الصّرخة ثورة عالميّة !
إب نيوز ١١ ديسمبر
أشواق مهدي دومان
لم و ليس من السّهل لمتغطرس ( كمحمّد بن سلمان ) اعتاد التّلميع ( كأيّ حذاء لأمريكا و إسرائيل ) أن يُواجه و ترفض زيارته الشّعوبُ التي يزور أوطانها ، فهناك قادة تشتاق إليهم الشّعوب مع أنّها لا تتجنّس بجنسيّاتهم ، و إنّما يجمعها معهم روح الإنسانيّة التي تمتدّ على القارات فلا تحدّها حدود جغرافية و لا تغرقها البحار و المحيطات فالقيمة الإنسانيّة أقوى من أن يعترض تدفّقها للأرواح حاجز من مسافة أو مكان أو زمان فذاك ( نيلسون مانديلا ) الذي رأيناه رمزا من رموز الحريّة خرج من سجنه ، و قد اشتعل منه الرأس شيبا و وهن العظم منه لكنّه لم يشِب روحا و قيمة في نفوس محبّيه و ما أكثرهم !
فهو ثائر و الثّورة كلمة فضفاضة متّسعة اتساع الكون ، حين تكون ثورة خلّاقة لا تستبيح القيم و المعتقدات و الأعراض فهي ثورة إنسانيّة تؤيدها كلّ الشعوب التي تستلهم منها ، و كم اشرأبت أعناقنا لرؤية ذاك الأفريقي الأسود ( مانديلا ) ، كما أنّنا لم نعرف ( جيفارا ) لكنّ صوره أيقونات يتداولها من خاض رحلة في عمق ( جيفارا ) كثائر لا تربطنا به علاقة نسب أو صهر إلّا تناسب و انصهار الرؤى و الرّوح الثّوريّة بينما نرى (غاندي) هو منقذ الهند و رمز شرارة ثورة طردت البريطاني و جعلته يجرّ أذيال خيبته في عجزه عن قمع ثورة الفقراء الاقتصادية التي قاطعت كلّ بضاعة آتية من جهة الغرب لتركيع الهنود ، ليتحسّس من حروفي الآن المعقّدون ( نفسيّا ) و المشوهون (أخلاقيّا) و المسوخ ( إنسانيّا) و المنحرفون ( عقائديّا ) حين أذكر لهم الثّورة الإسلاميّة الإيرانيّة فهذه مُحبّة لآل البيت و قد تضفي و تصيب الامبراطوريات الاستكباريّة بتحسّس قد يتطور إلى ربو فيقضي على تنّفس و رئات إسرائيل الطّبيعية و الاصطناعيّة من مملكة الرمال إلى مستعمرة بني زايد إلى كوخ البحرين مرورا بعشّة قطر و مرفأ الكويت و حديقة عمان ، فكلها رئات لإسرائيل تتنفّس منها إسرائيل هواء المشرق بعذوبة و سهولة ، و لا ننسى رئتها في السّودان التي جرؤ البشير لتقسيمها بما يمليه عليه حاخاماتها فيمكّن الشّركات الإسرائيليّة منها ، و لنا في ولاء ملك الأردن لإسرائيل ما يدعونا لأن نردد : هذا الشّبل من ذاك الأسد ؛ فقد بيعت فلسطين منذ ذلك العهد كما لا يفوتنا سيسي مصر ، ومن سبقه و لكنه ( السّيسي) مختلف عن من سبقه بطبيعة ونوعيّة صياغته السّيكولوجيّة المتأثرة بمراحل و سنين و مكان دراسته فهو خريج أمريكا ، و قد أخذ عن أستاذه ترامب فن المجاهرة بالفواحش أقصد المكاسب الماديّة و التّبجّح و الاستهانة بالعقليّة العربيّة و الهويّة المصريّة حين يخاطب المصريّين كآلات سامعة و خطابات تحوم حول المادة ، و يقنعهم أنه لولا ” سعيدة لبيت رَدَم ما زِد بقي ردمي ” ، أي : لولاه و مشاركته في تقبيل رأس نتنياهو فإنّ مصر دولة من الدرجة السّابعة؛ لكنه الرّئيس الهمام الذي يستقدم الصّهاينة بأريحيّة و يعد شعبه بانتعاش اقتصادي يوصل به خط أنابيب التّنفس لإسرائيل مباشرة بالغاز الطبيعي كما يفعل مثله رئيس السودان من جنوب بلده ( بعد أن سمح بتمزيقها لشمال مسلم و جنوب مسيحي )، و الغاز الطبيعي أيضا كما تفعل الإمارات و السّعوديّة السّاعيتان في تدمير اليمن من أجل مدّ رئة إسرائيل بالنّفط و الغاز اليمني من مأرب و المهرة و المكلا باسم أقلمة أمينة !!
