إذا لم تستح فاصنع ما شئت !!

إب نيوز ١٤ ديسمبر

سئل أحد الحكماء كيف نعرف الحق؟ فقال: تتبع سهام العدو تعرف الحق،
انطلاقا من هذه المقولة يمكن أن نقول – وبكل وثوق ويقين – مما لا شك فيه أن الكيان الصهيونى كله إرهاب وقمع وظلم، وقد اعتدى على أرض مقدسة عند أتباع الديانات السماوية الثلاث، وأن حركة كفاح متواصل من الشعب الفلسطيني الصامد حركة بحق. ولا غبار على أحقية هذا الكفاح، ويجب على كل أحرار العالم مد يد العون والمساعدة على كافة الصعد والمستويات؛ ليتمكن هذا الشعب الصامد المناضل من استئصال هذه الغدة السرطانية من قلب الأرض المقدسة.
ومن الملفت أنك ترى أن بعض من لا ينتمي إلى العروبة ولا إلى الإسلام ولا إلى الشرق؛ يدافع عن قضية فلسطين المحتلة بكل ما أوتي له من قوة، ولا يأخذه في ذلك لومة لائم؛ لأنه يملك فكرا حرا، ولأن الكرامة الإنسانية كل شيء بالنسبة له.
ومن جهة أخرى ترى أن بعض من يدعي العروبة أو يدعي أنه منتم إلى الإسلام أو إلى الشرق، يدافع – وبكل وقاحة – عن الكيان الصهيونى، ويسعى أكثر من الصهاينة لإثبات شرعنة هذا الوجود الغاصب الذي لا يعتقد بأي نوع من الاحترام لأي ديانة أو قومية أو جنس.
من عجائب العصر أن المندوب السعودي يشجب في جلسة مجلس الأمن إطلاق الصواريخ من قطاع غزة المنكوبة والمنهوبة والمحاصرة نحو الكيان الصهيونى، ويطالب بوقف عمليات المقاومة الفلسطينية ضد همجية الصهاينة، ويعترف بأن حق الكيان الصهيونى أن يعيش بكل سلامة وأمن وطمأنينة.
وبالوقت نفسه تجد أن المندوب الفنزويلي يؤكد على أن (إسرائيل) تمارس إرهاب الدولة، وتصادر أراضي فلسطين المحتلة، وتبني المستوطنات، وتقتل الفلسطينيين صغارهم وكبارهم رجالهم ونسائهم.
ويعلو صوت هذا المندوب النبيل الحر قائلا إن قرار الولايات المتحدة الأمريكية بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة انتهاك صارخ لقرارات الأمم المتحدة.
يمكن أن لا تصدق وهذا من حقك، ويمكن أن تستغرب وهذا من حقك؛ لكن هذا هو الواقع المؤلم والمخجل في الوقت نفسه.
فمندوب من يسمي نفسه بخادم الحرمين الشريفين يدافع أمام العالم وفي وضح النهار عن كيان غير شرعي بكل معايير إنسانية ودولية، ويعتبر بمثابة الخنجر في قلب العالم العربي والإسلامي. ومندوب الدولة الشيوعية غير العربية والإسلامية يدين ما يقوم به (إسرائيل). ضرب المثل العربي المشهور يقول؛ إذا لم تستح فاصنع ما شئت…..
مضافا إلى ذلك فإن بعض الناس لا يعرفون مفهوم الكرامة والاستقلال والإباء والشموخ. نقل أنه بعد القبض على ” جيفارا ” في مخبئه الأخير بوشاية من راعي أغنام سأل أحدهم الراعي الفقيـر : لماذا أوشيت عن رجل قضى حياته في النضال ضدّ المستعمر الخارجي وعملائه ؟ فأجاب الراعي : ( لقد كانت حروبــه تــروّع أغنامـــي !! ).
قاتلهم الله أني يؤفكون!!!!.

محمد إشفاق