قائد حرس الزعيم يفتح الصندوق الأسود للمؤامرة الفظيعة التي أودت بالرئيس…!!!
إب نيوز 22 نوفمبر
ـ تم إعداد علي عبدالله صالح كرئيس بديل للحمدي والغشمي في أسمره بأيدٍ إسرائيلية وسعودية
ـ نفوذ أحمر حاشد ووقوفه حجر عثرة في طريق التصحيح اضطر الحمدي إلى تقوية نفوذ الغشمي واحمر سنحان فكان كالمستجير من الرمضاء بالنار
ـ علي محسن الأحمر إخواني قديم وكان المنظم للطلبة بالكلية الحربية ومن يستضيف عبدالمجيد الزنداني لإلقاء محاضراته عليهم
قال المهم وسكت عن الأهم وأبحر في أعماق الحقيقة لكنه لم يصل بنا إلا إلى مشارفها فترك مفاتيح صندوقها الأسود الذي لا يزال حلقة مفقودة في قصة المؤامرة الفظيعة التي أودت بالرئيس المغدور به إبراهيم الحمدي- رحمه الله.
قد يراه البعض شاهد «ما شافش حاجة» في هذه الحلقة المفقودة بالذات لكنه كان قريباً من الحمدي في الاحتياط سابقاً ثم قائداً لحرسه الخاص ونائباً لقائد المنطقة المركزية وصهراً لا يكاد يفارق بيته ليلاً أو نهاراً.
إنه العميد الركن أحمدعبدالله منصر.. صحيفة ” 26 سبتمبر ” الأسبوعية أجرت معه حواراً مطوراً خرجت منه بثلاثة أجزاء نتناول في جزئها الأول علاقة الزعيم الحمدي بالغشمي وتياره وحادثة الاغتيال ومفاتيح الصندوق الأسود التي لديها المعلومات الكاملة عن الجريمة فإلى الحصيلة التي نشرتها صحيفة 26 سبتمبر في عددها الصادر الخميس الماضي 15 نوفمبر 2018م :
حاوره: أبو أيهم
< أين تقع مسؤوليتك مما جرى يوم قتل الحمدي؟
>> اولاً دعوني احكي لكم قصة معرفتي وعلاقتي بالحمدي وكيف عرفته منذ دخولي الكلية الحربية، أنا لم يكن لي اي دخل فيما جرى فقد كنت آنذاك اركان حرب المنطقة المركزية.
< كيف لم يكن لك دخل في ماجرى أنت كنت قائد الحرس؟
>> لقد تم إعفائي
< ولماذا, هل كنت مقصراً في واجبك؟
>> لا, لكن عبدالله الحمدي ركب راسة وصدق التقارير التى رفعت عني من الاستخبارات
< وما مضمون التقارير؟
>> اني كنت مع علاقه طيبة مع الغشمي وكان لايرفض لي طلبا فظنوا أني من جواسيس الغشمي
< ومتى بدأت معرفتك بالحمدي؟
>> في سنة 1970م عندما بدأنا كمجندين في قوات الاحتياط العام وفي فترة وجيزة عينني الحمدي مديراً لمكتبه, أعني مكتب قائد الاحتياط وعمري 17 عاماً حينها.. ثم جاءت فكرة تبنِّي برنامج الإصلاح المالي والإداري فتزعم الحمدي لجنة الإصلاح وشكلها من نخبة من الضباط منهم علي قناف زهرة, وعبدالله الحمدي, ومجاهد القهالي, وعبدالله عبدالعالم, وأحمد عبده سعيد, وقاسم دهمش, وحسين المقدمي, ولجنة التصحيح هذه طرحت18 نقطة تم عرضها على الارياني للقبول بها وتنفيذها أو يستقيل..
ماقبل الثورة البيضاء
< كانت ثورة بيضاء إذن؟!
>> لا.. هذا قبلها الثورة البيضاء كانت في 1974م.
> وأدرك عبدالرحمن الإرياني بذكائه ان إبراهيم الحمدي وراء تشكيل هذه اللجنة التصحيحية والثماني النقاط فقال: يا قادة القوات المسلحة أنا أقبل بهذه النقاط, ولكن بشرط ان تشاركني في تنفيذها أنت وأشار إلى “إبراهيم الحمدي” ووافق الحمدي وتم اصدار قرار من الارياني بتعيين الحمدي نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للداخلية وحصل على إثر ذلك شيء من الاعتراض من رفاق الحمدي مثل عبدالله عبدالعالم, والقهالي, وزهرة, وعبدالله الحمدي, الذين رأوا في تخلي ابراهيم الحمدي عن قوات الاحتياط بمنصبه الجديد نقطة ضعف تجعلهم لا يستطيعون ان يضغطوا على الارياني لتنفيذ الـ18 نقطة التي قررتها لجنة التصحيح المالي والإداري, وفي مقابل أولئك المعارضين لصالح الحمدي كان آل أبو لحوم إلى جانب القاضي الارياني وهم محمد ابولحوم, وسنان أبولحوم, وعلي أبولحوم, ودرهم أبولحوم.
الصدام والمواجهة
< كيف تعامل إبراهيم الحمدي حينها مع الجميع؟
>> استطاع ابراهيم الحمدي الحد من نفوذ الارياني بالتخلص من آل ابولحوم وتصفيتهم كقادة وأصحاب مراكز قوى مؤثرة في القوات المسلحة.
< ماذا.. تقصد بتصفيتهم والتخلص منهم.. نعرف أن الحمدي لم يقتل أحدا؟
>> أولاً استغل فرصة تغيير الوضع في الكلية الحربية, حيث كان يدخلها فقط في معظمهم من الدفعة الأولى إلى الدفعة التاسعة من محافظات تعز خاصة الحجرية والبيضاء وإب، أما المناطق الشمالية من محافظة ذمار ومطلع فكان أغلبهم عساكر أو ضباط فخريين فتنبه القادة والمشايخ الكبار بعد أحداث أغسطس وقالوا لازم من تأهيل الضباط الفخريين, وإدخالهم الكلية الحربية, وقالوا لازم ندفع بالضباط في الدفعة العاشرة وفعلا بدؤوا بإدخال محمد عبدالله صالح, ومحمد عبدالله الجائفي, وحسين الرماح, وحسين محسن المقداد, ويحيى الراعي, وعلي الجائفي, وغثيم، وذلك بحجة أنه لم يعد معهم الا ثلاثة قادة كبار وقالوا لولا قبائل حاشد حسموها في صنعاء في أحداث اغسطس 68 وعلينا أخذ العبرة من ذلك.