فكيف لا نسمّي أولئك الخدم رئات تتنّفس بهم إسرائيل بيد أمريكية ؟
و كيف لا ترضى عنهم و قد اتّبعوا ملّتها موالاة و سمعا و طاعة و بيعا للمقدّسات ، بينما إيران و ثورتها مخالفة تماما لما أتى به حكّام العرب ، فإيران دولة وُلِدَت من رحم ثورة إسلاميّة محمديّة علويّة حسينيّة لا تفتأ تجرح مشاعر النّواصب و التّكفيريين بذكر محمّد و آله بينما أرادت أمريكا إيران أن تحبّ محمّدا لكن ليس رسول اللّه ( صلّى اللّه عليه وآله وسلّم) بل محمّد بن سلمان و أصحابه المبشّرين برضاها ؛ ولهذا فثورة إيران تصيبهم بحساسيّة مفرطة فثورتها الإسلاميّة الخمينيّة تقول لأمريكا أن :
-لا خنوع لكِ -لا موارد دون ثمن لكِ -لا نفط و لاغاز في صفقات غير متكافئة عادلة لكِ -لاتدخّل فينا لكِ -لا قرار لديكِ علينا -لا امتهان لقضايانا منكِ
-لا لتسليم قضيتّنا الأولى فلسطين لكِ ؛
بل إنّنا مع قدسنا و لنا في كل عام و قفة رمضانيّة تذكيريّة بقضيّتنا ، و هذا اليوم هو امتداد لثورتنا الحقيقيّة على مغتصب قدسنا و من بايعه على السّمع والطّاعة ،،
و هكذا لن ترضى اليهود عن ثورة الخميني و لن تعتبره ثائرا ماجدا ، و هي تكره بقيّته و من يسير على دربه الثّوري و فكره المدني ، و مصيبته في نظرها أنّه مسلم ، واليهودي يكره المسلم أشدّ ، و يبغضه أكثر فإن تجاوزت الدول الاستعماريّة عن ( جيفارا ) و (مانديلا) و (غاندي ) و غيرهم فهي لن تتجاوز ولن تسمح للثورة الإيرانيّة إلّا بتشويهها و التّحريض عليها بمبادئ مشوّهة، مغلوطة و كلّ من يصادق إيران و يؤاخيها كمؤمن و قرآني و مناهض لإسرائيل فهو عدو لأمريكا و إسرائيل و كتاكيتها العرب ؛ و لهذا (فنصر اللّه ) عدو لإسرائيل و محمّد بن سلمان و أصحابه؛ و لهذا ( فبشّار الأسد) عدو لإسرائيل و محمّد بن سلمان و أصحابه؛ ولهذا ( فالحشد الشّعبي العراقي) عدو لإسرائيل و محمّد بن سلمان و أصحابه ؛ و لهذا ( فعبدالملك الحوثي) عدو لإسرائيل و محمّد بن سلمان و أصحابه ؛ ولهذا فمحور أمريكا و مشتقاتها في ركن و محور المقاومة لإسرائيل في الرّكن الآخر المناهض ؛ و لهذا ما اعترفت و لن تعترف أمريكا و خدمها بثورة 21/ سبتمبر / 2014 ؛ لأنّها ثورة ليست على مزاجها ، و لم تدع للسّفير الأمريكي أن يمارس عمله في اليمن ففرّ هاربا، و بعده فرّ كتاكيته واحدا تلو الآخر ، فثورة قرآنيّة يمانيّة أرعبت العالم المستكبر، و كانت الأقوى و الأخطر و الأشدّ و الأكثر صراحة بمناهضة وجود أمريكا و إسرائيل اللتين ما توانتا عن تكميم فاها ؛ فتآمرت و عبر أذرعها و كتاكيتها اليمنيّين اغتالت مؤسّس و قائد الثّورة الأوّل السّيّد / حسين بدر الدّين الحوثي ، و الذي صرخ صراحة، و أطلق شعاره الصّرخة في غير خوف و لا مجاملة و لا خنوع و لا سيادة و لا قرار لأمريكا في اليمن بل قال و أوجعت مقولته قلب أمريكا :
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
فجاز أن نسمّي ثورته بالثّورة العالميّة الحقيقيّة حيث و قد استمدّت شرعيّة تسميتها من سماء شعارها المحدّد لعدوّ الإنسانيّة و العالم ، و فعلا أمريكا عدوّة الشّعوب في كلّ العالم .
، و من هنا فلتحيا كلّ ثورة تسير على هدى اللّه و رسوله و آله ، و إن كنّا سنخلق تحسّسا، و هو المرض المزمن في صدر المستعمرين منّا فلتمت أمريكا تحسّسا و لتمت إسرائيل غيظ صدر ، و ليحيا قائد الثّورة الاسلاميّة الإيرانيّة ملهما ، و ليحيا قائد الثّورة الإسلاميّة اليمانيّة مَعْلَما و معلِّّما يصرخ في وجه أمريكا و إسرائيل و معه كلّ ثائر في العالم بأن :
اللّه أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النّصر للإسلام .
و السّلام