عناوينُ الصمود !!
إب نيوز ١٤ ديسمبر
كتبت /فاطمــة حسيــن
قد يجول في مخيلاتكم كثير من الإجابات حول هذا العنوان , وتقولون هناك عناوين كثيرة للصمود , والشعب اليمني بكله عنوانٌ للصمود , فهناك مجالات كثيرة تُبرز ذلك الصمود الذي تميز به شعبنا اليمني , وقد أثبت بكل جدارة أنّه رمزٌ للصمود , ولكن أنا هنا أتحدث عن العنوان الأكبر الصمود …
نعم أتحدث عن عنوان الصمود والصبر , عن أولئك الأشخاص الذين قلّ ما نتحدث عنهم , وقلّ ما نكتب عنهم , ولو كتبنا عنهم لما وافيناهم قطرةً من بحر صمودهم , عظماء كانوا ولا زالوا , إذا سمعت أحدهم يتحدث يقشعر بدنك لحديثه وتضحيته, وهو لا زال يريد أن يعطي أكثر وأعظم من ذلك , فهل عرفتم بعد منهم …
إنّهم من بذلوا قطعاً من أجسادهم في سبيل العزة والكرامة , نعم إنّهم هم الجرحى وما أدراك ما الجرحى , تراهم عظماء وقد فقد أحدهم بصره والآخر قدمه وغيره فقد كلاهما ولا زالوا بتلك العظمة ,
فيأتي السؤال لماذا يا ترى قدموا أعضاءهم ?!
أليس من أجلك لتبقى صحيح الجسد معافى الروح , أليس من أجلك وأجل أسرتك كي تعيشوا في عزةٍ وكرامة , أليس من أجل دينك ووطنك , وأنت يا تُرى ماذا قدمت له ?!
فقدوا البصر والأعضاء ولكنّهم لم يفقدوا البصيرة , فإذا أتيتهم لترفع من معنوياتهم وليتّ من عندهم وقد ارتفعت معنوياتك أنت بدلاً من رفع معنوياتهم , ضحوا بإعضائهم ولم يكتفوا بذلك بلا زالوا يريدون التضحية بما تبقى في أجسادهم من أعضاءٍ سليمة , ترى وجوههم يكسوها النور الرباني الذي منحهم الله , فمثل نورهم كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكبٍ دُرّيّ , وهؤلاء هم الكواكب الدُرّيّة , فلنورهم هداه والله يهدي لنوره من يشاء …
سارعوا إلى مغفرةٍ من ربهم وجنةٍ عرضها السموات والأرض , وصبروا على معاناتهم وبشّر الصابرين , بشّر هؤلاء الذين كانوا وما زالوا نبراسٌ للعظمة ونورٌ للكرامة وياقوتٌ للصبر ومرجانٌ للصمود , نعم إنّهم جرحانا العظماء منهم عناوينُ الصمود …