هوية و جواز و…الخ
و هكذا فأمريكا تنمي خدم إسرائيل تنميّة على حبّ الأخيرة ، فتضع تلميذها في أعلى المناصب ليس احتراما له كعميل وفي ، بل لأنها دفعت و خسرت القليل الذي ستعوّضه بالكثير لتربيته على حبّها و تعزيز أمركته و أسرلته و قد اجتمع أنها دعمته و نمته و سمنته إلى أن أصبح أضحية دسمة ، و لكنّها بالتّوازي تحدّ سكينها ( احترازا و احتراسا من انقلابه عليها ) و تغمض عينيه و تقول له :
إمّا الذّبح أو القفز من على الهاوية ، و ليس سعد الحريري و محاولة التّخلّص منه ببعيدة لولا تشديد حزب اللّه على عودته كلبناني يحقّ له إعلان استقالته من وطنه الأمّ لبنان ، و ليس خاشقجي ببعيد و لعلّه الحدث الأقرب .
و كلا الأمرين مُرّ على ذلك العميل حين يعيش صراعا في داخل نفسه ( لو رغب في توبة ) ربما يكون خيار الموت هو الأرحم له حينها ، و لن يفلت من بين أنيابها و ستنتعله كحذاء مرّات و مرّات إلى أن يتمزق جلده و ضميره، و ستظلّ تحلبه بما لديه من إمكانية طاعتها ،
و كلّ محلوب تحلبه تطبع عليه محلوب على الطريقة التي تناسبه و على حسب موجوده فمصريّ يجنّس صهاينة ، و يتشدّد مع الفلسطينيين، و أردني و مصري يتآمرون لنقل أهل فلسطين عربا و مسلمين إلى جزء من سيناء لتتسع فلسطين لبني إسرائيل ، و بحريني يشرّد أهل البحرين و يجنّس المغتربين بطريقة مشابهة لمصر ، و أمّا الإمارات فكانت خطواتها سابقة لتنفير أهل اليمن منها و استبدالهم بكثير من الجنسيّات ، مايدل على أنّ الحالب لجميع البقرات واحد ،،
و كذلك سيفعلون في مملكة بني سعود فسلمان يعد ترامب بتوفير فرص عمل لنصف مليون أمريكي ، و هذه الخطوة بديلا عن أيادي اليمانيين الذين هجّرهم سلمان بمسمّى سعودة الوظائف ، والأصح أمركة الوظائف ، و من هنا إلى هناك يتم التهام الوطن العربي و تحقيق حلم إسرائيل الكبرى،،
و كسلمان عبدربّه الرجل الذي أحرج أمريكا حين أرادته سوبرمان ( الرجل الخارق ) و علّقت أملها عليه في أقلمة اليمن و لكنّه فشل ذريعا ، وهاهو يشكّل عائقا وقد أصبح عالة عليهم فكلّ جنوده و عمالقته الذين جنّدتهم أمريكا من مشرشفين و مدمني كباريهات و دواعش خيّبوا ظنّ الحالب الأكبر فجعلت تتخلّص من مرتزقتهم قصفا طائريا تارة ، و تارة تحرق شخصيّاتهم ،
و لربّما تخلّصت أمريكا من أمينة عفّاش ( عبد ربّه ) كما فعلت بخاشقجيها ، و ربّما استبدلته ببقرة شابّة تثير الأرض و لا تسقي الحرث ، ممّن تختزنهم لديها في حظائر فنادق مستعمراتها و ما أكثرها !!
و ليكن ذلك و لتختَر أمريكا من شاءت ففعلها مكابرة في اليمن و قد انكسرت قرونها في سوريا و لبنان و العراق و هي مكسورة هنا من أوّل يوم لكن رعونة و صلف و أدوار توزّعها على دُمى متحرّكة بحيث تقف متفرّجة تحلب هذا و تذبح ذاك و تسمّن هذا في فوضويّة تحاول بها تشتيت رجال اللّه عن دفاع مستميت عن أرضهم و عرضهم بقائدهم النّبيل الشّجاع السيّد / عبدالملك الحوثي الذي بات الرّقم الأصعب تجاوزه و رجاله الذين كأنّهم من وضعت عصا موسى في زنودهم السّمراء لتلقف إفك جمع عشرين دولة متحالفة ، و كأنّهم من وهبهم اللّه مقامع من حديد يضربون بها ترامب و بقراته كلّما أرادت أن تتعدّى حدود مرعاها .
و السّلام
أشواق مهدي دومان