الموضوع مترابط
< نود التركيز على الشهيد الحمدي في هذا الحوار لأن الموضوع سيطول لو خضنا في هذا التاريخ الطويل؟
>> الموضوع مترابط ومتداخل مع بعضه وقصتي مع إبراهيم الحمدي أنه زج بي إلى الكلية الحربية بعد
ترقيتي إلى رتبة ملازم ثاني, وكان شرط القبول للطلبة الذين تم ادخالهم حينها أن يكونوا ضباطاً.. 70% من الدفعة الثانية عشرة هم من الضباط علي محسن صالح، محمد اسماعيل، صالح الضنين، عبدالاله القاضي، هؤلاء دفعتي, واستغربت ان يكون من ضمن دفعتنا وعددنا سبعون عشرة من جماعة علي عبدالله صالح, وهم علي محسن صالح الاحمر، علي صالح الاحمر، عبدالاله القاضي، صالح الضنين، احمد احمد معياد، احمد محمد معياد، محمد احمد اسماعيل، محسن صالح اللجيان، وحسين صالح السكرتير الخاص لعلي محسن دائماً مرافقه الخاص, هؤلاء عشرة من ضمن سبعين طالباً في الدفعة الثانية عشرة كلهم من سنحان ومن جماعة علي عبدالله صالح, وشكلوا جناح علي عبدالله صالح, في القوات المسلحة وهناك قصة لعلي محسن داخل الكلية وهي انه لولا علي عبدالله صالح لكان تم فصله!!..
على محسن والاخوان
< ما هي هذه القصة؟
>> علي محسن كان من قدامى الإخوان المسلمين في اليمن وكان يستضيف عبدالمجيد الزنداني لإلقاء محاضراته على الطلبة وفي يوم من الأيام وأثناء طابور الهتاف الذي دعوت إليه وقت صلاة المغرب وقد كنت حينها مساعد الكلية أذن مسجد الروضة فقام حمود الحمراء وأقام الصلاة وقام علي محسن ووضع منشفته وصلى بجانبه وخرج كل المنضمين معه في الاخوان للصلاة وتم عمل مكتب بفصلهم لكن توسط علي عبدالله صالح وأنقذه من الفصل.
منصب شرفي
< نعود إلى موضوع الرئيس إبراهيم الحمدي ؟
>> بعدما عينوا إبراهيم الحمدي نائباً لرئيس الوزراء استغل منصبه كرئيس للوزراء وركز على التعاونيات وقام بزيارة مناطق شمال الشمال وقام بتشكيل هيئة تطوير تعاوني في كل محافظة فتنبه القاضي الارياني إلى توغل ابراهيم الحمدي في أوساط القبائل من خلال موقعه كنائب لرئيس الوزراء ورئيس هيئة التطوير التعاوني, وكان بجانبه مجموعة رائعة أمثال عبدالله الحلالي, وعبدالحكيم جغمان, وصادق أمين ابو راس, وعلي مقبل غثيم, والمحطوري، تنبه الارياني لذلك، وقال: يا ابراهيم منذ تخليت عن الجانب العسكري ضاعت الهيبة العسكرية.. ما رأيك أن تعود نائباً نائباً للقائد العام للقوات المسلحة محمد الارياني.
وكان ذلك فخاً وضع فيه ابراهيم الحمدي بين القائد العام محمد الارياني ورئيس الاركان حسين المسوري, وإبراهيم الحمدي بينهما كمنصب شرفي غير تنفيذي.
في الكلية الحربية
< وماذا كان موقف ابراهيم الحمدي من كل ذلك؟
>> ابراهيم الحمدي في إحدى زياراته لنا الى الكلية الحربية قال في محاضرته التي ألقاها علينا “لَكم حاولت أن آتي اليكم وألقي عليكم محاضراتي, لكنه لم يؤذن لي من قبل القائد العام, ومدير الكلية حمود بيدر, وما إن حصلت على الأذن التقي معكم اليوم في مكاشفة عن كل شيء” وشرح لنا ما يواجهه من عراقيل, وما يود عمله من أجل التصحيح للأوضاع في القوات المسلحة, وبعدها بثمانية أشهر فقط ونحن خارج الكلية سمعنا بانطلاق حركة 13 يونيو التصحيحية كان ذلك يوم خميس, وكان معظم الطلبة الضباط في إجازة.. فاتصل بي قائد السرايا محمد الشفق وبأحمد مطير وأبلغنا كمساعدين و رقباء أوائل الطلبة بسرعة العودة إلى الكلية حالة طوارئ, وعاد الطلبة جميعاً الدفعة الثانية عشرة والثالثة عشرة والرابعة عشرة..
13يونيو
< يعني قام إبراهيم الحمدي بحركة 13 يونيو وهو في منصب نائب القائد العام للقوات المسلحة.. أخبرنا كيف استطاع فعل ذلك وقد كان محاصراَ من اثنين كما ذكرت سابقاً القائد العام, ورئيس الأركان؟
>> الحمدي أعد لذلك جيداً وقد خطط لسفرية للقائد العام محمد الارياني إلى الأردن على رأس وفد عسكري تزامنا مع زيارة رئيس الأركان حسين المسوري لمصر وقد وجد نفسه الرجل الأول والقائد الأعلى للقوات المسلحة وكان قبل 13 يونيو في القاهرة، حيث خطط لزيارة رئيس الأركان لمصر, والتقى بالسفير يحيى المتوكل الذي كان صديقه المقرب وكان بعثياً كمعظم القادة مثل أبولحوم, ومجاهد ابوشوارب, ولم يكن أحد يستطيع التأثير على البعثيين الا يحيى المتوكل, وقد استطاع إقناعهم, وكان المتوكل زميل الحمدي في الدفعة الأولى كلية الطيران وكان بين الاثنين ثقة واطمئنان, وكان يحيى المتوكل هو الشخصية المؤثرة على الجناح البعثي بداخل القوات المسلحة..
