الشعب اليمني..لا بواكي له..!!
إب نيوز ١٦ اكتوبر
حميد دلهام
جريمة واحدة,, أدت الى سقوط ضحية واحدة , ومع ذلك قامت الدنيا ولم تقعد الى الآن , واضطرب العالم كله من أقصاه الى أقصاه, باستثناء نتوءات نتنة , في جسد المعمورة , تم تلويثها وتغيير وجهتها الصحيحة بالمال السعودي, بعد ان تداعى ذلك الجسد بالسهر والحمى…
الغريب أن تلك الانتفاضة الكونية , في وجه القاتل , هي الموقف الصحيح والمنطقي والمفترض والموفق, والذي يرقى الى مستوى الحدث,, وهو الموقف الذي يؤديه ويتخذه كل حر وشريف, لديه أدنى شعور بالمسؤولية, تجاه إنتمائه الانساني, و تكوينه الفطري.. ومع ذلك بدى و يبدو هذا الموقف أكثر من مستغرب … لماذا..??
الجواب..لان نفس القاتل, وبطرق أكثر وحشية, ومع ضحايا أكثر ضعفا وبراءةً وخلو طرف من جمال خاشقجي , نفس القاتل صار له ما يقارب الأربع سنوات , وهو يمارس هوايته و يرتكب من الفضائع والجرائم, ما يفوق جرم ما ارتكبه بحق خاشقجي بآلاف المرات, وبحق شعب كامل , وبحق كل شرائح المجتمع خصوصا الطفولة , ومع ذلك ظلت ترفع له القبعات البيض, و استمر في كامل ابهته واحترامه , ولم يوجه له حتى مجرد توبيخ أو تحذير , فضلا عن الإدانة…
هذا النفاق العالمي العابر للقارات , كيف تجاهل ولا زال , جرائم لا تصدق , من قبيل مجزرة الصالة الكبرى, التى خلفت ألف إصابة, مابين شهيد وجريح, ومجزرة حافلة ضحيان المكتضة بعشرات الاطفال , والتي حصدت ارواح الكثير منهم , وحولت جثامينهم الى اشلاء متناثرة, وجثث متفحمة..
هذا العالم المنافق, كيف يصحو لانات خاشقجي و يتعاطف مع مأساته , و تصبح قضيته وهو شخص واحد , قضية رأي عام, وربما اكبر قضية رأي في القرن الواحد والعشرين ,,?? في حين لا تحركه مأساة شعب كامل , يقتل ويذبح بآلة موت نفس المجرم, ولا يمر يوم واحد دون أن يرتكب بحقه جريمة, ويسفك فيه دما حراما…
عالم النفاق هذا , كيف تحركه وحشية القاتل في جريمة اغتيال خاشقجي, و هو الذي قضى بجراعات من المخدر , في حين يتعامى ويغض الطرف , عن استخدام اﻹف16 في قتل واستهداف المدنيين, وقصف صالات العزاء والافراح, ومهاجمت الاسواق , وتدمير المصانع والمدارس وكل البنية التحتية لشعب كامل…
بالفعل ,, لكن الشعب اليمني لا بواكي له..
حميد دلهام