أربعون حزناً !!
إب نيوز ٣٠ اكتوبر
بتول عرندس
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاةُ والسلام على خيرِ خلقهِ محمدٍ وعلى آلهِ وصحبه ومن تبعه، ورحمةُ اللهُ وبركاته.
السلامُ عليك سيدي ومولاي صاحب العصر والزمان، وعظّم الله لك الآجر بذكرى أربعين جدك الإمام الحسين (ع).
السلامُ عليكم أحبتي جميعاً، وعظّم الله لكم الأجر.
وحلّ الأربعون، ومعه عادت الأحزانُ تحملنا إلى كربلاء، إلى الإمام المقتولِ ظُلماً وعدوناً، ﻷنه خرج دفاعاً عن دينِ جده المصطفى، ورسالة الإسلام السامية. وفيه تتوجهُ الأنظار إلى العراق، إلى الزحف المليوني، المندفعِ ولاءاً وحُبّاً وإباء. عشاقٌ شدّهم الحسين (ع) إلى جنته، فلبّوا النداء أضعافاً مضاعفةً في كلِ عام، متحدين كل الصعاب والمتاعب، والتهديدات الداعشية التكفيرية بالتفجير والمفخخات والأحزمة الناسفة والعبوات.
“مشاية الأربعين”، ليس تسمية تطلق، بل مرتبة شرفٍ لا ينالها الا ذو حظٍ عظيم، سجلّها الحسين في القائمة المدعوين إلى جنته الخالدة ومنارته العظيمة وصرحهِ المبارك. عشرون مليون وأكثر من المعزين، يعبرون مئات الكيلومترات، يعزون ويبكون ويلطمون حزناً على حفيد الرسول المقتول على يدي أعداء الرسول.
وأمام هذا المشهد العظيم يستحضرني وفي كلِ مرة سؤالٌ لكل مسلمٍ يدعي حبَّ الرسول (ص)، أين أنت اليوم، أتعزي الرسول ؟ أم أعداء الرسول ؟ فلا بد أن تكون هذا أو ذاك. إنظر إلى كربلاء، إلى ملايين هجروا اعمالهم وأوطانهم لمواساة الرسول بمقتل حفيده، الذي أبى أن يُترك الإسلامُ ليزيد. وهنا لبُّ القضية، وهنا مفترقُ الطرق، أيُ إسلامٍ نسلك؟! إسلام الحسين المحمدي ؟! أم إسلام يزيد الفاسق، الدّعي، الذي ضرب الكعبة المشرفة بالمنجنيق، هادماً جزءاً وحارقاً الآخر. شتان بين إسلام الحسين (ع)، وإسلام يزيد الفاسق، شارب الخمر، إبن الزنا والزاني بالمحارم.
الإمام الحسين (ع) في كلِ عاشوراءٍ وأربعين مثلاً حياً وصادقاً للآية القرآنية:
*( رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ *** *لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ )* خرج أبو الأحرار الإمام الحسين (ع) دفاعاً عن الإسلام، فكانت ثورته ونهضته إلهيةً محمديةً إسلاميةً قرآنيةً رساليةً بإمتياز، فجزاهُ الله كل هذا العشق والخلود والثورة المستمرة، وزادهُ من فضله ورزقه المرتبة العظيمة في الدنيا والآخرة. فالسلامُ عليه يوم ولد ويوم إستشهد ويوم يُبعث حياً.