لماذا اختفى المبعوث الأممي طوال 8 أيام من انتهاك السعودية لاعلان وقف النار
لماذا اختفى المبعوث الأممي طوال 8 أيام من انتهاك السعودية لاعلان وقف النار
إب20ابريل2016
بدى المبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ هذه المرة في أسوأ حالاته بعدما عجز اعلان موقف حيال انتهاكات النظام السعودي لإعلان وقف النار بما أداه من تعثر في جولة المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة وكان مقررا أن تبدأ يوم أمس في الكويت وتعثر انعقادها نتيجة تعنت النظام السعودي ورفضه الوفاء بالتزاماته حيال التزاماته المعلنة بوقف النار.
وخلال الفترة الماضية فقد النظام السعودي الكثير من ذرائع الاسناد الداخلي والخارجي التي تمترس خلفها في عدوانه البربري على اليمن وفي الصدارة ديبلوماسية الشيكات التي اخفقت في اخفاء مجازر العبثية في اليمن، وحال التصدع والانقسام والصراع العاصف بفريق عملاء الرياض وجبهات المرتزقة في الداخل والذي توازى مع تماسك في الجبهة الداخلية المناهضة للعدوان وانحياز كبير لاطراف الداخل المتصارعة نحو السلام والذي تجلى في صمود اتفاقات وقف النار الموقعة من اللجان المحلية في بعض الجبهات الداخلية.
غير أن النظام السعودي اتجه بصلف وغطرسة إلى استخدام ورقته الأخيرة ممثلة بالمبعوث الأممي اسماعيل ولد الشيخ بصورة فجة افقدت معها ثقة اليمنين بحياد ونزاهة المنظمة الدولية.
ومطلع الشهر الجاري أعلن ولد الشيخ خطة حظيت بدعم دولي كبير لوقف شامل لإطلاق النار تسبق جولة مفاوضات كان مقررا أن تبدأ في الكويت أمس الاثنين وتعثر انعقادها نتيجة الفشل في تنفيذ وتماسك بندها الأول باستمرار العدوان السعودي في انتهاك اعلان وقف النار بعنجهية وصلف لثمانية أيام ظل فيها المبعوث الأممي ملتزما الصمت حيالها بصورة مريبة.
ومع دخول الموعد الأممي لمفاوضات الكويت عاود المبعوث الأممي الظهور على استحياء محاطا بتسريبات مطابخ دعائية سعودية بعدما كان اختفى كليا عن تفاعلات الأزمة سوى تسريبات تعهدتها المطابخ ذاتها وافصحت عن مواقف مضطربة لولد الشيخ حيال تعثر انعقاد مفاوضات الكويت.
تداعيات قلصت من نجاح الفرصة الأخيرة للعودة إلى الحل السياسي لكنها بالمقابل قدمت دليلا قويا على عنجهية بدائية يمارسها النظام السعودي بصلف متسلحا بعباءة الأمم المتحدة.
ولم يكن موقف ولد الشيخ حيال الانتهاكات السعودية التي ا طاحت بسمعة الامم المتحدة كليا هي الوحيدة فخلال الاسابيع الماضية بدا ولد الشيخ متصدرا مواقف النظام السعودي بالنيابة ومتبنيا رؤاه العدوانية كمنطلقات في مفاوضات لم يتوفر لها الحد الأدنى من شروط الحياة بعدما اجهضها انحياز وصمت المبعوث الأممي الذي أعلن في غير مرة أنها ستعقد بعد اسبوع من وقف شامل لإطلاق النار برا وبحرا جوا.
وفي آخر تصريحاته النارية تصدر المبعوث الأممي قائمة اخفاقات كبيرة في ملف الحل السياسي للأزمة اليمنية بتوقيع تعهدات يمنية بوقف النار بقى فيها النظام السعودي المتورط والضالع بصورة مباشرة في العدوان على اليمني وتمويل حروب المرتزقة في الداخل بعيدا كليا قبل أن ينضح برؤية خالفت التوقعات متحدثا عن مشاركة النظام السعودي في اتفاق وقف النار كمراقب.
وتذهب كثير من التقديرات إلى القول إن الإدارة السلبية للمبعوث الأممي لملف التسوية السياسية في اليمن ساهمت بشكل كبير في اطالة أمد العدوان على اليمن، بعدما صير ولد الشيخ الدور الأممي في ملف الأزمة اليمنية حصان طروادة للعدوان الغاشم.
خلافا لسلفه جمال بن عمر وخلال جلسات عدة عقدها مجلس الأمن بشأن المين لم يقدم ولد الشيخ أي جملة تستحق معها احترام الشعب الميني لتحركاته ونشاطاته التي بدت في الآونة الاخيرة مداميك يستند عليها العدوان السعودي بل ووقودا لاستمراره في اشعال الحرائق والتي لم تعد تخفي مشاريع السعودية في تحويل اليمن إلى دويلات صغيرة لتنظيمي “القاعدة ” و” داعش” الارهابين.
ولم تفض أعمال نحو ثلاثة اسابيع من التحضيرات للخطة العرجاء التي تبناها ولد الشيخ لوقف النار واطلاق مفاوضات التسوية في الكويت، سوى تعهدات مكتوبة من الجانب اليمني في الداخل، عجزت فيها ديبلوماسية ولد الشيخ عن انتزاع اقرارات سعودية معمدة وموقعة بوقف عدوانها الهمجي على اليمن.
ورغم ان الثمانية الأيام الماضية من دخول اعلان وقف النار حيز التنفيذ كانت حافلة بالانتهاكات السعودية وتكللت بمجازر وحشية بحق المدنيين الأبرياء وعمليات اغتيال خارجة عن القانون تصدرها الطيران الحربي السعودي مستهدفا المنازل بشكل مباشر، لم يصدر ولد الشيخ أي تصريح أو بيان أدانة أو حتى تعبير عن شعوره بالاحباط تجاه سلوكيات العدوان الهمجي، فيما اكتفى بمتابعة تسريبات مطابخ سعودية اساءت كثيرا للمنظمة الدولية وحياديتها، فيما بدا انها قطيعة كاملة بين ممثل الأمم المتحدة ولد الشيخ والحقيقة.
وحتى المجازر الوحشية التي تخللت انتهاكات العدوان السعودي لوقف النار خلال الأيام الماضية بقت بعيدة تماما عن تصريحات ديبلوماسية الاختباء التي انتهجها المبعوث الأممي، اللاهث وراء انتصارات ديبلوماسية ترفع مكانته في المنظمة الأممية.
وغير المتوقع أن يأتي موعد انعقاد جلسة مجلس الأمن بشأن اليمن ولدى ولد الشيخ ما يقدمه فديبلوماسية الشيكات تفعل فعلها مع الرجل المنهمك في البحث عن ذرائع تعيد للنظام السعودي انسانيته واخلاقياته المفقودة.
ونستطيع الآن فقط ان نقول بثقة إن ديبلوماسية ولد الشيخ هي السبب الأول والثاني والثالث والعاشر في تعقيد المشكلة اليمنية وبلوغها منعطفات اكثر تعقيدا، وهي السبب كذلك في إطالة امد الصراع والسبب بتمادي العدوان السعودي باقتراف المزيد من المجازر بحق المدنيين وستكون ايضا سببا وجيها في انصراف اليمنيين عن طريق الحل السياسي السلمي إلى آخر يستطيع يبدوا خيارا مثاليا للتعامل مع عصابة بحجم وهمجية آل سعود.