اليمن .. من حرب المواجهة إلى الحرب الناعمة .
إب نيوز ٢٧ ديسمبر
مصطفى حسان
من خلال متابعة التبدلات والمستجدات الجديدة في الأحداث توحي بالإنتقال من حرب المواجهة الى الحرب الناعمة والباردة
الإنتقال من حرب المواجهة الى الحرب الناعمة والباردة أحد التحولات الإستراتيجية التي طرأت مؤخراً على السياسة الأمريكية والغربية بعد فشلهم في حرب المواجهة على محور المقاومة وخصوصاً الحرب المباشرة التي تبنتها السعودية والإمارات على اليمن التي أثقلتهم تكاليفها الباهضة وطول فترتها التي تجاوزت حسابات خبرائها وأبحاثها دون تحقيق أي جدوى .
ولم يقتصر الأمر على تلك التكاليف الباهضة ولكن تبعتها هزائم عسكرية على أرض المعركة وعلى التوالي تبعتها فشل لكل مخططاتهم البديلة التي وضعوها لتخفيف وطئة الهزائم العسكرية لحلفائهم في العراق واليمن وسوريا إبتداءً من الإنسحاب الأمريكي من الإتفاق النووي وفرض حزم من العقوبات الإقتصادية سببت إهتزاز وقصور في ملئ الفراغ في سوق النفط التي كانت تغطية المنتجات الإيرانية في السوق العالمية على الرغم من المساعي الأمريكية الحثيثة وزيارة الكثير من الدول لإقناع أنظمتها بالتعاون لتضييق الخناق على إيران من أجل إنجاح العقوبات الإقتصادية لإضعاف النظام الإسلامي وخلخلتة من الداخل ولكن دون جدوى لأن إيران أستطاعت أن تثبت وجودها كلاعب دولي سياسياً وإقتصادياً وعسكرياً وتصنيعا وأظهرت قدرات متفوقة في المناورات السياسية وقدرتها على تجاوز الأزمات وتكيفها مع كل المؤامرات وهذا ما دفع السيناتور الأمريكي في الحزب الجمهوري / راند بول الى القول إن إيران لاعب دولي وروسيا كذالك والوضع الطبيعي أن يتم التفاوض معهم كقوى واقعية يصعب إنكارها وتجنب التصادم معها التي قد تؤدي الى حرب إقليمية واسعة لأن الأمريكيون سئموا وضاقوا ذرعاً من البقاء في حالة حروب دائمة وإلى الأبد دون نهاية محدده ولهذا السبب قال أن نسبة 60 الى 70 % من الأمريكيين يؤيدون إنسحاب القوات الأمريكية من إفغانستان وسوريا والتفرغ لمعالجة الأوضاع الإقتصادية الداخلية والبطالة حتى وإن كان ثمن ذالك الإعتراف بإنتصار الرئيس السوري / بشار الأسد وحلفائة .
لذالك هناك مستجدات أحدثت تعديلات في صياغة العلاقات الدبلماسية العربية الخليجية والإعتدال في آلاتهم الإعلامية والخطاب المساند لإثارة الفوضى والصراعات التي أنعكست سلبياتها أيضاً على إقتصادها وإستقرارها وعلى حلفائها من الطوائف الدينية بكافة مسمياتها ومانتج داخلها من تصدعات المنعكسة من تصدع علاقات تلك الدول فيما بينها والمشاركة في تحويل الربيع العربي الى أزمة عربية مشؤمة أكلة الأخضر واليابسً كما أن إعلان إنسحاب القوات الأمريكية المفاجئ من سوريا أحدث فراغ وانفراط أكثر للعقد الذي كان يجمعهم حول هدف واحد وهوا القضاء على نظام الأسد وتقسيم سوريا .
ومن غير المستبعد أنه كانت هناك مفاوضات تجري من وراء الكواليس بين أمريكا والأسد من قبل الإعلان عن الإنسحاب وما يؤكد ذالك هوا المباحاثات التي تجري بالسر بين الكرد ودمشق برعاية روسية إيرانية للتفاوض حول ملئ الفراغ الذي سيخلفه الإنسحاب الأمريكي من سوريا ومناقشة العملية والهجمات المحتملة التي قد تشنها تركيا على مناطق شرق الفرات .
فتلك التبدلات الدبلماسية لا تعني الإنتهاء الكلي للحرب فسيتخللها سينياريوهات تفكيك وتمزيق كحرب ناعمة وباردة وكبديل لحرب المواجهة فيجب الإحتياط والحذر عند التعامل مع هذة المستجدات والطفرات الدبلماسية الجديدة وليكن القرآن الكريم حاضراً في كل المفاوضات