هل فعلا جنحت أمريكا للسلم ؟
إلى نيوز ١٨ ديسمبر
أمةالملك الخاشب
قد يقول قائل أن السعودية أصبح موقفها محرج أمام العالم وهي الآن تبحث عن حلول سياسية سلمية تحفظ لها ماء وجهها وتخرج من العدوان بسلام وأنها هي من طلبت مفاوضات السويد لأجل أنها تبحث عن الحل ؟
ولكن اصحاب هذا الرأي تناسوا أن القرار أمريكي فهل سألوا أنفسهم هل فعلا أمريكا جنحت للسلم وأمرت السعودية بأن تتفاوض بكل جدية لإنهاء هذه الحرب ؟
واذا كان هذا الكلام صحيح فلماذا شمل الاتفاق فقط الحديدة ولم يشمل بقية الجبهات ؟
ولم يتناول حتى بكلمة امكانية البحث عن حل شامل يوقف العدوان بشكل كامل وعلى كافة الأصعدة ؟
في الحقيقة لم تتوفر بعد النية الأمريكية لإيقاف العدوان على اليمن والسعوديّة لم تجبر مرتزقتها على دخول المفاوضات إلا لامتصاص الضجة العالمية ضد ابن سلمان خاصة بعد التحركات للمطالبة بمحاكمة ابن سلمان وبعد التحركات الشعبية في عدة الدول الرافضة حتى لاستقبال بن سلمان وبعد السخط العالمي ضد آل سعود بعد انتشار فضيحة طريقة قتل قضية #خاشقجي وبعد السخط الدولي على الحكومة الأمريكية لدعمها لابن سلمان ورفضها محاسبته ولمشاركتها المباشرة في العدوان على اليمن وبعد المطالبات الاوربية لقطع العلاقات مع آل سعود ومحاكمة بن سلمان كمجرم حرب
فكل تلك الضجة أجبرت أمريكا أن تأمر بن سلمان بأن يأمر مرتزقته من اليمنيين لدخول المفاوضات لإيهام العالم أن الصراع الدائر في اليمن هو يمني يمني وأن السعودية وأمريكا مجرد رعاة سلام لعل السخط الدولي يخف ضد الادارة الأمريكية وضد ولي العهد
ولهذا قررت الادارة الأمريكية أن تجعل من مفاوضات السويد مظهرا فقط ولكن الجوهر والحقيقة هو استمرار التصعيد والتقدم وتضاعف التجنيد والطيران والحصار والقتل والدمار والجوع والحصار والدليل على هذا هو رفضهم النهائي لفتح مطار صنعاء ولتحييد الملف الاقتصادي وكذلك طلبهم بأن تكون المفاوضات على عدة مراحل وبجدول زمني لأشهر طويلة وكأنها مفاوضات دورية مزمنة
.وتعتقد أمريكا أن هذه الطريقةَ ستؤدي إلى التخفيف من حدة ضغط الأصوات الغربية المعارضة للعدوان على الشعب اليمني و وامتصاص الأصوات التي تنذر بحدوث كارثة انسانية في اليمن وأن خطر المجاعة يهدد ملايين اليمنيين
ومثلما ذكرت آنفا ستتحرك في نفس الوقت لتضاعف من عدوانها باستمرار المعارك لإعتقادها أنها ستنهك الجيش واللجان الشعبية بالقتل وتنهك الشعب اليمني بالجوع والحصار وباستهداف المدنيين عشوائيا كما هي عادتهم من أول العدوان ولأن نفسياتهم السادية لم ترتو بعد من دماء اليمنيين أطفالا ونساء
لأن الولايات المتحدة للآن لم تخسر شيئا وتسعدها جدا مناظر الأشلاء المتناثرة ومناظر الدمار والخراب والاقتتال طالما والبقرة الحلوب هي من تدفع والمرتزق الرخيص هو من يقتل سواء كان مرتزق داخلي أو مرتزق أجنبي بالعملة الصعبة فهي عليها فقط أن تضع الخطط الخبيثة وتوجه بن سلمان بأن لا يتراجع وبأن يستمر وهي من سيتكفل بحمايته وخطة الدخول في المفاوضات هي أحد آليات طرق الحماية الأمريكية التي يتحدث عنها ترامب في عدة تصريحات .
ومن الدلالات على عدم جدية الولايات المتحدة ومن خلفها اسرائيل على ايجاد حلول تضمن أمن وسلامة وسيادة الشعب اليمني هو أوامرهم للمهفوف الذي لا يملأ عقله سوى التفكير في كيفية ارضاء الأمريكان ليستمروا في حمايته
فنفذت السعودية الأوامر وعقدت قمة مايسمى دول البحر الأحمر التي تضم إلى جانبها مصر والسودان والصومال وجيبوتي معلنين اتّفاقهم على تأمين سلامة الملاحة الجوية والتجارة في كامل البحر الأحمر.
فكيف تستبق هذه الخطوة توقيع اتفاقيات السويد الذي ينص على توقف العمليات على الحديدة
لماذا اختاروا هذا التوقيت بالتحديد ؟
فلو تأملنا قليلا وفكرنا وراجعنا كم عدد القمم التي أقامتها السعودية برعاية أمريكية منذ بدء العدوان على اليمن وكم عدد الكيانات التي تم تشكيلها؟ لعرفنا حتى سر زيارة المرتزق عمر البشير لسوريا وما الذي تخفيه تلك الزيارة
ولتأكدنا أن جميع تلك الكيانات جاءت لنفس الهدف خوفا وهو الحفاظ على أمن اسرائيل وتأمين الملاحة البحرية لها وتحقيق مطامعها دون أن تخسر بنسا واحدا فقط عليها التخطيط وإلقاء الأوامر لولي العهد وهذا ما جعلنا نرى بنيامين نتن ياهو يخرج قبل أيام متفاخرا بتطبيعه مع الأنظمة الخليجية وبالعلاقات الحميمية التي تربط كيانه بدول عربية .
طبعا رغم شدة خبث ولئامة ومكر عدونا لكن كل الدلائل والمؤشرات تجعل من كل خططهم تحت أقدام اليمنيين الذين يملكون قيادة قرآنية تقرأ كل ما في نفسيات العدو وتعرف تحركاته وتجاريه في كل خططه لتلقي عليه الحجة ولتثبت للعالم أن اليمنيين دعاة سلام رغم علمها بالنوايا المبيتة للعدو ولهذا فهي تدعو دائما الى اليقظة التامة والحذر والاستمرار في دعم الجبهات وفي التحشيد لها لأن اليمنيين لا يملكون خيارا آخر غير المواجهة والتصدي والمقاومة حتى وإن استمر العدوان جيلا بعد جيل مثلما قالها قائد الثورة في احد خطاباته الشهيرة في تاريخ العدوان .