صحيفة فرنسية: “سي آي أيه” مُدركة بقرب انتهاء ولاية محمد بن سلمان.
إب نيوز ٦ ديسمبر
تساءلت صحيفة “لوريان 21” الفرنسية عن السبب الذي دفع وكالة الإستخبارات الأمريكية الرئيسية “سي آي أيه” للمجازفة ووضع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في دائرة الإتهام بقضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول مطلع شهر اكتوبر الفائت.
ورجّحت الصحيفة في مقال لها أن يكون موقف “سي آي أي” مبنياً على احتمالية خروج محمد بن سلمان من ولاية العهد قريباً، وإلا لما كانت ستتجرّأ على توجيه أصابع الإتهام لشخص يمثّل المصالح الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الخمسين القادمة.
“إيف أسيزات” الذي كتب المقال، لفت إلى أن السرعة التي اتّهمت بها وكالة الإستخبارات المركزية محمد بن سلمان تشير إلى أن لديها شكوكاً جدية في قدرة ولي العهد على الدفاع عن المصالح الإستراتيجية الأميركية موضحاً أن تلك المصالح تتمثل أساساً في “احتواء” إيران.
فشل سياسة محاصرة إيران، يفرض الشكوك بحسب الكاتب في جدوى المنهج الذي يتبعه ولي العهد السعودي، خصوصاً أن في سجلّه قرارين من أسوأ ما يمكن القيام به، وهما الحرب على اليمن والهجوم الدبلوماسي على قطر.
بالنسبة لحرب اليمن، سرعان ما أصبح واضحا لـ “سي آي أي” والدوائر الأمنية الأمريكية أن تبرير حرب اليمن بدعم إيران المزعوم لحركة أنصار الله، ليس إلا ذريعة، ذلك أن دعم طهران لها في بداية الثورة كان محدوداً للغاية بيد أن الولايات المتحدة دفعت ثمناً غالياً لتظهر ولي العهد كأمير حرب في المنطقة، كما أن تلك الحرب أدت إلى ظهور جديد لـ “تنظيم القاعدة” في المنطقة، وفق أقوال الكاتب.
أما عن حصار قطر، “فقد أشار العديد من المراقبين إلى أن العزلة الدبلوماسية لقطر لن تؤدي إلا إلى إضعاف التحالف العربي ضد إيران، وعلى وجه الخصوص مجلس التعاون، الذي بدا في حالة موت سريري منذ ذلك الحين”.
هناك أيضاً سبب ثالث، بحسب الصحيفة من أسباب النقمة الأمريكية على ولي العهد السعودي وهو تكرار محاولاته في إبرام عقود تسلّح مع روسيا بما في ذلك شراء أنظمة أس400 العالية الكفاءة.
هذا وقد يكون موقف “سي آي أي” مبنياً “على اعتبار أن خروج بن سلمان من ولاية العهد أمر وارد، وإلا لما تجرأت على مضايقة شخص يمكن أن يكون شريكاً رئيسيا لها في الشرق الأوسط على مدى السنوات الخمسين القادمة، ولكنها تعتقد أن رحيله محتمل جداً على المدى القصير”.