عبدالباري عطوان: هل سيتدخل بوتين في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة لإسقاط نتنياهو مثلما أسقط هيلاري كلينتون؟
إب نيوز 9 يناير
هل سيتدخل بوتين في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة لإسقاط نتنياهو مثلما أسقط هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الامريكية الأخيرة؟ ولماذا لا نستبعد ذلك انتقاما من الاستفزازات الإسرائيلية لروسيا في سورية؟ ما هي ادواته الحقيقية؟
لا نجادل مطلقا بوجود ازمة في العلاقات الروسية الإسرائيلية في الوقت الراهن على ارضية الاستفزازات التي أقدمت عليها حكومة الليكود بزعامة بنيامين نتنياهو لـ”الصديق” الروسي القديم عندما أرسلت طائراتها الحربية لقصف اهداف سورية قرب قاعدة حميميم الجوية، والتسبب عمدا في اسقاط طائرة تجسس روسية ومقتل اكثر من 11 خبيرا كانوا على ظهرها، ولكننا لم نعتقد ان يتطور الخلاف بين الطرفين الى درجة التطاول الإسرائيلي على روسيا من خلال اتهامها علنا بالتدخل في الانتخابات الإسرائيلية التشريعية المقبلة في نيسان (ابريل) المقبل، اللهم الا اذا كانت هناك نوايا روسية حقيقية لإسقاط بنيامين نتنياهو وحكومته كأحد الردود الانتقامية على الاستفزازات المذكورة، وروسيا تملك أوراقا عديدة و”مشروعة” في هذا الصدد.
القصة بدأت عندما تعمد ناداف ارجامان، رئيس جهاز الامن الداخلي (شين بيت) على اتهام قوى اجنبية بالتخطيط لاختراق عملية التصويت في الانتخابات التشريعية المقبلة، في اشارة مباشرة الى روسيا، الامر الذي دفع جهاز الرقابة الإسرائيلية الى حذف الاسم، ولكن أجهزة اعلام إسرائيلية اكدت انها هي المقصودة.
ما يؤكد هذا الاتهام لروسيا ان إسرائيل كاتس، وزير المخابرات الإسرائيلي، قال في تصريح علني ان روسيا قد تحاول ان تكرر في إسرائيل حملة يقال انها نظمتها للتأثير في انتخابات الرئاسة الامريكية الأخيرة من خلال التسلل الى حسابات الكترونية لمساعدة المرشح دونالد ترامب للفوز بها.
ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، سارع بالرد على هذه الاتهامات بالقول ان روسيا لم ولن تتدخل في أي انتخابات في أي دولة في العالم، وهذا النفي السريع يؤكد تعامل القيادة الروسية مع هذه الاتهامات بجدية، ولكنه في الوقت نفسه يوحي بأن روسيا الدولة العظمى من غير المستبعد ان تسعى من هذا التدخل الى خدمة مصالحها أولا، وانها تملك قدرات الكترونية متقدمة جدا تؤهلها للقيام بهذا التدخل اذا ارادت.
من يعرفون الرئيس بوتين عن قرب يقولون انه رجل يملك قدرة عالية على كظم الغيظ، ولكنه لا ينسى الاهانات، ويسعى للانتقام بطريقته، وفي الوقت المناسب، اذا لم يتراجع الطرف المستفز عن اخطائه بطرق عملية.
نتنياهو اهان بوتين عندما تحداه بارسال طائراته لقصف مواقع قريبة جدا من قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية، وهدد اكثر من مرة بالمضي قدما في شن هذه الغارات رغم غضب القيادة الروسية من جراء تهديد مصالحها وارواح جنودها في سورية للخطر.
صحيح ان الرد الروسي على هذه الإهانة جاء سريعا من خلال رفض الرئيس بوتين لقاء نتنياهو في موسكو رغم استجداءات الأخير، وتزويد الجيش العربي السوري ودفاعاته الجوية بصواريخ “اس 300” المتقدمة، ولكن الصحيح أيضا ان احتمالات العمل على اطاحة نتنياهو وحكومته من خلال التدخل في الانتخابات المقبلة امر وارد.
روسيا تملك أسلحة عديدة في اسرائيل لا تقتصر فقط على التدخل الالكتروني اذا ما ارادت التحكم في نتائج الانتخابات المقبلة للكنيست، ونحن نتحدث هنا من مليون مهاجر روسي يحملون الجنسية الإسرائيلية، اكثر من نصفهم من غير اليهود، او ان هناك شكوى في صحة يهوديتهم، حسب قواعد حاخامات إسرائيل.
تأثير روسيا على هؤلاء، وكيفية تصويتهم، ولمن يعطوا أصواتهم امر شبه مؤكد، وربما هذا ما يفسر تسريبات رئيس جهاز الامن الداخلي الإسرائيلي المقرب من نتنياهو وحكومته، حول احتمالات هذا التدخل مبكرا.
السؤال: هل سيسقط بوتين نتنياهو في الانتخابات المقبلة مثلما أسقط هيلاري كلينتون التي كان فوزها مؤكدا بنسبة 90 بالمئة في الانتخابات الرئاسية الامريكية الأخيرة؟