< ما سبب ذهاب إبراهيم الحمدي إلى القاهرة ؟
>> ابراهيم الحمدي ذهب بصفته مريضاً وقال انه ذاهب للعلاج لكن السبب الرئيسي هو جزء من المخطط وهو اللقاء بيحيى المتوكل وإطلاعه على الخطة لإقناع الجناح البعثي في القوات المسلحة بضرورة التصحيح.. فاتفق مع المتوكل على إقناع مجاهد أبوشوارب بتولي منصب نائب القائد العام وقال ونحن سنضغط على الارياني لتقديم استقالته لنا, وهو يقدم استقالته للشيخ عبدالله الاحمر وأنا سأقدم استقالتي لمجاهد هكذا قال الحمدي وأذكر حين اجتمعوا، قال احمد محمد نعمان كيف جاء يحيى المتوكل والرئيس قال له إن لا يأتي إلا بإذن.. وهذا مدون في مذكرات احمد محمد نعمان.
دعم سعودي
< من هم مجلس القيادة وكيف تشكل؟
اجتمعوا وكان إبراهيم الحمدي اذكى من الارياني واذكي من ابو
لحوم حيث ركز على الجناح القوي بداخل القوات المسلحة وأختار احمد الغشمى قائد المدرعات في صنعاء وعبدالله عبدالعالم احد القادة المقربين منه حيث دمج الصاعقة والمظلات وعينه عليها قائداً وعين من القادة عبدالله الحمدي ومجاهد القهالي ثم اختاروا من القيادات تسعة وشكلوا مجلس القيادة.. أما علي عبدالله صالح فكان حينها قائد سرية دبابات وأقولها للتاريخ طلوع إبراهيم الحمدي وتصدره مجلس القيادة بدعم من السعودية ومن سلطان ابن عبدالعزيز بالذات لأنه كان نائب رئيس الوزراء وأثناء ذلك ارسل وفداً الى السعودية برئاسة محسن العيني وتشاجر محسن العيني مع سلطان وتدخل ابراهيم الحمدي وقال الوقت ليس وقت المشاجرة والصياح نحن أتينا بعد المصالحة الوطنية نؤسس لعلاقة.
السفارة في العمارة
< ما قصة السفارة التي في القيادة؟
>> هذا غير صحيح السفارة كانت خارج بالقرب من بيت الحمدي لكن الملحق العسكري السعودي كان يداوم كثيراً في القيادة وكان لديه مكتب بجانب الغشمي, ولا يمكن أن يسمح جناح البعثيين وعلى رأسهم أبوشوارب وبيت أبولحوم بأن تكون السفارة في القيادة وحتى العينى لم يقبل بسفارة سعودية داخل القيادة.
< لماذا اقدمت السعودية على اغتيال الرئيس الحمدي؟
>> في آخر زيارة للحمدي للسعودية من أجل مناقشة قضايا المغتربين اليمنيين والحدود كان هناك لقاء صحفي مع الرئيس الحمدي فسأله الصحفي أين تنتهي حدود اليمن مع السعودية فرد عليه قائلاً في الركن اليماني للكعبة ومن ضمن الأسباب أيضاً تصريحاته القوية في المؤتمر الرباعي حول البحر الأحمر الذي عقد في تعز ثم التقارب بين قيادة شطري اليمن وتصميم الحمدي على النزول الى عدن وإعلان الوحدة في الذكرى الرابعة عشرة لعيد اكتوبر 14أكتوبر 1977م أنا كنت في القاهرة في نوفمبر 1976م حيث حضرت ضمن الوفد الذي عقد لدول عدم الانحياز في سيرلانكا وكان أحمد الغشمي يحيك المؤامرة من ذلك الوقت أي قبل الاغتيال بعام فأحمد الغشمي أخذ معه أفضل القادة الذين كانوا مع إبراهيم الحمدى أخذهم معه ضمن الوفد.
< هل تذكر من هؤلاء الضباط ؟
>> عبدالله الحمدى وعلي قناف زهرة الركنان الاساسيان اللذان يعتمد عليهما ابراهيم الحمدي لافشال أي مؤامرة عليه وفعلاً تم التخلص منهما في نفس اليوم الذي قتل فيه الحمدي.
أسألوا عنه الحاوري
< مقتل على قناف زهرة كيف تم؟
>> كان الغشمي يناور كلما جاء اليه مشايخ بني مطر يسألون عليه بعد أن اختفى ويقول أنا لم أقتله مع العلم أنه من ضمن الأسماء المعدة لتصفيتهم هو والشمسي بعد أن اخذ المعلومات منهم فقد كان الشمسي وعلي قناف زهرة شخصيتين مؤذيتين للغشمي فقد كان عبدالله الشمسي مسؤولاً عن جمع معلومات عن تحرك الغشمي وعلي قناف كان القائد القوي.
< لو كان ذلك صحيحاً لما تم قتل الحمدي ولأفشل الغشمي ومخططاته؟
>> مؤخراً التقيت بعصام ابن على قناف زهرة وسألته نفس السؤال فقال انا ذهبت الى عند علي عبدالله صالح وسألته عن مصير والدي إن كان حياً أوميتاً فلم يتمالك نفسه وغضب وقال أنا لا أعلم أسألوا عنه اللواء محمد الحاوري .
< صحيح لكن الرئيس الحمدي في نفس الوقت كان يثق في الغشمي قلت على قناف كان القائد القوي ماذا تعني؟
>> اعني في مواجهة الغشمي ومكاشفته بالحقائق والمؤامرات أمام الجميع ولو لم يصفوا عبدالله الحمدي قبل ابراهيم لما استطاعوا قتله.
