صحوة الشعوب تجاوزت سلطاتها السياسية .
إب نيوز ٢٥ ديسمبر
مصطفى حسان
ثلاثة حروب في الشرق الأوسط شهدت مقاومة ضارية وإنتصارات هزت المنظومة الدولية وأجبرتها للرضوخ للأمر الواقع والإعتراف بقوة المقاومة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان التي تمكنت من الصبر والصمود لسنوات طويلة .
بالطبع إمتداد الفترة الزمنية للحرب بدون حسم مبكر أرهقت العدو مادياً ومعنوياً وعلاوة على ذالك تكشفت السينياريوهات وأتضح الغموض خصوصاً بعد إرتباك ذالك الحلف الغربي الخليجي والتخبط في التصرفات فأنجرفت الى التعسف في سياستها الداخلية والخارجية وبمشيئة الله أحاطة نفسها بعداءات داخلية وخارجية فأمتلئت عقولهم بالشكوك التي أدت الى إنهيار الثقة فيما بينهم وجسدت بشاعة جرائمها من خلال تصرف السلطة الحاكمة مع معارضيها .
فكان قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا هي الهزيمة وفشل المخطط وتخفيف وطئة الخسائر وإسكات أصوات معارضية التي تفجرت في الداخل الأمريكي لأن السياسة الأمريكية تبني تحالفاتها على أساس المصالح وليس لديها مبادئ الوفاء لحلفائها فها هي تتخلى عن حلفائها من القاعدة والأكراد والجيش العربي السوري التي دفعت بهم لإشعال الحرب في سوريا بحجة أنة تم القضاء على تنظيم الدولة الإسلامية والحقيقة هي تخفيف خسارتها وخسارت إسرائيل بدعمها للإرهاب بشكل مفرط وعدم رضى الشعب الأمريكي بالمشاركة المباشرة في الحروب لما سببتة من نتائج عكسية تجرعوها خلال حربي العراق وإفغانستان ويفضلون العودة الى إنتهاج سياسة الحرب الناعمة والإتجاة صوب المرتزقة في الداخل للإسهام في خلخللة الإستقرار لأنها أقل كلفة من المواجهة المباشرة والتي تسبت أيضاً بخسرانها للعلاقات مع بعض الدول كتركيا وبعض الدول الأوربية الناتجة عن فرض عقوبات إقتصادية أدت الى إنهيار العملة النركية والإنسحاب من الإتفاق النووي بقرار إنفرادي دفعت بالعالم الى الإنقسام وتبني تكتلات قد تجعل أمريكا وعملتها في عزلة بمعنى إن إنسحابها لايعني التوقف عن التآمر ولكنة تغيير للنهج والمعاودة من جديد للظهور بوجه أخر أقل خسارتاً من الناحية الإقتصادية والدبلماسية بالحفاظ على رصيد من العلاقات الدبلماسية .
كذالك الحروب في الشرق الأوسط التي طالت دون حسم وصراحة ترامب الجريئة والشفافة التي أنتزعت كل الستار حتى الملابس الداخلية والشفافة فأصبح الوضع عارياً تماماً فخرجت العلاقات السعودية الإسرائيلية من سريتها الى العلن والتي سببت سخطاً شعبياً داخلي وعربي بدأت بذورها تنتفض من تحت الأرض وظهرت بشائر بوادرها بالمظاهرات في السودان وستتمدد وتتسع الى السعودية والإمارات فإذا فاقت الشعوب من الصعب كبح جماحها فهي سيل جارف “””””