كاتب سوري : عن ابن سلمان والخاشقجي وأطفال اليمن.
إب نيوز ١٩ اكتوبر
ليس عجيبا أن يجد حكام السعودية أنفسهم في هذا الموقف الضنك بعدما باتت كل الدلائل تشير إلى تورطهم وعلى أعلى المستويات في قتل وتقطيع وإخفاء جثة الخاشقجي، نال الرجل نصيب من يجاور السلطان الذي أنزل به سوء القصاص لغير جرم جره غير المشاغبة البسيطة على سلطة الحاكم بأمره محمد بن سلمان، ليس للخاشقجي فضيلة في موتة السوء التي حلت به، فلم يعرف عن الرجل أنه قال كلمة حق في وجه سلطان جائر، على العكس من ذلك فقد بقي حتى اللحظات الأخيرة من اختفائه يمالئ السعودية في كل حروبها الوحشية على سوريا واليمن ولم يقف من آل سعود موقف المعترض إلا فيما حسب أن هامش الغرام الأمريكي التركي به سيجعله في الموقف المحمي من التصفية الجسدية وحتى المعنوية.
لكن ذلك كله لم يعفه من غضب ابن سلمان كما لم يعف هذا الأخير ومملكته من تداعيات تصفيته وقد بات الخاشقجي أشبه بقميص عثمان الذي يُطلَبُ الملك والثروة من وراء الإنتصاف المزعوم لقضيته، هذا على الأقل ما يوحي به ترامب وما يطمح إليه أردوغان الذي لا تعييه المساومة على الطريقة الترامبية وإن بدرجة أقل فظاظة، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه وبقوة …من أوصل السعودية إلى هذه الحال البائسة من الحرج الذي قد تجد السعودية نفسها ولأجل التفلت منه جنائيا مضطرة لدفع بقيةَ المليارات التي تحتكم عليها خزينتها الموشكة على الإفلاس دون أن تملك فرصة التفلت الأخلاقي من جريمة قتل صحفي لم يكن يوما أخلاقيا في كل مواقفه الداعمة لتجبر أسياده في الرياض.
في الأمر عبرة يجب الوقوف عندها مليا، من أورد ابن سلمان موقفه الضنك هذا، وأورد الخاشقجي منهل المنية، هي أشلاء أطفال اليمن الذين أغضى العالم عينيه عنهم وعن جرائم ابن سلمان بحقهم فتوهم هذا الأخير أن أحدا لا يملك أن يوقف جموحه أو أن ينبهه من خمرة بغيه، فمن يكون الخاشقجي في حساباته ؟؟؟!!!!..
هكذا حدّث بن سلمان نفسه، متناسيا أن هذا العالم المتخابث يحصي عليه مثالبه الجمة ليوم موعود، يوم أصبح الخاشقجي فيه ولدواع سياسية ومالية صرفة عنوان العدالة المغيبة، يوم انتصف فيه أطفال اليمن لأنفسهم من القاتل والمقتول على السواء وكلاهما شريك في الجرم بحقهم، هكذا تنتصر الدماء البريئة لنفسها، هكذا قال أطفال اليمن كلمتهم وأبرموا قضاءهم في كل ما سيحيق بمملكة الرمال المتداعية، هكذا تنتصر السنن الكونية التي حدثنا عنها القرآن الكريم.
.. ولعل الخير كل الخير يكمن فيما هو آت.