عبدالباري عطوان : مفاجأة حركة “انصار الله” الحوثية تعيد الحرب اليمنية الى المربع الأول.. كيف نجحت طائرتها “المسيرة” في اختراق رادارات التحالف السعودي وضرب قاعدة العند(التفاصيل)
إب نيوز ١٠ يناير
عبدالباري عطوان :
مفاجأة حركة “انصار الله” الحوثية تعيد الحرب اليمنية الى المربع الأول.. كيف نجحت طائرتها “المسيرة” في اختراق رادارات التحالف السعودي وضرب قاعدة العند الأكثر تحصينا في اليمن؟ وهل يعني هذا الهجوم انهيار اتفاق السويد؟ وما هي المفاجأة القادمة مع قرب دخول الحرب عامها الخامس؟
حققت حركة “انصار الله” الحوثية اليمنية اختراقا عسكريا ومعنويا كبيرا اليوم الخميس عندما شنت هجوما مفاجئا بطائرة بدون طيار على عرض عسكري اقيم في قاعدة العند العسكرية، مما أدى الى مقتل اكثر من ستة من كبار القادة العسكريين والمحليين الذين كانوا يجلسون في المنصة الرئيسية، وكان من بين القتلى الجنرال صالح الزنداني، نائب رئيس هيئة الأركان في الجيش اليمني الرسمي، ومحافظ لحج احمد التركي، والعميد في الاستخبارات صالح طماح، والعميد فاضل حسن قائد المنطقة العسكرية الرابعة.
هذا الهجوم غير المسبوق يشكل نكسة بالنسبة الى التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية في حرب اليمن، لان هذه الطائرة المسيرة وصلت الى هدفها بدقة متناهية، وانفجرت فوق منصة العرض العسكري الرئيسية قي قاعدة جوية تعتبر الأهم في اليمن لما تتمتع به من تحصينات عالية، وكانت تعتبر اهم قاعدة روسية في الشرق الأوسط.
ان تخترق هذه الطائرة المسيرة رادارات التحالف العربي في منطقة تخضع بالكامل لقواته وحلفائه في الجنوب اليمني، وتصل الى هدفها بكل سهولة، ودون ان يتم رصدها او اعتراضها، فهذا امر يؤكد حالة ضعف وقصور في استعدادات هذا التحالف الذي ينفق اكثر من 9 مليار دولار شهريا في حرب اليمن، ويشتري صفقات أسلحة بعشرات المليارات من الدولارات أولا، مثلما يكشف في الوقت نفسه عن مدى تقدم حركة “انصار الله” عسكريا في هذا الميدان مع اقتراب الحرب اليمنية من اكمال عامها الرابع، ثانيا.
واللافت ان هذا الهجوم يأتي بعد اسابيع من توقيع اتفاق السويد الذي رعته الأمم المتحدة، وأثار حالة من التفاؤل حول إمكانيات وقف الحرب سلميا، ولكن لم يتم تنفيذ أي من بنوده، باستثناء وقف إطلاق النار في جبهة الحديدة، وهو وقف هش بالنظر الى اتهامات التحالف للحوثيين بعدم سحب قواتهم من المدينة.
ردة فعل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي اليوم التي تمثلت بالدعوة الى تفعيل جبهات القتال ضد الحوثيين في مختلف مناطق التماس، توحي بحالة الغضب والصدمة معا بسبب هذا الهجوم المفاجئ والمكلف سياسيا وعسكريا، ومن غير المستبعد ان تعود المواجهات الى المربع الأول، وانهيار وقف إطلاق النار، وتفاهمات مؤتمر السويد.
الحوثيون فاجأوا اصدقاءهم قبل خصومهم عندما أطلقوا صواريخ باليستية وصلت الى أهدافها في الرياض وجدة والطائف وجيزان، وها هم يفاجئونهم مرة أخرى بإطلاق هذه الطائرة المسيرة التي يتحكمون بها بدقة متناهية، وتملك ميزات كبيرة من بينها اختراق أحدث الرادارات الامريكية والغربية الصنع.
السؤال المطروح بقوة هو عن نوعية المفاجأة القادمة التي يمكن ان يتم كشف النقاب عنها في شهر آذار (مارس) المقبل في الذكرى الرابعة للحرب اليمنية، وبداية دخولها العام الخامس؟
لا نملك إجابة على هذا السؤال، ولكن ما يمكن التكهن به ان حركة “انصارالله” ما زال في جعبتها الكثير من المفاجآت العسكرية والسياسية.. والله اعلم.
“راي اليوم”