الضرورة الحياتية والإنسانية لتنظيم السوق التجارية في بلادنا في إطار من القيم الإخلاقية الإنسانية والدينية العملية .
إب نيوز ٣١ ديسمبر
عبد الملك سفيان
مع التطور الحضاري المادي الصناعي الاقتصادي الانتاجي العالمي للمتطلبات والاحتياجات الماديه الضروريه والترفيهيه والكماليه للحياه الاجتماعيه لبني الانسان، ظهرت السلع الاقتصاديه التجاريه الاستهلاكيه المتنوعه بوفره عاليه ورافق انتاجها ظهور ووجود الاسواق التجاريه المنتشره للبيع والشراء عمت مختلف بلدان العالم والمدن والارياف فيها، كما زادت وتنوعت متطلبات واحتاجات الحياه اليوميه للناس والتي تأثرة بقيم واوضاع الاسواق التجاريه، حتى ان القيم الاجتماعيه للمجتمعات الانسانيه قد اخذت طابع ومنحى قيم السوق التجاريه السائده في عملية البيع والشراء التجاريه.
ومنذ زمن بعيد انفتحت بلادنا كسوق تجاريه للبيع والشراء لكل المنتوجات الاقتصاديه التجاريه، وفي بدايتها للدخول الى المرحله والاوضاع البرجوازيه التجاريه، وذلك دون ماضوابط اخلاقيه عمليه انسانيه ودينيه تنظم حركة السوق التجاريه في الاستيراد والبيع والشراء للسلع التجاريه والعقارات، بحيث تيسر لافراد اﻻشعب اليمني بأعتبارهم مشتريين مستهلكين، حياه كريمه ودون عوز ا و حاجه وتضمن للافراد والمجتمع الحفاظ على قيمهم واعرافهم الاخلاقيه الانسانيه والدينيه، من المسخ الذي تسببه القيم والسلوكيات المنحرفه للسوق التجاريه التي يمارسها التجارالطفيلين في السوق والمتمثله بالجشع والاستغلاليه والشره والنهم والغش والخداع والاحتيال والكذب واللصوصيه والانانيه وعدم الاكتراث بالجوانب الانسانيه وحب المال وجني الارباح الطائله بالطرق الغير مشروعه وعبادة المال واعتباره القيمه العلياء في الحياه.
وهذا الانفتاح الاقتصادي التجاري الواسع لبلادنا بدون ضوابط وقيود اخلاقيه يعتبر من مساوئ النظام السياسي السابق وحينها اصبح اولئك الممسكين بالسلطه والحكم واصحاب الوجاهه والهيمنه والنفوذ في الدوله والمجتمع في النظام السياسي السابق هم الذين سيطروا وحكموا السوق التجاريه في الاستيراد والبيع والشراء، وفتحوا المجال واسعا لغيرهم لكل من يأنس في نفسه التجرد من القيم الاخلاقيه للدخول في اعمال المضاربه في السوق التجاريه لجني الاموال والارباح الطائله بالطرق اللامشروعه.ومنذذلك التأريخ والى اليوم انتشرت خلالها القيم النفعيه اللانسانيه للسوق التجاريه والتي لاتعطي للانسان قيمه الابقدر مردوده النفعي المادي والمالي في الربح فقيمته تتساوى وقيمة الاشياء الماديه.ومن السيطره والتحكم بادارة الاسواق التجاريه والسلعيه والعقاريه بالطرق اللامشروعه لمصلحتهم وجني الارباح التجاريه الماليه الطائله وتراكم الثروات من بيع الصفقات التجاريه السلعيه والعقاريه والماليه غالية الاسعار والاثمان على حساب افقارالشعب وسرقة امواله ونهب ثرواته وخيراته باساليب اللصوصيه والاستغلال وممارسة الفساد الوظيفي للمسؤلين التجار والتجار المسؤلين وتلقي الرشوات، تكونت طبقه اجتماعيه لصوصيه عصاباتيه متخمه بالغنى والثراء المالي والعقاري الفاحش ومعتليه قمة الهرم الاجتماعي في الدوله والمجتمع، وكل هذه النقله المرتفعه في الاوضاع الجتماعيه لهم لاعن جداره ولاعن استحقاق انجاز مهني واخلاقي بل جاء عن ظلم وباطل واستغلال ولصوصيه وسلب ونهب واغتصاب.وبالمقابل صارت جموع الشعب في المجتمع اليمني نحوالافقار والفقر والعوز والبؤس والشقاء والمعاناه المعيشيه والنفسيه والروحيه في مقابل تضخم تلك القله القليله من افراد المجتمع والتي لاتمثل فيه الا بنسبة اقل من واحد با لمائه والمستأثره باموال وخيرات الشعب والوطن وتعيش حياة الترف والبذخ بدون حساب.وهذه الكارثه على الشعب اليمني لم تقف عند هذا الحد بل تعدته الى ماهو اسوء من حياة الفقر الا وهو فقدان القيم الاخلاقيه الانسانيه والدينيه امام غول قيم التاجر الجشع والسوق التجاريه الاستغلاليه لما فيها من عبادة المال واللصوصيه والاحتيال والغش والخداع والكذب…الخ واخذت مكان الصداره في سلم القيم الخلاقيه الواقعيه في المجتمع، واصبحت قيمة الانسان العلياء الذي كرمه الله سبحانه بها قيمه ذات بعد مادي مالي بمقدار مايمتلكه من مال وعقار.
