قراءة في الأحداث الأخيرة: هل تسمح محور المقاومة بخطة أمريكية التقسمية الجديدة للمنطقة؟
إب نيوز ١٣ يناير
بتول عرندس
سوريا أستعادت بسط سيطرتها على كامل أراضيها وتحديدًا استعادت جنوب سوريا من الجماعات المسلحة الإرهابية، المدعومة صهيونيا، وذلك تم بفضل مساعدة حزب الله وايران. فالمعادلة الجديدة التي فرضها محور المقاومة افشلت مشروع التقسيمي وأربكت المحور الصهيوأمريكي، من هنا بات الحرص واجبًا ﻷن القادم يبدو أخطر وأدق.
حاليًا، زيارة بومبيو وبولتن الى المنطقة لا توضع الى في اطار المحاولة الأمريكية للتصدي لقوة ايران ومحور المقاومة المتنامية. تظن أمريكيا بأن ستقلب الطاولة وتصدع العلاقات الراسخة الثابتة بين النظام السوري وايران، وهذا ليس سوى اضعاث احلام ترامبية، تجهل السياسة ولا تعي الا منطق المال والبيع والشراء والصفقات. فلو كان ترامب حكيمًا لتعلم الدرس من أسلافه ولاعتبر وانشغل بشؤون بلاده الداخلية وفضائح الفساد والرشوة التي تلاحقه. ترامب ينظر الى الامور من زواية الربح والخسائر، خسر 70 مليار دولار في سوريا دون مقابل. وعلى ما يبدو بأنهرسيرسل قواته من سوريا الى منطقة عين الاسد في الرمادي والعراق، اي أن هذا الانسحاب وهمي.
لطالما روّجت واشنطن لتقسيم سوريا للمنطقة وجولة بولتن بين تل أبيب وأنقرة لا توضع الا في هذا السياق. لكن كما ذكرنا سابقًا هذا مستحيل، ﻷن سوريا بجيشها وسعبها ونظامها مصممة حتى تحرير اخر شبر من الأراضي السورية. لا بد من التوضيح بأن العلاقة الأمريكية الصهيونية هي علاقة مقايضة، فنتانيهو في وضع صعب ومرتبك داخليًا وحبل مشنقة الفساد تكاد تخنقه.
زيارك بولتن الى الأراضي المحتلة، أرد من خلالها ان يطمئن نتانيهو بأن واشنطن لم تتخلَ عنه بانسحابها من سوريا، كما ويحاول بولتن اصلاح العلاقة بين تركيا وتل ابيب. فقد شعر الصهيوني بأن ترامب بانسحابه من شمال سوريا، ان تحقق فعلًا، سيسلم المنطقة للروس خاصة بأن سوريا تستعيد دورها الريادي وعافيتها بعد الهرولة العربية لاصلاح العلاقات الدبلوماسية معها، وبالتالي كذلك ستقوى ايران ومحور النقاومة في المنطقة. ومما لا شك فيه بأن القوة البلاستية والبحرية الصاعدة في المنطقة لمحور المقاومة ترعب نتاتياهو.
زيارة بومبربو وتهديده لحزب الله وزيارة مستشار الأمن القومي لن تفلح في تثبيت سيادة الاحتلال الصهيوني للجولان. وهذا الزيارة من المتوقع أن تشكل تحالف قوي ضد المقاومة.
جولة بومبايو تمهيد الى عقد قمة في بناير الحالي من اجل تحشيد جبهة ضد ايران. يريد التصعيد مع ايران كي يؤجل محاولة الاطاحة به. امريكيا هزمت في سوريا والعراق.