هذه هي أهداف أمريكا من إنهاء الحرب في اليمن ؟!
إب نيوز ٢ نوفمبر
السعودية وتحالفها الوهمي في اليمن وبعد مضي ثلاث سنوات على العدوان على الجارة اليمن لم يستطع هذا التحالف بالرغم من مئات الضربات الجوية والقصف الصاروخي الذي استهدف آلاف المدنيين ودمّر البنى التحتية من أن يحصل على نتائج ملموسة وكأن كل ما قامت به هذه القوات هو مجرد انتقام أهوج لا معنى له سوى الأذى واستعراض العضلات غير المكتملة.
بكل الأحوال ومنذ اليوم الأول كان لدى الجميع اعتقاد بأن السعودية لم تقم بهذا الأمر ولم تستمر به حتى اللحظة دون أن تكون قد حصلت بالفعل على ضوء أخضر من عرّابتها أمريكا، لكن اليوم على ما يبدو تغيرت حسابات الغرب وأمريكا وبدأنا نسمع تصريحات من هنا وهناك لإنهاء حرب اليمن بأسرع وقت ممكن وبدأ الجميع يحذّر السعودية من الاستمرار في هذه الحرب وبعضهم أعطاها مدة معينة لإنهاء الحرب، مثل وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس الذي شدد على ضرورة وقف الأطراف المتنازعة إطلاق النار في اليمن، والجلوس على طاولة المفاوضات في غضون ثلاثين يوماً.
وقال ماتيس في مؤتمر صحفي: “نريد رؤية الجميع وراء طاولة مفاوضات على أساس وقف إطلاق النار، وعلينا أن نقوم بذلك في الثلاثين يوماً المقبلة، وأعتقد أن السعودية والإمارات على استعداد للمضي في الأمر”.
أما وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فقد قال مساء الثلاثاء في بيان إنه حان الوقت لوقف الأعمال القتالية في اليمن، وحث بومبيو التحالف السعودي الإماراتي على وقف ضرباته الجوية في المناطق المأهولة بالسكان في اليمن، على أن توقف جماعة الحوثي في المقابل تنفيذ ضربات صاروخية تستهدف السعودية والإمارات. وأضاف إن المفاوضات التي دعا إليها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث يجب أن تبدأ الشهر المقبل.
وبطبيعة الحال، فإن إعطاء هذا التحذير يشير إلى أن حكومة أمريكا لديها قدرتها الخاصة على المشاركة في السياسة الخارجية السعودية إلى مستوى ردع الرياض عن الحرب في اليمن، من هنا نسأل التالي: لماذا واشنطن لم تطرح هذه الرؤية من عام أو عامين قبل أن يُقتل كل هذا العدد من الأطفال والنساء الأبرياء وتُدمّر البنى التحتية لهذا البلد الفقير؟.
ثلاث نقاط نشرح فيها التغيّر المفاجئ في الموقف الأمريكي
فضيحة مقتل خاشقجي والضغط العالمي
من دون أدنى شك يمكن القول بأن حادثة مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي بهذه الطريقة المريعة واعتراف السعودية بهذا الأمر جعل أمريكا مجبورة أمام الرأي العام العالمي الذي ضغط بشكل كبير لمعاقبة المسؤولين عن هذه الحادثة، وجعلها تضطر مكرهة لرفع يدها قليلاً عن السعودية وإظهار شيء من قباحتها في اليمن ومطالبتها بوقف أعمال القتال هناك، كما أن ضغط الرأي العام العالمي أجبر أيضاً الغرب على خلاف ما تريد، وهو أن تطالب السعودية بوقف العنف هناك.
في أمريكا أحدثت حادثة خاشقجي فوضى عارمة داخل الكونغرس لدرجة أن لا وزير الخارجية الأمريكي ولا حتى الرئيس ترامب استطاعوا إخفاء ما جرى ليقول ترامب على إثرها إنها ” أسوأ عملية للتغطية على جريمة على الإطلاق”.
ومن ناحية أخرى يجب أن نذكر أنه خلال الأسبوع المقبل ستبدأ انتخابات الكونغرس التي لها أهمية كبيرة بالنسبة لترامب، وفي حال انتصار الديمقراطيين فيها سيكون على ترامب أن يتحمّل تبعات ذلك على سياسته الخارجية، لذلك استبق ترامب الحدث وبدأ بالبحث عن طريقة لإنهاء حرب اليمن قبل أن تبدأ المسألة.
السعي للهروب من تبعات حرب اليمن
بما أن واشنطن لديها مصالح كثيرة في اليمن وبالتالي فإن استمرار الحرب هناك كان بضوء أخضر منها لا محالة، ومن الأشياء التي كانت تبحث عنها واشنطن في اليمن هو منع إيران والصين وروسيا من الاستفادة من الموقع الاستراتيجي لليمن لكونها تتمتع بموقع استراتيجي مع مضيق باب المندب باعتباره عنق الزجاجة لطاقة العالم، وهذا كان أحد المخاوف الأمريكية، ولذلك فقد دعمت واشنطن التحالف السعودي الإماراتي أكثر من ثلاث سنوات، وخلال هذا الوقت، ارتكبت جرائم مختلفة بما في ذلك الاعتداء على مراسم الزفاف والحداد، وهجمات المستشفيات، والهجمات على حافلات الأطفال واللاجئين.
ولكي تبرّئ واشنطن نفسها مما يجري قال ماتيس قبل يومين إن سلاح الجو الأمريكي يزوّد بالوقود فقط نحو خمس الطائرات السعودية التي تشن حملات على اليمن، دون أن يشير حتى إلى بيع أسلحة ضخمة وأنواع من قنابل الليزر والتعاون الاستخباراتي.
إنقاذ الرياض من مستنقع اليمن
من النقاط الأخرى التي تدفع واشنطن لإنهاء حرب اليمن هي أن التحالف السعودي وصل إلى طريق مسدود في هذه الحرب وتحوّلت اليمن بالنسبة له إلى مستنقع يغرق به يوماً بعد يوم دون أن يجد سبيلاً للخروج منه، لذلك فإن تصريحات المسؤولين الأمريكيين بضرورة إنهاء الحرب هناك يمكن اعتبارها مساعدة جديدة للسعودية لإنقاذها من هذه الورطة والخروج ببعض ماء الوجه أمام المجتمع الدولي.
(الوقت)