بدء تنفيذ المؤامرة
< وكيف تم تصفية عبدالله الحمدي ؟
>> تصفية عبدالله الحمدي حدثت بعد مشاده مع الغشمي على أساس ان عبدالله الحمدي كلف بالنزول الى أبين نفس الذي حصل في يوم الوحدة 1990م باصهيب ينتقل الى ذمار والعمالقة مع الجايفي ينتقل الى أبين كانت خطة إبراهيم الحمدي.. فتم تكليف الرئيس ابراهيم الحمدي لعبدالله بالانتقال الى ابين وقد اعترض على صرف عشر سيارات جديدة له إذ كيف ينقل الى ابين بعشر سيارات وطلب ثلاثين سيارة وكان المتصرف بالتوجيهات الغشمي بناء على توجيهات الرئيس الحمدي.. وفعلاً كان هناك ثقة غير عادية منحها الرئيس الحمدي للغشمي وأنا كنت في القاهرة علمت من السفير الحدي أنه عندما جاءوا وخصصوا السيارات لعبدالله الحمدي وعددها عشر فقال أنا اشتي ثلاثين سيارة وإلا فلن أنزل وحنق ومشى وهم في قرارات التصفيات قد رأوا أنه لابد من تصفية عبدالله الحمدي.
< هم.. من هم ؟
>> هم كانوا مصممين على تصفية عبدالله قبل إبراهيم لأن عبدالله كان بإمكانه أن يعمل ثورة داخل صنعاء ولهذا كلفوا واحداً من القيادات العسكرية الكبيرة الذين لهم علاقات كبيرة ببيت الحمدي لما لهم على هذا الشخص من فضل وجميل كبير.
< من هو هذا الشخص ؟
>> لن أفصح عنه فقد مات
حتى لاتموت الحقيقة
< ولأنه قدمات وحتى لا تموت الحقيقة نريد الاسم للتاريخ؟
>> حمود قطينة
< وماذا عن علي قطينة ؟
>> علي قطينة لحق مع علي عبدالله صالح بعد ابراهيم الحمدي الى بيت الغشمي اما حمود قطينة فقد لحق بعبدالله الحمدي لتصفيته وجاء له بالحيلة لتطمينه وقال خلاص عبدالعزيز عبدالغني عاد من الخارج والغشمي معه ختان ابنه وهم ضيوف كلهم
عنده ومابش داعي للحنق الغشمي من أخلص القيادات للرئيس وستأخذ السيارات التي تريد.
< ومتى قتل عبدالله الحمدي ؟
>> قتل قبل أخيه الرئيس ابراهيم الحمدي بساعة ونصف وحين وصلوا الى بيت الغشمي وسألوا عن عبدالله الحمدي في بيت الغشمي قال لهم قد خرج من الباب الثاني وراح ثلا وسمع صوت إطلاق رصاص وكانت طلقة اطلقها عبدالله الحمدي على الكول, أثناء مقاومتة وقت تصفيته (عبدالله الكول).
مكان الجريمة
< وأين قتل عبدالله الحمدي ؟
>> في نفس المكان الذي قتل فيه ابراهيم الحمدي في بيت الغشمي الذي قبلي السفارة السعودية في فله وراء هذا البيت كان أحمد الغشمي يعقد فيها الاجتماعات السرية.
< هناك من يقول ان الاغتيال تم في بيت على عبدالله صالح ؟
>> لا كان الفلتان ملك أحمد حسين الغشمي.
< وهل الفلتان في حوش واحد؟
>> نعم وهما لأحمد الغشمي وليسا لعلي عبدالله صالح.
< وأين كان بيت علي عبدالله صالح؟
>> بيت علي عبدالله صالح كان في شارع الدفاع.
< وهل كان علي عبدالله صالح موجوداً وقت الجريمة؟
>> نعم.. علي عبدالله صالح أنكر كثيراً تواجده في صنعاء أثناء الغداء في بيت الغشمي ومقتل الحمدي لكن الحقيقة أنه كان موجوداً في الغداء وكان أسمه مدرجاً ضمن الوفد المرافق للرئيس الحمدي للنزول إلى عدن.
شاهد ما شفتش حاجة
< ماهي مصادر معلوماتك هذه؟
>> أنا أؤكد لكم أن علي عبدالله صالح كان موجوداً منذ الصباح ومهيئاً نفسه للإشراف على الإذاعة والتلفزيون والقيادة وقراش الدبابات.. كان موجوداً في صنعاء.. حين يقول لكم أنه لم يكن في القيادة هذا غير صحيح وقد أكد لي ذلك اللواء علي صلاح وقال إن علي عبدالله صالح كان متواجداً في صنعاء من مساء 11 أكتوبر وهو أعد كل شيء.
< وهل لديك مصادر معلومات أخرى؟
>> نعم وأنا اكشف لكم عن حقائق تابعتها بنفسي وعشت بعضها بحكم كوني من أقرباء بيت الحمدي بحكم المصاهرة التي بيننا ثم العمل الذي ربطني بالحمدي منذ عام 1971م وعلاقتي بأحمد عامر الذي كلفه محمد خميس بنقل جثة الشهيد الحمدي وأخيه وقد أخبرني بالكثير بحكم زمالتنا كدفعة واحدة تخرجنا في نفس اليوم هو من كلية الشرطة وأنا من الكلية الحربية ثم عملنا مع بعض هو مديراً للأمن الوطني وأنا كنت مديراً للمؤسسة الإقتصادية العسكرية وكنا ساكنين في بيت واحد وكان يحكي لي الكثير من القصص أما بعض تلك الحقائق فقد حصلت عليها من علي قطينة ونحن معاً مرقدين مع ستة ضباط ضربهم داخل مبنى القيادة ومن ضمن ما حدثني به تواجد علي عبدالله صالح في الغداء وكذلك أنه لولا تدخله لكان مصيري الاختفاء أو الموت.
الحمدي وسالمين
< حدثنا عن يوم 11 اكتوبر بالتفصيل يوم اغتيال الزعيم الحمدي ماذا سمعت.. وماذا عرفت؟
>> تطورت العلاقات بين سالم ربيع علي والحمدي حتى بلغت هذه العلاقة أوجها بفضل الشهيد عبدالله الحمدي، فقد كان صديقاً حميماً لسالم ربيع علي وكانا زميلين في تعز كان عبدالله أول مدير أمن داخلي بتعز وسالمين في الجبهة القومية بتعز وكانت العلاقة بينهما ممتازة وكان سالمين يجمع الكثير من القوميين حوله.
