التاريخ يعيد نفسه (مفاوضات السويد)
إب نيوز ١٣ ديسمبر
وفاء الكبسي
ما أشبه اليوم بالبارحة لنقرأ التاريخ ونعود قليلًا لصلح الحديبية كلنا نعلم بأن رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- خرج مع أصحابة بقصد العمرة فلم يخرج مقاتلًا ولاغازيًا، كما هو حال وفدنا المفاوض اليوم خرج من أجل وقف العدوان والحصار على اليمن لاغير، ولكن مفاوضات السويد أقتضت بفتح ميناء الحديدة مع التهدئة والانسحاب من أجل الإنسانية لاغير..
لقد دلت الحوادث التي وقعت بعد صلح الحديبية على أن بنود صلح الحديبية كانت انتصارًا للمسلمين، وأن رسول الله كان ينظر بنور الله وهو يقبل بشروط قريش، وأنه ليس من حق المسلمين الاعتراض أو أن يدخلهم ريب فيما افترض..
كذلك الحال اليوم كلنا يثق بأن ماتم الاتفاق عليه بمفاوضات السويد كان بنور قيادتنا الحكيمة ولايحق لنا الاعتراض أو الشك فلا نتعجل حتى تبلغ الأمور ما أراد الله إليه، حتى وأن غدر وخان عدونا ونقض عهده فلا ضير، ولانتعجل كما تعجل بعض صحابة رسول الله ونظروا إلى شروط صلح الحديبية بأنها قاصرة محدودة، ولكن الأيام كشفت خطأهم ووضحت لهم المكاسب والمغانم التي تحققت بعد ذلك من فتح مكة العظيم، فإن خان العدوان ونقضوا العهد فإنما خانوا أنفسهم وسيمكنا الله عليهم وننتصر ويكون الفتح والنصر العظيم، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين
قال تعالى: { وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}
يكفينا اليوم بأن هذه المفاوضات كشفت للعالم حقيقة أنصار الله، وأحقية مطالبهم وعدالتها، فأتاحت للتأمل الحصيف بأن مادعى له العدوان من مزاعم إنما هي افتراءات كاذبة واهية، فقد اتخذ العدوان ومرتزقته موقفًا معاديًا بعصبية عمياء وحقد وكره لانظير له من أجل تحقيق مكاسبهم ومصالحهم الغير مشروعة..
اتجهت أعين العالم لأنصار وعرفوا بأنهم هم اليمنيون الأحرار، والعرب الحقيقيون الذين يختلفون عن وفد مرتزقة الرياض العبيد عديموا الشرف والقيم..
غدًا سيعترف العالم بمظلوميتنا وعدالة قضيتنا باقامة دولة يمنية حرة غير خاضعة لهيمنتهم وسيطرتهم..
ويكفينا ياشعب اليمن بأننا صمدنا وصبرنا وجاهدنا وفاوضنا كما جاهد رسولنا الأعظم، وكما انتصر رسول الله سننتصر على العدوان، فالنصر لن يكون إلا للأحرار الصامدون من كتبوه وعمدوه بدمائهم وتضحياتهم.
#وفاء_الكبسي