ثم مر الزمن على هذا الحال ثم جائت الحرب العدوانيه العسكريه والاقتصاديه والماليه الظالمه الغاشمه الجائره على اليمن والشعب اليمني، ببعدها الاستعماري الاقتصادي والتجاري الذي شنه تحالف دول العدوان الامبريالي الراسمالي الصهيوني الوهابي الامريكي الاسرائلي البريطاني السعودي الاماراتي وتوابعهم ومرتزقتهم والمستمر منذ اربع سنوات ولازال، وماسببه من تدمير الممتلكات والبنيه الافتصاديه الحياتيه العامه والخاصه للشعب اليمني واستمرارفرض الحصار الاقتصادي والمالي المميت وقطع رواتب الموظفين ونهب ثروات وايرادات البلاد، مرافق له استمرار غلا الاسعار لمتطلبات واحتياجات الحياه للشعب اليمني، وجشع ووحشيه التجار واستغلالهم وسعيهم الحثيث الدنيئ لجنب الارباح الطائله اللامشروعه ممااضعف قدرة الشعب اليمني على شراء وتأمين متطلبات حياته في ادنى مستوياتها مما اوصل حياتهم المتدهوره الى درجة الفقر المدقع والى حافة المجاعه المميته التي يرافقها حالة تضائل الذات الانسانيه والاغتراب النفسي والروحي عن الوجود الاجتماعي والحياه الانسانيه الكريمه.
وكأن التجار من فرط انانيتهم وحرصهم على مصالحهم النفعيه التجاريه والماليه لايمتلكون الولا ء لله والوطن والشعب بل هم بسلوكهم هذا متحالفين مع دول العدوان الصهيوني الوهابي ضد ا لشعب اليمني، ولايعنيهم لامصالح وطن ولا حياة شعب فالذي يعنيهم في الاول والاخير هوالحصول على المال الوفير وجني الارباح التجاريه الماليه الطائله والوصول الى حالات الغنى والثرى فوق الفاحش..
وهنا نطرح سؤاﻻ متى سيؤن الاوان لمسؤلي الدوله ووجها المجتمع الاخيار في ظل ثورة ال21سبتمبر المباركه القيام بتنظيم السوق التحاريه ؟ من اجل مصلحة حياة جموع الشعب اليمني الذي يتلضى بنار الحرب العدوانيه العسكريه والاقتصاديه والماليه لتحالف الاستعمار الصهيوني الوهابي ونار جشع واشتغلال وفساد التجار الذين اوصلوا حياة الشعب اليمني الى حالة الفقر والمجاعه، والقيام بوضع حد عملي لعبث التجار المسؤلين والمسؤلين التجار عديمين المشاعر والاحاسيس الانسانيه بحياة الشعب اليمني وكرامة حياته..
كما وللعلم والاحاطه والتذكير ان اولئك كبار الخونه والعملاء والمرتزقه لتحالف العدوان الصهيوني الوهابي هم من كبار التجار الفاسدين اللصوص المستغلين للشعب الذين اثروا ثراء فاحش من سرقة اموال الشعب ونهب ثرواته وخيراته والتي تقدر ثرواتهم بمئات المليارات عندما كانوا في السلطه وخارجها في موقع الخيانه والعماله والارتزاق .