الزاهدون.. والمدللون.
إب نيوز ٩ نوفمبر
عفاف محمد
نحن نتذكر جيدا تلك القصص التى كانت تروى لنا عن انتصار الخير على الشر
ونذكر منها كيف ان الأبن المدلل والمغرور ينتهي به الأمر الى نهاية مزرية بعد ارتكابه حماقات جمة لأنه اعتاد على تنفيذ كل طلباته وان كانت تمس الآخرين بالسوء المهم ان يرضي ذاته النرجسية فأنعدم بالتالي لديه الإحساس بالآخرين .
وعرفنا عن الولد الذي عاش في مستوى اقل من ذاك المدلل او الثري عكسه تماماً فقد تربى على المبادئ وحرص والديه على تربيته تربيتة فاضلة فنشأ نشأة سليمة استقام عوده عليها فحضى على اعجاب الآخرين لرقي اخلاقه التي ارتقت به لتجعل منه في يوما ما رجل ذا منزلة عظيمة.
وهكذا هو الحال ..
اربطوا تلك القصص بالواقع رؤساء او ملوك وامراء او حتى وزراء تربوا على النعيم وانغمسوا في الثراء الفاحش وانعدمت لديهم المشاعر والإحاسيس باتوا يصتصغرون كل من دونهم وانعدمت لديهم المسئولية تجاه من حولهم سيطرتهم عليهم المادة فجفت مشاعرهم اصبحوا جامدين.
هذه المقدمة لنتطلع معاً في كنة من تربوا على الزهد والتواضع من يستحقون فعلاً لقب رجال الله واخص بالذكر منهم انصار الله تأملوا وضعهم بتمعن ستجدون انهم تربوا في بيئة إيمانية متقشفة زاهدة من كان همهم تحصيل العلم وتشرب اصول الدين من لم يطمحوا يوماً للنعيم ورغد العيش من جعلوا العلم خير مكسب
من جعلوا من الفضيلة عنوان لهم ولم تصدر منهم الرذيلة قط ..
لا يعرفون غير مزواولة حياتهم الإعتادية وتطبيق برنامج رجال الله وغيره من صلة تقوي العبد بربه لم يشربوا الخمر قط ولم يسهروا ليالي الأنس بعيدين كل البعد عن مباهج الدنياء التي لا ترضي الله.
اليوم نتطلع في مواقفهم في شهامتهم في شدة بأسهم في عزتهم في أنفتهم في خشوعهم لله وامتثال أوامرة واجتناب نواهيه.
نتأمل صبرهم على ماقد ابتلوا به من قمع وظلم وانتهاك وحروب شرسة
نتأمل في اطفالهم الذين يكبرون سنهم المحرومين من الأمن وحقهم في التعليم والترفيه انهم المتشربين تلك الأصول التي اخذوها عن ابائهم
نتأمل في واقعهم المرير كيف انه جعل منهم اشداء اقويا متجلدين.
تأملوا لوحة اخرى لمن فروا خارج البلاد من مرتزقة جبناء من اعتادوا بذخ العيش وفروا لتركيا او مصر او غيرها ويدعون انهم وطنيون ..وكما قال عنهم “عبدالحافظ معجب”يقضون اوقاتهم في المقاهي والملاهي ومن ثم يظهر احدهم في شاشة التلفاز ليتحدث عن مأساة اليمن وجوعها واطفالها الذي يموتون انه يتحدث عن واقع لايعيشه. يتحدث عن مليشيات حوثية!
يتجاهل تلك الطائرات النتنة وأولائك المحتلين الأنجاس الذين انتشروا في جنوب اليمن ويشنون حرباً ضروس ليدخلوا شمالها ..يتجاهل الشهداء يتجاهل من يفزع للجبهات لا لأجل ريال سعودي او درهم امارتي وانما غيرة وشهامة وحمية.
انهم يتحدثون عن صورة مقلوبة بات العالم يراها كما هي اليوم. انهم واهمون انهم جهلاء.
هم يتجاهلون ما يحدث في الجنوب يتجاهلون ما يحدث في سقطرى وفي المهرة ..
المسألة ليست تكمن في الحوثيين كما يزعمون يسلطون السنتهم المأجورة ليتحدثوا عن اشرف الناس المجاهدين في سبيل الله فيقول احدهم بعد ان تنهره حرة شريفة في برنامج تلفزيوني بقولها لا تقل عنهم مليشيات حوثية هم من يدافعون عن اليمن فيرد بسذاجة وقبح ماذا اسميهم طيور الجنة!
