أجــســادٌ فــي حــفــظِ خَــالــِقــهــا !
إب نيوز ١١ يناير
بـقـلـم/ إقـبـال جـمـال صـوفـان
عبدالله أحمد محمد صلاح أحد مجاهدي الجيش واللجان الشعبية من مديرية سنحان منطقة بني مسعود الذي إنطلق للجهادِ في سبيلِ الله منذ بدء العدوان على بلدهِ ورابط في موقعهِ العسكري في جبهةِ صرواح بمأربِ حتى نالَ ماذهب لأجله مودِّعآ دنياهُ بالرحيل إلى ربهِ حاملآ لروحهِ بعيدآ نحو السماء ، وصل خبر إستشهادهِ إلى أهلهِ وذويه فتمت عليهِ صلاة الغائب حيث لم يستطع رفاقه الوصول إلى جثتهِ لأسباب عِدة منها سيطرة المنافقين على تلك المنطقة التي تواجد فيها عبدالله وبعد مرور عامين على إستشهادهِ سيطرت قوات الجيش واللجان على تلك المنطقة التي أُستشهِد فيها عبدالله فوصلوا إليه وهو جسد دون روح ولكن المعجزة كانت أن جسد عبدالله لم يمسسهُ سوء منذ إستشهادهِ وحتى تاريخ إيجاده بل كان محفوظآ ومحاطآ بألطافِ الإلٰه نعم كان شاحب الملامح وقد توسّد الأحجار وأفترش الأرض وألتحف السماء لكن لم تُحركه الرياح ولم تُغرقه الأمطار ولم تأكله الحيوانات ولم تَلتقطه النسور مما يدل على قوةِ الإرتباط الإيماني الوثيق بين عبدالله وربه وعظيم حب الله له حيث يقول الله سبحانه وتعالى :
(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
[سورة يونس 62]
وقال تعالى :
(يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَىٰ نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)
[سورة الحديد 12]
جميعنا يعلم أن النفسَ لا تباع مرتين فهنيئآ ثم هنيئآ لمن باعوا أنفسهم لله حتى يكونوا ممن قال الله فيهم:
(فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
[سورة آل عمران 170]
تم تشييع الشهيد تشييعآ رسميٌ وشعبيٌ مهيب وذلك صباح يوم الأحد الموافق (6/1/2019 )بحضورِ رئيس رابطة علماء اليمن السيد العلامة /شمس الدين شرف الدين، وأيضآ حضور رئيس اللجنة الثورية العليا الأستاذ / محمد علي الحوثي وعبّر كلٌ منهما عن عظمةِ ذلك الشهيد البطل الذي قال عنه السيد العلامة /شمس الدين :
” أنهُ ولي من أولياء الله ”
إن رؤية مشهد كمشهد عبدالله وهو جثة هامدة لكنها سليمة تمامآ، يتضح لنا كيف أن آيات الله تتجسد في أرضهِ؟! وهنا نستذكر قوله تعالى :
(سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ ٌ)
[سورة فصلت 53]
وقد عَلِمنا يقينآ أنّــا ماضون في طريق واحد لا سواه هو طريق الحق الذي لا طريق ولا سبيل غيره سوى سبل التياهة و الضياع ، كما أن بقاء جثة هذا الشهيد إلى يومنا هذا يدل على الكثير من الآيات والدروس والعبر التي يجب علينا الإتعاض والتذكير بها والرجوع إلى أنفسنا قليلآ أين نحن ؟! من هؤلا العظماء ، الصادقون، المخلصون مع الله، ومع أنفسهم فسلام الله على أرواحآ طاهرةً أبت الموت إلا شرفآ.