«واشنطن إيكسامنر»: البيت الأبيض مطالب بوقف دعم الإمارات والسعودية في اليمن لتجاهلهما نصائحه .
سلّط الكاتب الأمريكي دانيال دوبترس، الضوء على دعوات وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين لأطراف حرب اليمن إلى وقف القتال وبدء السلام، مشيراً إلى أن السعودية والإمارات أظهرتا -بأفعالهما- أنهما لا تأخذان مطالب أمريكا على محمل الجد.
قال الكاتب في مقال بصحيفة «واشنطن إيكسامنر»، إنه قد حان الوقت لكي ندرك طبيعة الصراع اليمني باعتباره تنافساً وحشياً على السلطة، لا حاجة لأمريكا به، بل يجب أن تتخارج منه.
وأشار الكاتب إلى أن أبوظبي والرياض افترضتا أن حربهما الجوية بمساعدة أمريكا ستدوم أياماً فقط، سيخرج على إثرها الحوثيون من المدن باتجاه الشمال، وهو تقييم اتضح خطؤه لاحقاً، إذ دخلت الحرب عامها الرابع دون إحراز تقدم.
وأوضح الكاتب أن المسؤولين الأمريكيين -الحاليين والسابقين- لم يشرحوا للشعب الأمريكي ما تشكّله الحرب الأهلية اليمنية من خطر على أمن أمريكا القومي، مؤكداً أن اشتباك أمريكا في الصراع هناك لا يجعل الأراضي الأمريكية أكثر أمناً، وأكد الكاتب أن مشاركة أمريكا في الحرب اليمنية أضرّت بالأمن القومي، لأنها عزّزت من قوة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب.
وتابع دوبترس، أنه إذا كان لأمريكا هدف في اليمن فهو حماية الأمريكيين من خطر «القاعدة» الإرهابي، التي حاولت استهداف أمريكا في الماضي، لكن حرب اليمن ومشاركة واشنطن فيها ساهمت في تقوية التنظيم وثرائه وجعله أكثر تكيفاً مع الحرب.
وذكر الكاتب أن حرب اليمن مستمرة طالما اعتقد أطرافها أن بإمكانهم تحقيق مكاسب عبر القتال، مضيفاً أن أمريكا ينبغي عليها ألا تكون جزءاً منها، في ظل تزايد احتمال وصول المشرّعين الأمريكيين لهذا الاستنتاج في الكونجرس قريباً.
ولفت الكاتب إلى أن تنظيم القاعدة توسع على الأرض وفي المجتمع اليمني، حيث اندمج أفراده في النسيج الاجتماعي، واستغلوا الاضطراب الداخلي وقدموا أنفسهم كمدافعين عن أهل السنة، بالإضافة إلى تمتعهم بحالة مادية جيدة مع سرقتهم لـ 100 مليون دولار من أحد فروع البنك المركزي اليمني، بينما تعاونت الإمارات معهم لإخلاء المناطق التي تسيطر «القاعدة» عليها، عوضاً عن قتالهم.
ولفت الكاتب إلى أن أحداث السنوات الماضية سلّطت الضوء على دولتين خليجيتين هما السعودية والإمارات، «اللتان تعتقدان بأحقيتهما في تلقي الدعم الأمريكي غير المشروط، لكنهما في الوقت ذاته تتعاملان مع نصائح كبار المسؤولين الأمريكيين بازدراء».
ودعا الكاتب مؤسسة السياسة الخارجية الأمريكية، إلى ضرورة مراجعة وتقييم علاقة واشنطن بالرياض وأبوظبي، وعدم اعتبارهما حلاً للمشاكل الأمنية في الشرق الأوسط، بل مجرد ترتيبات تُعامل كما جرت العادة في العقود الماضية.
وقال الكاتب، إن الجيش الأمريكي يجب أن يُستخدم فقط للدفاع عن مصالح أمريكا ضد عدو واضح يهدد أمن وحياة الأمريكيين، مشيراً إلى أن الصراع اليمني لا يندرج ضمن هذا الإطار.