دون رتوش خاشقجي كشف بموته للعالم حقيقة آل سعود !!!!
إب نيوز ٢٩ نوفمبر
*عفاف محمد
أن يعرف العالم عن طريق شخص واحد -له مظلوميته- الوجه القبيح لملوك لهم هيبتهم ومكانتهم في العالم لشيء يستحق التأمل . وشيء لا ريب فيه ان يتألم شعب بأكمله كون مظلوميتهم لم تحظَ بنفس الإهتمام ..
لكن لعل الله هيأ هذا الرجل لأن تكون مظلوميته هي الستار الذي أزيح كي تتجلى الفضائح ويتعرى الوجه القبيح للملكة السعودية الذي لطالما تسترت بستار المكرمات وجعلت حوله اسيجة منيعة فرضتها بسطوتها المالية والتي اخرست وكممت الأفواه بها . وجعلت من الظلم قانوناً يقمع كل من حاول ان ينتقدها او يقترح عليها ..
والتجارب هي خير برهان؛ فالسجون المكتضة في المملكة نتيجة حملة اعتقالات واسعة قامت بها السلطات السعودية بحجج واهية . وغابت من خلف القضبان مئات القضايا لمحكومين بالإعدام ظلماً وفي غياب محاكمة عادلة ؛ ولكن ذاك الظلم تجسد كله بملامحه الحقيقية دون تزييف في مقتل خاشقجي ..!!
فاليوم اتخذ العالم كله مواقف صارمة تجاه مملكة بني سعود على خلفية قضية قتل خاشقجي بطريقة همجية ووحشية ولم تحصل في القرن الحجري مثيلتها .
وبات العالم يصور محمد بن سلمان بأبشع الصور وخرجت الشعوب الغربية والعربية رافضة اي تعاون مع هذه الدولة الجائرة . وقد باتت كل الدول ترشقها بإتهامات وقضايا هي في الأصل كانت حبيسة الأدراج كون تلك الدولة كانت تمد أذرعها من سطوة ومن تضليل إعلامي ومن قمع ..
ولكن اليوم فاح ريحها ولم يعد هناك مجال للإحتماء حتى الدول العظمى باتت بين الحين والآخر تشير بأصابع الاتهام نحوهم بضغوطات من شعوبهم كون مصالحهم المشتركة لازالت قائمة..
واليوم ترامب في وضع يحسد عليه .فقد وضع نفسه بين مطرقة محاكمة بن سلمان وسندان الدفاع عنه ..
تثور معظم الشعوب اليوم وترفض اي إرتباط لدولها مع “السفاح ” محمد سلمان كما صوروه واطلقوا عليه اسم “ابو منشار”.
فاليوم العالم كله سياسياَ وإعلامياً وإنسانياً هاله اختفاء خاشقجي وبشاعة ماحدث له ..وبالرغم من تجاهله اطفال اليمن والطرق البشعة التي استهدفهم بها التحالف بقيادة بني سعود ..لكن خاشقجي جعل العالم اليوم ينظر لقضيتنا بعين الحقيقة .
إنها القدرة الآلهية التي جعلت هذا السبب الصغير محط خزي وعار وهلاك لمملكة العنجهية والغطرسة والغرور ؛ مملكة بني سعود . ولن تغنيهم أموالهم عن محاسبة القتلة والمتسترين عليهم .
ومن فضائحهم حجب البث عن قناة المسيرة -صدق الكلمة – ، عرقلة الحوار ، حجز الأمراء في الريتز وأخذ الأتاوات منهم واستدراج رئيس الحكومة اللبنانية إلى السعودي واحتجازه وإهانته وإجباره على الإستقالة . تلك عينة من الأساليب الملتوية للملكة ترفع شعار الإسلام . فسمعتهم باتت في الوحل ..
فالشعب المصري والتونسي والجزائري ودول عديدة ينددون بجرائم بني سعود ضد الإنسانية ويرفضون استقباله .
ولم يشفع لخاشقجي طول تربيته معهم وإخلاصه لهم ولمشاريعهم الخبيثة . فغدروا به وقتلوه شر قتلة . ومن سخرية القدر أن موت خاشقجي كان عاملا مباشراً في كشف خدمة المملكة للعدو الغاصب وسبب استمرار إحتلاله لفلسطين .
إنه الإنتقام الإلهي لا سواه ..!