< ركز معي على موضوع اغتيال الحمدي.. كيف ومتى تم وضع الخطة؟ ومنهم المنفذون للجريمة؟
>> أما كيف فلا علم لي بذلك.. لكن متى فالامر اعد له اثناء مؤتمر عدم الانحياز في سيرلانكا واشترك فيه الغشمي ومجموعة من الضباط كان يتردد اسم علي عبدالله صالح ضمنهم باستمرار.
الدبابات الفرنسية
< كيف.. هلا وضحت؟!
>> الذي حصل ان احمد الغشمي كان مكلفاً بزيارة رسمية عسكرية على رأس وفد عسكري الى فرنسا لشراء دبابات تم تعيين علي قناف زهرة قائداً عليهن وقد صمم أحمد الغشمي أن يصطحب معه اثنين ممن تم تصفيتهم في نفس يوم قتل الحمدي وهما عبدالله الحمدي وعلي قناف زهرة.
ورفض الغشمي السفر إلى فرنسا إلا بهما الاثنين إضافة الى منصور عبدالجليل وكان الغشمي يشك في انه ضمن اصحاب الحمدي وصلوا الى القاهرة وبقيوا يوماً واحداً ترانزيت ثم غادروا الى فرنسا، لكن الغشمي لم يحضر معهم إلا جلسة واحدة وتركهم وعاد إلى القاهرة؟
< ولماذا عاد الى القاهرة؟
>> حسن السحولي الذي كان سفيراً في القاهرة اخبرني حينها ان الغشمي يبيت لشيء.. وعاد الغشمي ومعه محمد يحيى الآنسي فقط الى صنعاء.
الصندوق الأسود
< وما دور محمد يحيى الآنسي؟
>> محمد يحيى الآنسي هو أحد مفاتيح الصندوق الأسود للحقيقة الكاملة وانصحكم ان تسألوه وستكونون محظوظين، الحقوه قبل أن يموت فقد كان السكرتير الخاص للغشمي واحد الحاضرين يوم مقتل الحمدي.
< إنشاء الله سنسأله لكنه حالياً في ماليزيا.. ماذا.. عن المفاتيح الاخرى لهذا الصندوق؟!
>> من الأسماء التي تعتبر مفاتيح الصندوق الأسود لمقتل الحمدي إلى جانب محمد يحي الآنسي محمد يحيى الحاوري ومحمد احمد الجنيد وكان حاضراً يوم تنفيذ المؤامرة، وهو الذي ادخل ابراهيم الحمدي الى بيت الغشمي وصل الاثنان معاً الحقوه قبل ان يموت ومنهم ايضاً محمد النزيلي السكرتير الخاص للشهيد ابراهيم الحمدي وكان لا يفارقه إلا يوم الحادثة..
< وهل ما يزال النزيلي
عائشاً؟
>> نعم وهو في المحويت لديه فندق هناك وهو رجل ثري وحالته سابره.
العائلة
< من من الشخصيات المهمة غير الذي ذكرت؟!
>> محمد احمد الحمدي وصفيه محمد الحمدي أخوة الشهيد ابراهيم الحمدي وكذلك السائق عبدالرزاق طامش الذي قام بتوصيل الزعيم الحمدي الى منزل الغشمي بسيارة صفية اخته.
اسألوا اليوسفي وزير الداخلية
< برأيك من وراء فكرة المجيء بالفرنسيتين بهدف التشويه؟
>> هذا كان نتيجة الزيارة التي قام بها الغشمي لفرنسا وعودته السريعة بغير الطاقم الذي ذهب به لقد عاد بمجموعة من المتآمرين منهم شاهر عبدالحق وهو احد ركائز المؤامرة وقد كان حاقداً على الحمدي بسبب فندق سبأ.. والقصة انه اول ما جاء شاهر عبدالحق تكفل ببناء فندق سبأ للرئيس السلال وظل البناء غير مكتمل حتى جاء الرئيس الحمدي فحاسبه واحتجزه لان تكليف السلال ببناء الفندق منحة الكثير من الامتيازات والاعفاءات من الرسم الجركية فاحتجزه الرئيس ابراهيم الحمدي وقال له إما تكمل بناء الفندق او تسلم المشروع لغيرك ونحملك الغرامة للتأخير.. ولم يتركه حتى تم بناء الفدق.. وشاهر عبدالحق كان عميلاً لإسرائيل واستخدام النساء إحدى وسائل الموساد الإسرائيلي.
بالوثائق
< أكيد فقد عثرنا على مجموعة رسائل لعلي عبدالله صالح تتضمن فضائح وشجار على حاجات نترفع عن نشرها وقد وصلتنا رسالة من أنصار الله عبارة عن برقية عثروا عليها في القمامة يوم اقتحام المنزل شاء الله ان لا ينالها الإتلاف والحريق الذي قام به قبل وصول أنصار الله إليها مضمون الرسالة البرقية تنص في رسالة من الخارجية السعودية إلى الهديان بالاعتناء والاهتمام بعلي عبدالله صالح قائلين أنه رجلهم وانه شريك في قتل الحمدي مع آل الغشمي؟
>> نعم هذه الرسالة اطلعت عليها عند مجاهد القهالي وهو الذي شجعني على الحديث.
11 اكتوبر 77
< إذن ما الذي تخشاه أخبرنا بالتفصيل ماذا حدث يوم 11 اكتوبر 1977م التاسعة صباحاً؟
>> قبلها تذكرت قصة لكن اتحاشى ايضاً عن ذكرها.. تتعلق بالفرنسيات ايضاً ولها صلة بالاستخبارات السعودية ومستشار الملك فيصل للجنة الخاصة باليمن وصالح الهديان واحدى النساء التي وظفتها الاستخبارات السعودية كجاسوسة في اليمن.. ولن اضيف الكثير اسألوا عنها محسن اليوسفي وزير الداخلية الأسبق فقد كان لها علاقة مع الهديان.
