عدسة الإعلام الحربي .
إب نيوز 22 أكتوبر
كتبت/ سعاد الشامي
دع عنكم تلك العدسات الكاذبة التي تتكفل بقلب الصور في استديوهات سماسرة الإعلام المنحرف ليفبركوها ويظهروها للعالم معكوسة الحقائق ؛ تلك العدسة التي يظل مصورها يتردد في اختيار الزاوية التي يلتقط منها صورة مائلة يستغفل بها عقليات الناس ويغذي شغف الطغاة للجثث .
فالإعلام ليس كما يتصوره البعض بأنه عبارة عن آلة تصوير فائقة الدقة وذات تقنيات متقدمة في إنتقاء الألوان ؛ وشخصيات كارزماتية تتقن فن تشخيص الأحداث بما تملكه من مواصفات المكر والدهاء المتناسبة مع منافعها المادية!!
الإعلام بحد ذاته هو رسالة إنسانية هدفها التعبئة الروحية والتوعية الفكرية للمجتمعات على مبادئ ورؤى المصداقية والوضوح للوصول إلى الأهداف السامية ؛ ومثل هذه الرسالة تحتاج في تقديمها إلى سلامة الأدوات واستقامة الأداء وطهارة الممارسة فليس من العقل في أن يتوسل الإنسان بأدوات كاذبة للوصول إلى الحقيقية!!
وفي خضم هذا العدوان البربري على وطننا شنت علينا حربا إعلامية نكراء لاتقل وحشيتها عن تلك العسكرية ولكن سرعان مافشلت أبواقها في تسديد أهدافها بصناعة نصر مزيف وباتت قنواتها كالاضرحة التي شيدت لتأبين الإنسانية بذريعة الاحتفاء بها!
وفي حين كانت عدسات الطغاة تسعى إلى تلميع القتل والدمار كهدية منقذة للشعب اليمني وتنسج انتصاراتها من خيوط الوهم؛ كانت عدسة الإعلام الحربي تطلق فلاشات مصداقيتها في تخليد الأساطير الجهادية التي رسمت هذه اللوحة البطولية المذهلة والتي عكست بأس اليمنيين المعهود وشموخهم المحمود.
كانت ومازالت عدسة الإعلام الحربي خير رفيق لفرسان الوغى وليوث الكرى وهم يجوبون رؤوس التباب وشواطئ السواحل وفيافي الصحاري لمنازلة الطغاة والمعتدين تمجيدا منهم للحرية والكرامة وفي أسمى معايير الرجولة وبسالة الفروسية في مواجهات الرخويات الزاحفة.
.
أكتسبت هذه العدسة عظمتها من عظمة تلك المشاهد التي تلتقطها بروح العزيمة التي لاينطبق عليها قانون الخضوع ؛ وبحنكة المهارة الفريدة في اجتياز كل جسور التحديات والمواجهات ؛ وبنفس القدرة الخارقة لتمزيق الصعوبات والمخاوف من كل الجهات.
ثمة عدسة كهذه بمهنيتها الصادقة وصورها الواقعية يجب علينا مطالعتها مطالعة جيدة ويصبح لنا عليها حق الفرح والبهجة ؛ ولها واجب إطلاعنا على تفاصيل التنكيلات الدائمة والإنتصارات المتوالية وكل الأحداث العظيمة التي سيكتبها التاريخ عن ثمار العطاء ولذة النصر ونعيم الاستقلال وشموخ السيادة ونفحات العز ؛ ليدرسها الأحرار على طاولة الإرادة التي لاتنكسر.