اجل هم طيور السلام الذين صوب العالم تجاههم السلاح اجل هم الأسود الذين لن يرضوا بالهوان اجل هم الاشداء الذين علمتهم الحياة ان الكرامة غالية والحرية هي المطلب الأساسي الذي تهون الروح في سبيلها ..
تلك القصة القديمة اليوم تتجدد في ملوك العهر الذين يقترفون الفضائع في الجنوب لأنهم تربوا منغمسين في الرذيلة هم اليوم يتجمهرون في افخم المباني في الجنوب ويجعلون من ابناء الجنوب المغفلين خدم وحشم يعينوهم على احتلال بلادهم اليوم يجروهم للرذيلة فخارج حدود الحرب يعيشون ليالي العربدة يسقونهم الخمور المسمومة بعد ان يطلبون منهم استجلاب النساء انهم يقترفون فضائع يخجل المرء ان يتحدث عنها لأنها تخدش الحياء وتدمي الفؤاد لأنها تمس الكرامة
فما معنى ان يأتي الدخيل بلدك ويجلس فوق كرسي واضع رجل على رجل ويصدر اومر بالموت ..انت قاتل هناك وانت هناك وانت اسجن ابن جلدتك وعذبه وانت اجلب لي بنت بلدك الى هنا وانت اشرب معي الخمر وانت وانت وانت …الخ وكلها امور مؤلمة جدا تجعل من المواطن الجنوبي في وضع لايحسد عليه.
تطلعوا سقطرى الاسيرة تطلعوا صمت اهلها وتسائلوا ماذا وراءه هل لازال المال هو من يسكتهم لحد اللحظة ام انهم اليوم يتجرعون الحسرة صامتين هل لازالوا مبهوتين ببريق الدرهم!
تطلعوا المهرة ..ماذا حدث لهم في الفيضان هل مد لهم المحتلين يد العون.بل انهم اليوم يمدون اذرعتهم الاخطبوطية لينجسوا بها تلك الأرض الطاهرة ..
هم اتوا لأجل الشرعية فماذا صدر عن المهرة المسالمة ليدخلوها هل هم تمردوا على الشرعية! هل الحوثي هناك!
تبين الامر وما فيها انها اطماع اقتصادية يبغون بها السيطرة على النفط ..فهل تختلف تلك الاطماع عن سبب تواجدهم في عدن وسقطرى !
القصة باتت فصولها مكتملة واكثر واقعية ..
يرتكبون الفضائع ويقتلون بدم بارد لايحتكمون لدين او شرع او ملة
يحورون الحقائق ويجعلون من البطل مجرم والمجرم بطل!
هم المجرمون من يقتلون وينهبون ويغتصبون ويألبون ابناء بني جلدتنا على بعضهم هم من ينفثون سمومهم.
اما رجال الله فهم فخرنا وعزنا وشرفنا هم تيجان رؤوسنا هم الرحماء بينهم والاشداء على الاعداء هم من يحمون ارضنا وعرضنا هم من يستثيرهم تقدم العدو شبرا واحد في ارضنا هم من تحرك غيرتهم قصة اختطاف او اغتصاب وتثير حفيظتهم وتحرك مرؤتهم وتستثيرها هم من يؤلمهم منظر طفل تفتت اشلاء او مات جوعا هم من يحملون السلاح الشخصي وتحملهم الحمية والغيرة لأن يفزوا الى الجبهات في شموخ وإباء ..هم من يستغرب العالم اليوم سر صمودهم لأنهم يثورن للحق يدافعون عنه بشجاعة .قضيتهم عادلة يحملوها بداخلهم مع ايمانهم بالله لهذا هم ينتصرون علي البغي لهذا هم متميزون على الدوام لهذا التأييد الإلهي يساندهم لهذا هم يمرغون آناف المرتزقة الحقراء واربابهم الذين يدهدهون بهم ..
انها قصة الحق والشر سيدونها التاريخ وترى للأجيال القادمة قصة جببارة التاريخ وحكماء اليمن ..قصة المدللون والزاهدون.
فتأملوها جيداَ.
وتذكروا خطاب السيد “عبدالملك “سلام الله عليه عندما قال لسنا قوماً مدللون وتطلعوا في عمق كل كلمة ..ستجدون فعلاً ان المحن هي من تخرج الرجال الشدائد.
سلام الله عليهم اينما حلو.