< هل تظن أن ثمة سبباً شخصياً وثأرياً دفع صالح الهديان إلى العزم على تصفية الحمدي وتشويه سمعته بالفرنسيات؟
>> أظن هذا احد الاسباب لكن هناك اسباب أهم تتعلق بكاريزما الرئيس الحمدي وصفاته القيادية التي تأبى أن يسيره آل سعود، ويديرونه كما يريدون.
التاسعة صباحاً
< نعود إلى الساعة التاسعة صباح يوم 11 اكتوبر 1977.. ما الذي حدث بالضبط؟
>> التاسعة صباحاً كان برنامج الرئيس الحمدي جاهزاً وكان يعد نفسه للتحرك إلى عدن.. كان يثق كثيراً بالناصريين ولهذا كان الناصريون أقوى الاحزاب في شمال اليمن في عهده منهم عيسى محمد سيف وزير التربية والتعليم والسقاف مدير مكتب رئاسة الدولة وكان كل شيء عبرها حتى إدارة الاجتماعات في الحديدة واعضاء المؤتمر الشعبي كانوا في معظمهم ناصريين واعتقد ان الدكتور محمد عبدالملك المتوكل كان ناصرياً لانه كان يحضر تلك الاجتماعات وقد حضر الرئيس ابراهيم الحمدي جلستين للناصريين في الحديدة وكنت حينها موجوداً وشاهداً على ذلك.
العاشرة صباحاً
< ماذا حدث العاشرة صباحاً يوم 11 اكتوبر 77م؟
>> العاشرة صباحاً وصل عبدالسلام مقبل الى القيادة وأدى اليمين الدستورية بمناسبة تعيينه وزيراً للشؤون الاجتماعية والشباب.. وبعد اليمين مباشرة واثناء خروجهما معاً هو واحمد الغشمي قال الغشمي للزعيم الحمدي حرام وطلاق إنك اليوم ضيفي ورد عليه الحمدي وماهي المناسبة؟!
فقال: بمناسبة عودة عبدالعزيز عبدالغني- رئيس الوزراء وتعيين السقاف وزيراً للشؤون والشباب وختان ولدي فتفاجأ الجميع.
< وماذ حدث بعد ذلك؟
>> في نفس اللحظة جاء عبدالله الحمدي حانقاً وغاضباً وفي يده ورقة قطعها وتشاجر مع الغشمي وذهب..
< التاسعة صباحاً 11 اكتوبر 1977ماذا حدث؟
>> العلاقة الحميمة التي كانت بين الرئيسين أدت إلى قناعة بضرورة اتخاذ خطوات جادة وسريعة لتحقيق الوحدة بين الشطرين وكانت خطوة جريئة من الإثنين وبدأ إبراهيم الحمدي بتطوير العلاقة من خلال الجبهة الوطنية.
الخطة المسبقة
< اختصر ماذا حدث يوم 11 اكتوبر 1977.. الساعة الثانية عشرة ظهراً؟
>> لحظة مالك قفزت الموضوع مترابط فالخطة أعدت من زمن.
< وهل تعلم بالضبط متى تم وضع الخطة لاغتيال الحمدي.. هل في مارس 77 مثلاً؟!
>> الخطة وصلتنا برسالة شفوية نقلتها أنا من القاهرة للرئيس الحمدي وأبلغني بها السفير حسن السحولي كما قلت لكم بعد مؤتمر القمة في سنة 1976 والغريب ان المؤامرة اكتشفت في الخارج وليس بالداخل لكن الرئيس ابراهيم الحمدي لم يأخذها على محمل الجد وكان يثق كثيراً في الغشمي.
< ولماذا.. ماهو السبب؟!
>> وقع الخلاف على السيارات.. لأن عبدالله كان مكلفاً بالنزول بأكبر قوة إلى أبين
وهم كذلك ينقلون قوة من لديهم إلى ذمار كما حدث وكرره علي عبدالله صالح حين نقلوا بمعسكر باصهيب إلى ذمار وعلي الجائفي نزل بالعمالقة بعد الانفاق على الوحدة عام 1990م في 22مايو.
< يعني ان علي عبدالله صالح سرق كل شيء من الحمدي حتى الوحدة وآلية تنفيذها؟
>> نعم هو ما حدث بالضبط.
< واصل؟! ماذا عن عبدالله الحمدي؟
>> كان عبدالله الحمدي ووفق المهمة محتاجاً لعدد كبير من العربات والسيارات وكان على غير توافق مع الغشمي في معظم الاوقات وهذه المرة كان بسبب أن الغشمي لم يرصد له سوى عشر سيارات.
شخصية قوية
< لماذا لم يكن عبدالله الحمدي والغشمي على وفات؟
>> عبدالله الحمدي كانت شخصيته قوية وكان حسه الأمني رهيباً وكان يعامل الغشمي باحتقار وهو ما أوغر صدر الغشمي عليه وعلى أخيه الرئيس.
لقد كان عبدالله يحذر أخاه الرئيس من الغشمي وتآمره لكنه لم يكن يعير ذلك التحذير أية اهتمام.
< وهل كان هناك اشخاص آخرون يحذرون الزعيم الحمدي من الغشمي وشلته؟
>> نعم منهم حسين الكبسي وغيره.. المهم الساعة التاسعة والنصف تقريباً صباح ذلك اليوم المشؤوم أو كما اعتقد العاشرة بعد اداء اليمين الدستورية قطع «مزًّق» عبدالله الحمدي أمر صرف العشر سيارات وقال للغشمي تساويني بالجالسين عندك وتصرف لي عشر سيارات فقط وانت تعرف المهمة التي كلفت بها وتحتاج اقل شيء ثلاثين سيارة وقد حضرت الاجتماع بنفسك.. طبعاً علي عبدالله صالح حضر ذلك الاجتماع الخاص بالمقرر تحركهم الى عدن نفس اليوم.
الرجل الدموي الاول
< وهذا ما تؤكده الوثائق التي وجدناها في بيته ألا توافني أنه كان الرجل الدموي الأول؟
>> أقولها للتاريخ وهذا أول سر خطير أبوح به لـ 26 سبتمبر أحمد الغشمي تراجع يومها عن قتل الحمدي لولا اخاه الشيخ محمد وعلي عبدالله صالح.
