وفي حضرةِ السُجناءِ وقف قلمي حائرآ !
إب نيوز ٢٤ ديسمبر
بـقـلـم/ إقـبـال جـمـال صـوفـان….
لا أدري هل أكتب أم أتأمل هل أصف أم أُحلل فأهمية الموضوع طغت على حبر قلمي وقوتهُ سيطرت على تدفق كلماتي فسماع خبر كخبر : ” تخرج عدد من السجناء وحصولهم على درجات علمية مختلفة مثل الماجستير والبكالريوس والثانوية العامة ” يجعل الأرواح تفرح والخواطر تطيب وأين كل هذا ؟! إنه في سجون العاصمة صنعاء التي يتولى زِمامُ أمورِها رجالٌ تعجزُ الحروف عن ترجمةِ وفائهم لبلدهم إنهم :
“أنــــصـــارُ الــلــه ”
الذين أثبتوا للعالم أجمع صدق أقوالهم وجدارة أعمالهم وهاهم اليوم يسطعون كنجوم في علو السماء ببذلهم لجهودٍ علمية كبيرة لعدد من الأفراد وتأهيلهم لبناء مجتمع واعٍ يحملُ ثقافة القرآن كأساس صلب لا يمكن كسره يتجسد بآية من آيات الله القائل فيها سبحانه :
(يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ۩)
[سورة النحل 50]
الخوف من الله أساس الدين الإسلامي السويّ ومن بعدهِ فلتندثر كل مخاوف الدنيا وليبدأ مشوار الجهاد في سبيلِ المولى وهنا نستذكر قوله تعالى :
(يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ۚ ٌ)
[سورة المائدة 54]
ومن بعد ثقافة القرآن تأتي بقية الثقافات الأخرى. عزيزي القارئ عزيزتي القارئة كل فرد منّا عند سماعهِ لكلمة “سجن “مباشرة بالعقل اللاواعي الذي نمتلكهُ تتبادر إلى أذهاننا مجموعة مسميات مخيفة وهي :
” ظلمٌ ، تعذيبٌ، إهانةٌ ، إستنقاصٌ … الخ ” لأن هذا هو الواقع الذي نعيشهُ منذ عشرات السنين ، واقعٌ مُعتم في أذهاننا حفرتهُ سُلطة ظالمة لشعبها ولكنها إنتهت بعون الله وبوجود جندهِ في أرضه، برزت بعدها المسيرة القرآنية التي حرّكت الجمود الديني والفكري وفعّلت كل فردٍ في مجالِ عملهِ فكانت كروحآ وثّابة تسعى جاهدةً لصدِ العدوان ومرتزقتهِ بإعداد رجالها المخلصين ومن هؤلا الرجال نذكر :
(الثقافيين، الأكاديميين) الذين أثمرت جهودهم المبذولة وتجلّت في حصول السجناء على الشهائد العلمية من أوساط قضبان السجون إنها لفتةٌ عظيمةٌ تحملُ كلُ معاني الكِفاح والنِضال والتحدي والصمود والشغف لطلبِ العلم من المهدِ إلى اللحدِ فبدلآ من أن يقضي السجين عشرات السنين في تعاطي السيجارة والكتابة على الجدران والدخول في متاهات التفكير التي تصل به إلى الجنون أو النوم لأيام دون أداء فرائض الصلاة أو اللعب بالشطرنج وغيرها من الأعمال الدنيوية الغير نافعة نسف السجناء المتخرجون كل ماذُكِر فأثبتوا:
قوة عزائمهم، وعلو هاماتهم ، ومرونة فكرهم، وعظيم إصرارهم فأذهلوا الجميع بهذهِ الخطوة الجبارة التي أعطتنا جرعة من الأمل المنهمر على قلوبنا وأعطت العدوان جرعة من السُم القاتل له فسلام ألف سلام لكل من شارك في إنجاح العملية التعليمية لهؤلا المتحررون بعلمهم الذي حصلوا عليه.