يا حديدة : و عليكِ السّلام !
إب نيوز ٢٩ اكتوبر
أرى رجال اللّه في الحديدة التي عاملتها و نظرت إليها حكومات ماقبل العدوان معاملة و ( بَسرَة خالة فوق غداء ) و هي نفس المعاملة التي عوملت بها بقيّة المحافظات اليمنيّة ،
و كانت الحديدة واحدة منها تنعم بالإهمال من دولة الأحمريّين إلّا من حمل تربتها و ولادتها للمانجو و لذيذ الفاكهة الصّيفيّة لهم ؛ نعم : فمزارعها لأولئك اللصوص و حدّث بذلك و لا حرج ، و دون وجل و لاخجل نهبوها و هي
الأرض الطّيّبة السّهلة التي مارفع أهلها بندقيّة أو عصا ضدّ زائر ، بل كانت المتنفّس الرّحب لمن ضاق و حوصر من الحزن و الكآبة ،
و لجمال تواضعها و هي السّهلة ، ليّنة الجانب فقد حسب مَن حسب أنّ أهلها سيعاملون المحتلّ بنفس معاملتهم لابن البلدلكنّ الأيّام أثبتت أنّ رجالها أبطال لا يرون في عفويتهم و بساطتهم محلّا لمحتلّ و لا يجدون له مكانا بينهم في حين سلّمت ( غيرها) نفسها للمحتل ليعبث بها ،
الحديدة الحسناء التي يتصارع الثيران لأجلها ظنا أن أسودها نائمة ، ما جعلهم يرفعون راياتهم الحمراء ليتنافس فيها المتنافسون من البغاة و بقيّة الخونة و الظّالمين ؛ لكنّها استعصت عليهم و أثبتت لهم بثبات رجالها أنها ليست كلّ حسناء خضراء دمن بل هي حسناء العزّة و الشّرف و الكرامة و شهامة الرّجال و اصطفافهم جنودا ضدّ العدوان ، و من أوّل وهلة عزّت عليها نفسها من أن يطأها محتل ، فلازالت تدفع ثمن الحريّة كما دفعت و لازالت صعدة تدفع لليوم ثمن وفاء رجالها و ثمن احتضانهم لمسيرة القرآن التي لا تنحصر لناس من بين ناس فمادام القرآن عالميا فمسيرة باسمه هي عالمية ، و لأنّ الحديدة عالميّة الموقع الاستراتيجي يتصارعون على احتلالها و لكن هيهات لهم ذلك و بها رجال عرفوا الحقّ فاتّبعوه و جانبوا الباطل و نبذوه .
فيا حديدة المجد و الصّمود و الثّبات ، و يا من تسامى ثراك و تشرّف بأن تنسكب عليه أغلى مهج لأغلى الرّجال وعلى رأسهم الرّئيس الشّهيد / الصّماد ،
ياحديدة : و قد ألقيتِ تحيتك علينا شموخا فحقّ ردّ التّحيّة لك بأحسن منها ،،،
يا حديدة :
و عليكِ السّلام .
أشواق مهدي دومان