ومن آياته ان جعل خاشقجي طريقا للنظر إلى مأساة اليمن .
إب نيوز ٧ ديسمبر
بقلم / د.يوسف الحاضري
خاشقجي سعودي الجنسية، مؤيد لنظام الحكم في #السعودية ، مؤيد لعدوانها على اليمن،مضلل للمتابعين عن جرائم التحالف بحق الشعب، يعيش في #أمريكا ، وينتهج ما فيه مصلحة السياسة الأمريكية ، ومع ذلك جعله الله أقوى قناة تلفزيونية ينظر من خلالها العالم إلى جرائم العدوان الأمريكي السعودي في اليمن.
مرت حوالي 42شهرا على جرائم تحالف العدوان(حتى مقتل خاشقجي مطلع شهر أكتوبر) والتي كانت جرائمها لم يسبق لأحد القيام بها من قتل للأطفال والنساء والآمنين ليلا ونهارا ، حتى أصبحت الماساة في اليمن أشد وأقسى مأساة في الأرض ، فعلى الرغم من ذلك ومن أن العدوان كان كل يوم خلال هذه الفترة يرتكب جرائم عديدة وتم تصوير مناظر مؤلمة كبقايا اجزاء اطفال او تفحم اجساد او اختلاط أشلاء طفلة مع اسمنت وتراب منزل تدمر فوق رأسها وهي نائمة مطمئنة أو لأم وأب يشاهدان طفلهما يتأوه جوعا حتى الموت وهما لا حول لهما ولا قدرة ، أو او او ومع ذلك لم يحرك ذلك مشاعر المجتمع الدولي عامة والأنظمة العالمية عامة بل أن صادراتها للأسلحة تتدفق يوميا إلى السعودية والإمارات وتحالفهما على مدار الساعة، ولم يكن يتفاعل مع مأساة اليمن إلا افراد ومنظمات قليلة هنا او هناك مازال يمتلك قلوبهم الإنسانية الحقيقية ولكن لم يكن لها ان تعمل تغيرا جذريا في تحركهم لوقف المأساة ،حتى جاءت مأساة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بطريقة داعشية وحشية شيطانية في السفارة السعودية في أسطنبول التركية.
تحول الصحفي خاشقجي من مجرد صحفي يكتب للصحف ويحلل للقنوات إلى قناة تلفزيونية عالمية طغت على بقية القنوات الأخرى واصبح جماهير قناته الأكبر والأوسع والأكثر على الإطلاق ومن خلالها تيقن العالم اجمع خاصة المجتمعات بأن السعودية يقودها نظام إجرامي شيطاني خبيث يتعامل مع الناس بطرق داعشية بل انه مصدر داعش وكل أعمال إجرامية في العالم ، فبدأ الكل ينظر إلى اعمالها فنظر من خلال هذه القناة إلى مأساة اليمن وإلى ذلك الطفل وتلك الطفلة وهذه المرأة وذلك المسن وكيف تتطاير اشلاءهم في الهواء وتمتزج مع الحديد والاسمنت والتراب وتسفك دماءهم الحارة بدم بارد ، فأنتبهوا بعد 42 شهرا من هذه الجرائم إلى انه بالفعل هناك جرائم تحدث في اليمن يرتكبها نفس الشخص الذي قتل وقطع الصحفي خاشقجي وبنفس الدم البارد ، فنظروا من قناة خاشقجي الى الجوع في اليمن ونظروا من قناته الى الحصار والمرض والموت في اليمن فتعرفوا من خلاله على حقيقة ما يحصل في اليمن .
آية عظيمة من آيات الله تتجلى لنا في هذه الحادثة ، فعلى الرغم ان السعودي خاشقجي كان مع العدوان على اليمن ومن مؤيدي سياسة المجرم محمد بن سلمان ومن محبي السياسة الأمريكية وكان يرى العالم اجمع ان هذا الصحفي آخر شخص قد يكون له دورا إيجابيا في مأساة اليمن ودورا محوريا ومنعطفا هاما في سياسة التحالف ، فحتى لو تغيرت اطروحاته مؤخرا تجاه ما يحدث في اليمن فإنها لم تتجاوز الحديث عن اطفال مصابون بسوء التغذية يموتون دون الإشارة للمتابع عن المسبب الرئيسي لهذه المأساة وهذ ينعكس سلبا على المتابع حيث سيضع الضحية والجلاد في ميزان الإتهام معا فتضيع القضية بين الاتهامات المتبادلة في ذهن المتابع فيخلص إلى نتيجة مفادها ( الكل مجرم) ثم تنتهي المأساة اليمنية عند هذه النقطة في عقل المتابع الباطني.
على الرغم ان طريقة قتله البشعة لا ترتقي إلى 1% من بشاعة قتل أطفال اليمن بطيران وقنابل وصواريخ العدوان ، فمنشار ويد تمسكه لا تساوي طائرة ترتفع في السماء و صاروخ يزن أطنان يسقط من مسافة كيلومترات رأسا على منزل او سيارة يتواجد تحته طفل هزيل او امرأة ضعيفة او شيخ مسن فتتناثر اشلاءه ومازالت تنبض بالحياة ، و8 اشخاص متآمرين يقودهم بن سلمان ضد خاشقجي أقل بقليل جدا من عشرات الدول بجيوشها وعتادها واسلحتها وقنابلها وملياراتها وطيرانها وبارجاتها ودباباتها واسلحتها المحرمة والكيماوية والفوسفورية ووووو يقودهم نفس القائد ومن فوقه قائد البيت الأبيض الرئيس الامريكي وقائد الكيان الصهيوني وقيادات الأمم المتحدة والجامعة العربية والمؤتمر الإسلامي والموساد الصهيوني و و و و ، فمن آيات الله وعظمته وعدله وتدبيره للأمور ان جعل العالم ينظر للكارثة الكبرى في اليمن من خلال الكارثة الصغرى خاشقجي ، وان ينظر للمأساة من خلال من كان يدعمها ، وأن يكون نهاية المجرم بن سلمان من خلال من كان يؤيده ويؤيد حكمه وسياسته، وان يسقط بن سلمان قبل الوصول للعرش على يد من كان يروج له للوصول ، وان يقوم بن سلمان بقتله وتقطيعيه بنفس الاسلوب الذي كان يؤيد دواعش سوريا عليه ويتستر على من قتله في اليمن ، وأن ينتصر اليمنيون ويكسر قرن الشيطان ويكون لمن كان يعادي اليمن ويتمنى تدميره وسقوطه دورا دوليا في ذلك ، فكان من قوة الله القوي انه جعل من ممات من كانت حياته ضد اليمن ، ان يكون لمماته فائدة كبيرة لليمن ولقضيته العادلة ، أليس في ذلك آية عظيمة من آيات الله التي يجب ان تزيدنا إيمانا فوق إيماننا هذا إذا كنا ذا قلوبا سليمة مؤمنة ، اما إذا كان الإنسان ذا قلب مريض فلن يزيدهم هذا الأمر إلا رجسا إلى رجسهم ( وإذا ما أنزلت سورة فمنهم من يقول أيكم زادته هذه إيمانا ، فأما الذين آمنوا فزادتهم إيمانا وهم يستبشرون ، وأما الذين في قلوبهم مرض فزادتهم رجسا إلى رجسهم وماتوا وهم كافرون)
#د_يوسف_الحاضري
الأربعاء 5 ديسمبر2018م