< كيف.. احكي لنا القصة بالتفصيل؟
>> وقع الخلاف بين عبدالله الحمدي والغشمي فتحرك الغشمي وعبده سعيد الى عصر ثم عادوا الى بيت الغشمي كان احمد عبده سعيد نائباً لرئيس الوزراء ووزيراً للمالية حتى ذلك اليوم يوم اليمين الدستورية ففيه كان وزير المالية محمد احمد الجندي وهو جزء من الصندوق الاسود للمؤامرة.
أحمد عبده سعيد كان أمريكياً رقم واحد.. عميلاً امريكياً واظنه كان مع الاستخبارات لأنه لم يركب مع الرئيس ابراهيم الحمدي فوق السيارة ذلك اليوم واظن انه شريطك في التخطيط للاغتيال.. عندما ذهبوا للغداء وكان في بيت ابراهيم تأخر عبده سعيد ولم يكن معهم في بيت الغشمي واعتقد انه كان يتواصل مع القتلة.
المكالمة الأخيرة
< من هو الذي أصر على حضور إبراهيم الحمدي الغداء؟
>> الغشمي هو الذي أصر على ذلك وبالاتصال وبعد ان اجهزوا على عبدالله الحمدي.
< وكيف تم قتل إبراهيم؟
>> في يوم 11 اكتوبر جاءت صفية أخت ابراهيم من ثلا بالسيارة التي اشتراها لها وبرفقة السائق عبدالرزاق طامش وهو الآن مع جبهة الساحل الغربي.
المهم.. راح بالسيارة مع إبراهيم الى بيت الحمدي.. صفية كانت ليلة المؤامرة مشغولة البال على ابراهيم وكأنها تحس انه سيقتل.. فبكرت الى بيته لكن قد خرج وتوجه الى القيادة.. ولم يعلم ابراهيم بذلك إلا بعد عودته الى البيت للتوقيع ومراجعة الأوراق والملفات المستعجلة التي كان يوصلها اليه السكرتير الخاص محمد النزيلي.
الثانية عشر ظهراً
< اكتوبر الساعة الثانية عشر ظهراً؟
>> المهم وصل إبراهيم الحمدي ومعه احمد عبده سعيد ودخل الصالة وتناول البطاطا والزحاوق والكدم لأن ابراهيم الحمدي خرج بدون صبوح.. النزيلي هذا كما اخبرتكم سكرتيره الخاص وكان يمر دائماً الساعة الحادية عشرة قبل الظهر الى البيت بالأوراق والملفات المستعجلة وهو احد مفاتيح صندوق اسرار الرئيس.
< حين دخل بالملف هذه المرة ماذا تعتقد انه سمع؟
>> طلع بالملف فقال له ابراهيم الحمدي.. اتركونا لوحدنا يقصد هو واحمد عبده سعيد..
< يعني أنه خرج ولم يسمع شيئاً؟
>> لا.. كان ذلك قبل اتصال الغشمي.. النزيلي سمع المكالمة التي دارت بين الحمدي والغشمي.
مضمون المكالمة
< وما مضمون تلك المكالمة؟
>> المكالمة هي الاخيرة بينهما هاتفياً وفيها اقنع الغشمي الحمدي بحضور الغداء لتطييب خاطره وقال الغشمي ان عبدالعزيز عبدالغني سيتوجه معهم الى عدن وليس على إطلاع كامل بالموضوع لانه عائد من الخارج ويريد ان يجلس معه قبل الغداء خمس دقائق وكذلك ان عبدالله الحمدي عمل لهم نثرة في القيادة وحنق ولم يأت ابراهيم الناس سيقولون انهم على خلاف وانك وقفت ضد الغشمي مع اخيك..
وهكذا قال ابراهيم الحمدي لصفية عندما خرجت تخاطبه قبل ان يذهب قائلة انا اشتي منك فقط نصف ساعة قال لها وانا اشتي منك فقط تنتظريني نصف ساعة اسير اطيب خاطر الرجال واعود سريعاً وماعاد بش داعي اروح بسيارتي أنا سآخذ عبدالرزاق معي..
< وأين السائقين حق ابراهيم؟
>> السواقين كلهم في بيوتهم في ذلك الوقت وكانوا مبلغين من عزيز والقراني اتباع علي عبدالله صالح بالبقاء في بيوتهم ذلك اليوم.
ثم أمر عبدالرزاق طامش أن يوصله إلى بيت الغشمي وقال له وصلني الى بيت الغشمي
وارجع قل للسائقين يلحقوني إلى بيت الغشمي بالقات.
قال عبدالرزاق طامش وحين وصلنا الى بيت الغشمي رأينا حوشه كبيرة وازدحام السيارات وكأن الدولة كلها اصبحت في بيت الغشمي.
محمد احمد الجنيد وصل في نفس اللحظة التي وصل فيها ابراهيم الحمدي وعاد عبدالرزاق طامش واقنع صفية بالعودة الى ثلا قائلاً: الموضوع سيطول والرئيس لن يعود كما قال بعد نصف ساعة وقد يتأخر الى آخر الليل فاقتنعت وعادوا الى ثلا.
مؤشرات التنفيذ
< ومتى بدأت المؤشرات على مقتل الحمدي؟
>> المؤشرات بدأت عندما قام محمد الحمدي بالاتصال الى بيت ابراهيم الحمدي يسأل عنه.. فاخبرته زوجة ابراهيم انه ذهب للغداء في بيت الغشمي فرجم السماعة بعد ان صاح فيها ماهوه سار يقتلوه عندها تحرك شهاب بن محمد الحمدي الى بيت عمه ووصل قال لزوجة ابراهيم ماذا قلت لأبي حتى انهار واغمي عليه، قالت خير قلت له ان ابراهيم سار يتغدى عند الغشمي..
< وأين كان حرس الحمدي؟
>> بعد ان تأخر عن العودة الى البيت شعروا بالقلق وعادوا كلهم الى بيت الحمدي.. عبدالخالق معوضه والحمامي ومتاش والسواقين وقام عبدالخالق معوضه بتوزيع الحرس الى ثلاثة اقسام قسم يذهب الى بيت الغشمي وقسم يخرج الى ثلا والأخير يتوجه الى القيادة..
