كاتب سوري : مصالح الدول الكبرى تشرعن تجويع أطفال اليمن !
إب نيوز ١١ ديسمبر
يستخدم الحصار في عصرنا الراهن في الحروب والنزاعات كإحدى أوراق الضغط من طرف على آخر، وقد يكون الحصار عسكريا أو بحريا، أو اقتصاديا، أو دبلوماسيا.
ما لا يمكن إنكاره هو أن الحصار – أيا كان نوعه – يؤدي إلى تأثيرات سلبية جدا على المجتمع المدني، والحظ الأوفر من هذه التأثيرات للمرضى وكبار السن والنساء والأطفال.
ومن هنا لا شرعية في أي قانون بشري وضعي – فضلا عن قانون سماوي إلهي – لفرض الحصار الذي يؤدي إلى تجويع المدنيين، ويؤثر سلبا على البيئة.
لكننا نعيش في زمان تسود ازدواجية المعايير المجتمع وتيسطر على العقول الحاكمة، لا سيما الدول الاستعمارية الغربية، فإذا كان الإرهاب يخدم مصالحهم في مكان ما، يدعمونه بكل ما أوتي لهم من قوة، ويغطونه إعلاميا وسياسيا على كل منصات المؤسسات العالمية، وعلى سبيل المثال لا الحصر فدعمت الدول الغربية – الرافعة شعارات حقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب – كل أنواع الإرهاب والإرهابيين في الحرب الكونية المفروضة على سورية دعما ماليا وسياسيا وإعلاميا، وقدم حكام تلك الدول أخطر الإرهابيين على أنهم يريدون الحرية والكرامة….
لكن الدول نفسها حاربت النموذج نفسه في مالي وحاولت جاهدة أن تقدمهم بأنهم أخطر الإرهابيين على الإطلاق؛ لأنهم يعارضون مصالحهم.
في هذا العصر الذي يكون زمام الأمور بيد المصالح، وتسوده ازدواجية المعايير نرى أن أطفال اليمن يتململون تململ السليم؛ لأن الجوع قد قتلهم، وسلب عنهم كل مشاعر الطفولة، فآباؤهم وأمهاتهم يموتون كل لحظة حينما يشاهدون أطفالهم المظلومين المحرومين من أبسط الحقوق بهذه الحالة، (تصور – ولو للحظة – أن طفلك بحاجة إلى طعام ولا يمكنك إطعامه، لأنك ليس قادرا على توفيره،)
أقبح ما في الأمر صمت دولي مخجل أمام هذه الحالة الإنسانية.
أين المجتمع الدولي من أطفال اليمن الذي يدعي ليلا ونهارا أن أقصى ما يهمهم هو العيش الكريم لكل إنسان؟؟!!
أين الدول الغربية من أطفال اليمن الجائعين التي ترفع شعارات حقوق الإنسان؟؟!!
أين مجلس الأمن من أطفال اليمن المحرومين الذي بكى دموع التماسيح مرارا على أطفال حلب وحمص والغوطة؟؟!!
أليس أطفال اليمن أطفالا!!؟؟
أليسوا بشرا؟؟
ألا يستحقون عيشة كريمة!!؟؟
هم أطفال، وهم بشر، وهم يستحقون العيش الكريم، لكن مصالح تلك الدول والمنظمات والمؤسسات لا تقتضي رفع الصوت في وجه حكام الحجاز.
ما لا يدع مجالا للشك أن أطفال اليمن فضحوا تلك الدول، وأثبتوا أن شعاراتها البراقة ليست للحفاظ على حقوق الإنسان بل هي أداة مفضلة وسيلة سهلة الاستخدام للحصول على مصالهحم.
كاتب و ناشط سوري
(محمد إشفاق)