لـك نكـتـب يـامـن وهـج حـبـك يـسـري فــي دمــائنا.
إب نيوز ١٤ نوفمبر
وفي حضرة ميلادك يارسول الله وقفت أقلامنا حائرةً بين السطور أتكتب أم تتأمل؟ ففتحت شلال حبرهِا ، ونحن ننادي لها الكلمات حتى نسكبها عليها حروفآ ، تصف نبذة بسيطة من حياتك ياصاحب الخلق الرفيعُ على المدى . فمن أين نبدأ بمدحك ياسيد الثقلين ، فلا الشعر ينصفكَ ولا الأقلامُ، ماذا نقول ؟وأنت نور بحنايا قلوبنا ، وضياء بعمق أرواحنا ،
محتارة هي حروفنا ، وحقٌ لها أن تحتارُ، فكيف لأحرف معدودة أن تبوح بما في القلب نحوكَ ؟ أو أن تُعّبِرُ بما في العقل تجاهك ؟ صلى عليك الله ياخير الورى مامرت الساعات والأيام….
إننا نكتب عن رجل لا تكفي لسرد حياته صفحات الأرض كلامآ إنه : محمّد بن عبد الله بن عبد المطّلب رسول العالمين ، وخاتم النبيين كانت الأمة قبل بعثته ِفي جهل وضلال، غارقة في الكفر، والشرك ، والظلم، والفساد، أمة ضائعة في واقع حياتها ، أمة إنعدمت فيها الإنسانية حتى وصل بها الحال إلى وأد طفلة خشية العار ، وقتل طفل خشية إملاق ، وقد نهى الله عن ذلك بقوله جل وعلا:
(وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا)
[سورة اﻹسراء 31]
حينها أتى الله بسراجه المنير الذي هو فخر للإنسانية جمعاء وهو الذي جاءها يحمل إليها الرحمة المطلقة فكان عنوان بعثتهِ كما قال الله تعالى :
(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)
[سورة اﻷنبياء 107]
كما أنه نبي ذا خلق عظيم حيث قال الله تعالى : (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)
[سورة القلم 4]
أيها الأخوة والأخوات نحن في هذا الشهر نستقبل يوم مولد رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله ونحتفل بهذه المناسبة المباركة لنشكر الله تعالى على نعمة الهداية التي كانت عن طريق القرآن الكريم ، وعن طريق الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله ، وأيضآ كي نعلن ولائنا، وحبنا لرسول الله ؛ لأن الولاء أساس من أساسيات الإيمان ، لا يتحقق الإيمان إلا به، كما أننا جعلنا مناسبة المولد يومآ خالدآ رغم كل الصعوبات ، حتى نُعّبِرُ عن صلتنا بالرسول التي هي صلة بالهدى، وحتى نُثبت للأعداء أنّـــا نرتبط به إرتباطً وجدانيٌ وروحيٌ صلب لايمكنهم كسرة، لأننا نهتدي به، نسير بخطاه ، نتأثر بسلوكه، نتعلم من أخلاقه، نقتدي بصفاته . رسول الله ليس موجودآ بيننا، لكنه حاضرآ بقيادته، بتعامله ، بقوته ، بثباته بكلماته التي أثنى علينا بها قائلآ :
(نفس الرحمن من أرض اليمن)
(أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبآ وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية والفقة يمان )
(اللهم بارك لنا في شامنا ويمننا )قالوا : ونجدنا يارسول الله؟! قال : (هناك الزلازل والفتن وبها يطلع قرن الشيطان) فنقول لك يارسول الله : لقد إجتمعت 16 دولة لحصار يمن الإيمان والحكمة وها نحن اليوم في العام الرابع من حصارهم علينا كما إجتمع كبار قريش لحصار بنو هاشم لمدة ثلاث سنوات إننا نحاول أن نزكي أنفسنا منهم ، ونُقّوم سلوكنا بعيدآ عنهم، ونطهر قلوبنا من سوء تعاملهم ، ونسدد أقوالنا بتركنا فكرهم، فنكون على مستوى يليق بك يانور الهدى….
لأننا وفي واقعنا الذي نعيشة اليوم في ظل عدوان دولة قرن الشيطان ومن حالفها على بلدنا اليمن نستلهم من أعظم قائد عرفته البشرية كيف نتحرك ، وكيف نعمل لإعلاء كلمة الله ، والجهاد في سبيله، كيف نصد الجبابرة والمتكبرين بثباتنا على طريق،
الحق. ومن هنا من يمن الإيمان والحكمة نزفها إليك يارسول الله ونقول لك : هاهنا وقف الرجال ثابتون يصدون العدو في لحظة تحدٍ ، في لحظة صمود ، في لحظة صراع بين الحق والباطل ، يصرخون في وجه الطغاة ، في رحلة جهاد تعبر عن معنى سلام ، عن معنى إبتسامة ، عن زهرة ، عن وردة ، عن حلم يتحدى كلمة هزيمة. هاهنا وقف الرجال يواجهون الظالمين، يمضون بصدق في القول والفعل ، يقاتلون بعزيمة إيمانية تفوق المستحيل ، كما قاتل مصعب بن عمير ، وواجه سعد بن معاذ ، وكما تحدى الحباب بن منذر ، وشعارهم الدائم قولك يارسول الله للآلاف التي واجهتها في معركة حنين :
(شاهت الوجوة فأنهزموا)
كما أنهم يملكون اليقين التام بقوله تعالى :
( كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ)
[سورة البقرة 249]
فمن جهادك وقيادتك وعظمتك يارسول الله نستمد القوة ، والعزم على مواصلة معركتنا مع أعداء الحق وأعداء الإنسانية ، حتى نرى ملامح النصر تلوح في الأفق ، وهي تكتمل في مخيلتنا ، فنجد شمسآ ساطعة من بعيد على قرصها أسم يمن الإيمان يتلألأ.
عذرآ يارسول الله لم نوافيك حقك .. لكننا حاولنا أن نتحدث عن جزء نيّرآ من حياتك وكلماتك المرسلة لنا كوميض يتسلل بهدوء إلى أعماقنا ….فيا سيد الرسل الكرام جميعهم نهديك ســــلامآ لو رفع إلى السماء لكان قمرآ منيرآ ولو نزل إلى الأرض لكساها سندسآ وحريرآ ولو مزج بماء البحر لجعل الملح الأجاج عذبآ فراتآ سلــسبيــلآ…..
بــقلــم /إقــبــال جــمــال صــوفــان…..