عبدالباري عطوان : العقوبات النفطية والمالية الامريكية تفقد مفعولها في الأسبوع الأول على إيران ؟
إب نيوز ٨ نوفمبر
عبدالباري عطوان
العقوبات النفطية والمالية الامريكية تفقد مفعولها في الأسبوع الأول.. وحصول الديمقراطيين على الاغلبية في مجلس النواب ضربة ساحقة لترامب وادارته.. والحلفاء العرب سيكونون من ابرز الخاسرين أيضا
بعد سماح الولايات المتحدة لأفغانستان بالاستمرار في استيراد احتياجاتها من النفط الإيراني، وحصول العراف على استثناء من أي عقوبات بسبب استيراد الكهرباء الإيرانية أيضا، تبدو الحزمة الثانية من العقوبات الامريكية المفروضة على القطاعين النفطي والمصرفي الإيرانيين مثل “الجبن السويسرية” مليئة بالثقوب، وشبه معدومة الفعالية بالتالي.
إدارة الرئيس ترامب التي توعدت بشل الحياة كليا في ايران، وتطبيق عقوبات تمنعها من تصدير برميل نفط واحد، تمهيدا لتركيعها، واجبارها على تنفيذ 12 شرطا، ابرزها وقف صناعتها الصاروخية والامتناع عن دعم حركات مقاومة مثل “حزب الله” و”حماس″ و”الجهاد الإسلامي” وتفكيك أجهزة الطرد المركزي المخصصة لتخصيب اليورانيوم، باتت في وضع يثير السخرية، لان هذه العقوبات فقدت زخمها وتأثيرها في اليوم الأول لبدء تطبيقها.
اعفاء ثماني دول هي الصين والهند واليونان وتركيا وإيطاليا وتايوان واليابان وكوريا الجنوبية، من أي عقوبات، والسماح باستيراد النفط الايراني لم يأت “مكرمة” من الرئيس ترامب وادارته، وانما رضوخا للامر الواقع، فمعظم هذه الدول اكدت انها لن تلتزم بالعقوبات وستواصل علاقاتها التجارية مع ايران كالمعتاد، ومن المفارقة ان قائمة الثمانية هذه تستورد النسبة الأعظم من الصادرات النفطية التي تصل الى 2.5 مليون برميل يوميا.
مع حصول الديمقراطيين على اغلبية المقاعد في مجلس النواب الامريكي، سيجد الرئيس ترامب نفسه في مأزق كبير، لان الديمقراطيين يعارضون خطوته العنترية بإلغاء الاتفاق النووي الإيراني، وفرض العقوبات النفطية والتجارية على ايران.
ربما يكون من السابق لأوانه القول بأن ايران التي لم تظهر أي تأثر بالعقوبات هذه، بل تحدتها بشراسة، وأكدت انها ستلتف عليها، خرجت “منتصرة” من هذه المواجهة وفي اسبوعها الأول، وهذا في حد ذاته هزيمة للرئيس ترامب وحلفائه الاسرائيليين والعرب معا.
انه الغباء الأمريكي في ابشع صوره، ربما يؤكد ان أسلوب الغطرسة بات يعطي نتائج عكسية تماما، فها هي كوريا الشمالية تلغي اجتماعا بين وزير خارجيتها ونظيره الأمريكي وتعود للتخصيب، وها هي الصين تقود تحالفا مع روسيا لتحطيم هيمنة الدولار، وها هي العقوبات الامريكية على ايران تفقد تأثيرها قبل ان تبدأ فعليا.
زمن الهيمنة الامريكية يتآكل بسرعة، ومن المؤسف ان هناك بعض العرب يضعون كل بيضهم في السلة الامريكية، والإسرائيلية أيضا، وسيندمون اشد الندم فيما هو قادم من أيام.
“راي اليوم”