< ماذا حدث في بيت الغشمي بالضبط؟
>> القسم الذي توجه الى بيت الغشمي اخبروه ان الرئيس خرج من الباب الخلفي وذهب الى ثلا وردوهم، وحين عادوا الى البيت قال معوضه هيا بنا الى القيادة واما الذين خرجوا ثلا فعادوا ولحقوا بالجميع..
أين الحرس والقيادات
< وأين القيادات المقربة من ابراهيم الحمدي وقتها؟
>> القيادات معروفة وعبدالله الحمدي كما قلت لكم قد اجهزوا عليه وقتلوه اما عبدالله عبدالعالم فكان في القيادة وهو الذي سحب عبدالخالق معوضه والحرس الذي كانوا معه عندما جاءوا لاقتحام القيادة فقد اصبحوا في حيرة من امرهم لا هو موجود في القيادة ولا موجود في ثلا وبيت الغشمي ينكرون تواجده..
< وبقية القيادات أين كانت؟
>> البقية كانوا في اجتماع في مكتب رئاسة الدولة «الجمهورية المقدمي وبعض انصار الحمدي وقيل ان علي قناف زهرة لم يكن من ضمنهم..
وعلى ماذا كانوا مجتمعين؟
>> هم عقدوا الاجتماع من اجل اصدار بيان نزول الرئيس والوفد المرافق له الى عدن.
وأين الأمن الوطني.. وأين محمد خميس الذي شغل الدنيا باعماله وتحرياته؟ اقول لك.. اختصر يا فندم واذكر لنا فقط واقعة الاغتيال اديها بالتفصيل؟
>> عندما وصل الحمدي الى بيت الغشمي اول من خرج لاستقباله محمد يحيى الآنسي- مدير مكتب الغشمي وسكرتيره الخاص ثم استقبله عبدالعزيز عبدالغني وقد دخل هو ومعه محمد احمد الجنيد متماسكين بالأيدي ومتوجهين الى الفلة التي فيها عبدالعزيز عبدالغني وبقية الوزراء.
< وأين كان الغشمي؟
>> الغشمي خرج وسلم على الحمدي وقال للجنيد يدخل يسلم على عبدالعزيز عبدالغني مع الوزراء وينتظروه في الفلة هو سيجلس مع الرئيس خمس دقائق ويلحقوا..
يعني ذهب يقتله؟!
>> لا ذهب وسلم على الرئيس وقال سندعو عبدالعزيز عبدالغني يجلس معك شويه ونشرح له عن مهمة نزولنا عدن خمس دقائق فقط ونطلع نتغدى.. كان علي حسن الشاطر موجوداً وكانت مهمته تجهيز الغداء ثم تزاقم «تماسك» الغشمي والحمدي بالأيدي ودخلا الفلة التي كان فيها عبدالله الحمدي مقتولاً وهذه الفلة غير التي كان الوزراء وعبدالعزيز عبدالغني فيها ولم يكن احد يعرف عنها شيئاً الا محمد يحيى الآنسي والحاوري.
المباشرة بالقتل
< وصلنا الى السؤال المهم.. من الذي باشر بقتل الرئيس الحمدي؟
>> اول ما دخل الحمدي مع الغشمي رأى اخاه عبدالله الحمدي مقتولاً وغارقاً في دمه فتأثر وكاد ان ينهار فقال ما هذا يا احمد: ايش هذا يا غشمي تشتي تقع رئيس هات مسجلة وانا اقدم لكم استقالتي لمجلس القيادة واحضروا لي طائرة واعلنوا الاستقالة وانا مغادر للشعب وترأسوا.. احنا قمنا بثورة 13 يونيو معاً ثورة بيضاء وبدون اسالة قطرة دم واحدة وانت ترتكب هذه الجريمة.. ما كان بش داعي يا احمد لاراقة الدماء خلاص هذا راح ضحية وما تشتي نسوي انا موافق ما عاد باقي معك يا احمد..
< وماذا كان رد فعل الغشمي؟
>> الغشمي حقيقة بدأ يراجع نفسه وقال تمام ودعا علي حسن الشاطر وقال له يحضر المسجلة الا وباشروا بقتل الحمدي.
< من هم.. من الذي باشر بقتل الحمدي؟
>> في البداية الشيخ محمد حسين الغشمي ثم علي عبدالله صالح والثالث أكمل الإجهاز عليه.
جنبية الرئاسة
> احمد الغشمي تردد عن قتل الحمدي ورأى ان يتم السماح له بالخروج الى الخارج الى موسكو مثلاً لكن حصلت مشادة وشجار بينه وبين علي عبدالله صالح كادت تؤدي الى افتضاح الأمر وكان علي عبدالله صالح يقول والله ما سبرت لابد من تصفيته لو تركناه يسافر سوف يعيدونه من طرف الدنيا ومعه شعبية كبيرة بالداخل.. عندها قام الشيخ محمد الغشمي وباشر الحمدي وطعنه بالجنبية وتبعه علي عبدالله صالح باطلاق الرصاص عليه من مسدسه ومن الخلف ثم وفى الثالث.
< ومن هو الثالث؟
>> الثالث كان مصاباً ومكوَّناً وقد كوَّنه عبدالله
الحمدي اثناء مقاومته له هو وحمود قطينة حين اجهزا على عبدالله قبل ابراهيم بساعة ونصف وهذا الثالث هو عبدالله الكول.
< ومحمود مانع والحاوري أين كانا؟
>> كانا موجودين.
< وأين كان صالح الهديان؟
>> الهديان كان موجوداً في الفلة وقد دخل وتأكد من مقتل الحمدي.
< اشيع بان الهديان قام بصفع الحمدي؟
>> هذا غير صحيح هو فعلاً قال له يا كلب البحر الاحمر وشهد مقتله وكان من المحرضين لعلي عبدالله صالح على مباشرة قتله وعدم تركه يغادر البلاد اما الصفعة فلا وهذا ما افادني به محمد الحمدي وعلي قطينة واحمد عامر الذي قام بنقل الجثة.
*نقلا عن صحفية26سبتمبر