تحت المدنّي ألف جنّي !
إب نيوز ٢٨ اكتوبر
استغربت في البداية أن تستقبل سلطنة عمان الجرحى من المرتزقة و المنافقين و تعالجهم دون مقابل ، و تعاملهم بالودّ ، فأقنعتُ نفسي بأنّها أعلنت الحياد منذ البداية و أنّ جرحانا أبطال الجيش و اللجان الشّعبيّة و جرحى العدوان لديها و في عينيها الوادعتين كأسنان المشط ، فعاودتني الغرابة أن تكون السّلطنة بهذه الشّجاعة لتحايد صراحة ووضوحا في حضرة البقرة الحلوب و راعيها و ظلّت تلك الغرابة عالقة في ذهني إلى أن حان وقت كشف المغطّّى و بيان المستور الذي كانت حكاية سترته مجرّد خطّة زمنيّة تتوازى مع نتائج العدوان و من الأوراق قبيل الأخيرة التي وضعها تحالفهم لاستخدامها في حال فشله ميدانيا و اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا و لن تخسر سلطنة عمان شيئا بل ربّما أمن لها خطّ المناهضة لإسرائيل في اليمن و هو خطّ مكوّن أنصار اللّه ، و سرّب شيئا من ما يجول في صدره و هو المحاصَر المحارَب المعتدَى عليه و المتّهم بجلب أمريكا بسبب صرخته و مناورته بالسّلاح أمام العالم الذي لا يسمح لغيره بأي إفصاح عن سيادة و قوّة و استقلال ، ،،،
وهذا يفسّره حياد السلطنة مدّة أربع سنوات على مجازر و جرائم وحشيّة لم تنطق عمان لتستنكرها و لو بحرف واحد ، كما لاننكر أنّ حيادها لم يكن كمن قدّموا جيوشا فدية لعيون إسرائيل كالسّيسي و البشير و بقيّة الدّاعمين و لو بشقّ تمرة ينفقونها في سبيل إرضاء أمريكا التي تضرب في الأرض طلبا للحلب بفكرها و ثقافتها التي تقول : الغاية تبرّر الوسيلة ، و تمهيدا لعقد صفقات القرن لعيون إسرائيل ، فقد ركّعت أمريكا معظم الدّول و قدّمتها كذبح عظيم لتصنيع تطبيع صريح مع إسرائيل بعد قلب الحقيقة و مؤاخاة العدو على أنّه حبيب و صديق و رفيق ( إسرائيل ) ، و معاداة الأخ على أنّه عدوّ لدود ، و هو حياد يمكّن عملاء أمريكا من أن يجمعوا أكبر قدر ممكن من المعلومات ضدّ ذلك الشّبح الأنصاري الذي يهدّد و يرفض وجود كيان الاحتلال جملة وتفصيلا كان إسرائيليا واضحا أم مشرشفا ببراقع جنرالاتهم و رؤساء شرعيّاتهم و قادة أقزامهم و هم المقاتلون تحت لواء المحتل السعو إماراتيّ المخبوء تحت قبعات راعي البقر ( ترامب ) الذي يحلو له حلب كلّ عملائه باختيار كلّ منهم لطريقة حلبه فكان حلب سلطنة عمان بما يتوافق مع شخوص حكّامها و بكلّ هدوء و سيستمر حلب من رضي لنفسه أن يبقى مجرّد بقرة و ستمسح أمريكا على ضرعه و أمّا من كان ليثا هصورا فأمريكا تعاديه و تقصفه و تتحالف عليه وتريد كسر شوكته و تكميم زئيره ، و لكن بَعُد عليها أن تكسر نيوب الليوث و هيهات لها أن تقلّم أظفار رجال اللّه ، و لازالوا لها بالمرصاد يصرخون بأرواحهم و تضحياتهم قبل ألسنتهم ب:
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل.
ولا يهمّهم من باع و تاجر بعرضه و عقيدته وأرضه ، فثقافتهم تخبرهم بأنّه : ” لا يضرّكم من ضلّ إذا اهتديتم “.
أشواق مهدي دومان