خطاب أردوغان تحمل ابن سلمان المسؤولية، فلماذا لم يصرح بها؟
إب نيوز ٢٣ أكتوبر
محمد الأحمد
لم يصرح #اردوغان بتحميل المسؤولية لابن سلمان، ربما لأن الأدلة لا تزال استخباراتية تجسسية ولم تصل للمستوى القانوني بعد، ولذلك حمل خطابه كل الإشارات التي تدل على أنه يحمّل ابن سلمان المسؤولية فما هي هذه الإشارات؟
أولاً: قال إنه لا يقبل تحميل المسؤولية للقنصل ولرجال الأمن المنفذين، ولا بد من تتبع سلم المسؤولية إلى أعلاه، فكأنما يقول أن المسؤول عن العملية هو صاحب القرار في الدولة وهو ابن سلمان، وليس القحطاني وعسيري ومطرب.
ثانيًا: قال إن القتل نفسه مخطط له مسبقًا وليس نتيجة شجار عابر، فكأنه يقول إن الرواية الرسمية ملفقة، وبما أن المسؤول عن الرواية الرسمية هو ابن سلمان، فكأنه يتهمه شخصيًا بتلفيق القصة لتبرئة نفسه.
ثالثًا: تساءل عن سبب تأخير الإذن بتفتيش القنصلية ثمانية عشر يومًا، فكأنه يقول لو لم يكن صاحب القرار قلقًا من تفتيش القنصلية، لسمح بها من أول يوم لأن ليس لديه ما يخشاه، ولكن الذي يأذن ليس القنصل ولا السفير، بل زعيم الدولة والذي هو ابن سلمان.
رابعًا: تساءل عن سبب رفض الدلالة على مكان الجثة حتى الآن، وكأنه يقول إنه لو كان القاتل يتصرف من نفسه دون أذن مسؤول كبير، لتمكن المسؤول الكبير الذي هو ابن سلمان من الدلالة على الجثة.
خامسًا: أصر اردوغان على محاكمة الثمانية عشر في تركيا، وكأنه يقول أنه لا يثق بمحاكمتهم في السعودية، وأنه لا بد من انتزاع المعلومات منهم بما يدل على مسؤولية من فوقهم وهو ابن سلمان.
سادسًا: مطالبته بلجنة تحقيق دولية يعني أنه يتهم قيادة السعودية (ابن سلمان) أنها لن تسلم ما لديها من معلومات، ولن تعلنها من ذاتها، و أنه لا بد من إجبارها على تسليم هذه المعلومات عن طريق تحكيم دولي، وهو ما يعني مرة أخرى تحميل ابن سلمان المسؤولية.
سابعًا: قال اردوغان أنه يحسن الظن بالملك سلمان لكنه تحاشي ذكر ابن سلمان، وكأنه يقول إشاراتي السابقة وتجاهلي لابن سلمان معناه : أنه لا يمكن لي أن أُحسن الظن بقاتل ومسؤول عن مثل هذه العملية.
وبهذا فقد حمّل اردوغان المسؤولية ابن سلمان دون أن يسميه بهذه الإشارات الذكية، ورمى الكرة في ملعب السعودية، وجعلها تحت طائلة الملاحقة.
وقد يكون من أسباب عدم الاستعجال بتسمية ابن سلمان، رغبته في إبقاء القضية ساخنة حتى لا تحترق دفعة واحدة بتسميته.