بأيّ ذنبٍ تُركت ؟!
إب نيوز ١٣ ديسمبر
كتبت / فاطمة حسين
زهراء تلك الوردة الصغيرة صاحبة العينان الجميلتان والتي تبلغ من العمر ثلاثة أعوامٍ فقط , كان لها نصيبٌ من المعاناة التي تسبب فيها العدوان السعودي الأمريكي , وهي بعد لم تعلم ما هي الحياة , لتشارك أطفال اليمن معاناتهم ومن هنا تبدأ الحكاية …
أُدخلت تلك الصغيرة إلى المستشفى وقد أصيبت بحمىً شوكية ولم يتم اصطحابها إلى المستشفى إلا بعد أن أصابها الشلل وفقدت الحركة كلياً , ولكن لم يعلم أحدٌ ما قصتها , ولماذا لم يتم اصطحابها قبل أن تصاب بالشلل ,
تمّ تقديم العلاج الأولي لها كونها مصابة بهذا المرض , وعندما تحسنت قليلاً وخرجت من الغيبوبة التي كانت فيها , أرادوا إخراجها من المستشفى ولكن ….
كانت زهراء ذلك الوقت وحيدة لم يكن معها أحدٌ يقوم بمرافقتها , فقط إحدى العاملات بالمستشفى قامت بالإهتمام بها منتظرةً حتى يأتي أحدٌ لاصطحابها أو تفقدها , ولكن أتى اليوم الأول والثاني والثالث ولكن لا جدوى , استغرب الجميع فقد جاءت في اليوم الأول برفقة أبيها , فلماذا لم يإتي بعد …
أتى اليوم الرابع وجاء الأب لتسأله العاملة : لماذا تركت طفلتك هنا وهي تعاني ولم تأتي لتفقدها , أجاب الأب بصوتٍ باكي : لأنّي سأتركها هنا ولن أخذها معي وإنما أتيت لرؤيتها , قالت: وكيف يطاوعك قلبك لتترك طفلتك , قال وهو يبكي بشدة : طفلتي مريضة ولا أستطيع الإهتمام بها ليس لديّ حتى ما أطعمها , ووالدتها قد استشهدت بإحدى غارات العدوان , ولم يبقى إلا أنا وطفلةٌ أخرى تركتها لترعاها إحدى الأسر , لم أعد أملك شيئاً , فقط كنّا ما نمتلكه وهو خيمةً فقط فنحن من البدو , والآن لا أملك شيئاً ولا أستطيع أن تموت ابنتي بين يديّ , فهنا على الأقل ستجد من يرعاها , وهكذا واصل الأب حديثه وهو يذرف دموع الحزن والأسى …
وهكذا تُركت زهراء وحيدة دون أمٍ ولا أبٍ يرعاها , ودون سكنٍ يأويها , لتأخذها تلك العاملة إلى منزلها رغم أنّها لا تملك إلا شيءً بسيطاً تُعيل به أسرتها البسيطة , وزهراء تحتاج للعناية وكذلك العلاج …
وهذه هي زهراء لم يتركها العدوان تعاني بساطة عيشها في تلك الخيمة , وأبى إلا أن يحرمها أكثر من ذلك أسرتها وعافيتها , وزهراء هي ليست إلا نموذجاً واحداً من ألآف الأطفال الذين يعانون من ذلك الوحش البشري الذي أفقدهم العيش بأمان …