كاتب باكستاني : اليمن .. أرض المعجزات !!
إب نيوز ١٦ يناير
هناك صراع مستمر بين الحق والباطل، منذ خلق البشر على الكرة الأرضية.
فالحق يسعى دائما لتوجيه البشرية إلى خالق الكون، وتطبيق العدالة الاجتماعية، وتقسيم ثروات وخيرات الأرض وفق معايير وأسس دقيقة، من شأنها توفير الحياة الكريمة للإنسان،
بينما الباطل يحاول جاهدا تحريف المسار وإضلال البشر والاستعلاء والتعدي على حقوق البشر، بكل ما أوتي له من قوة، والظلم من أهم أدواتهم ووسائلهم.
ومن الملفت للنظر أن الاستفادة من الوسائل المادية في أي صراع أو حرب من أهم الأمور التي يلعب دورا حاسما في الانتصار أو الهزيمة،
لكن ما يميز الإنسان المؤمن عن الإنسان الذي لا يؤمن بالغيب، أن المؤمن يتمتع بيقين كامل بأن النصر لا يكون إلا من عند الله تعالى، وأن الوسائل المادية من العتاد العسكري والقوة البشرية له دور ثانوي في حسم المعركة،
أما الإنسان المادي، فيعتمد كل الاعتماد على الوسائل المادية، ويظن أن حسم المعركة يتوقف على التفوق العسكري والقوة، يقول المفكر الإسلامي العالمي الشهير العلامة محمد إقبال رحمه الله:
” إن اعتماد إبليس يبقى دائما على الأسلحة الأوروبية، بينما الحق يثق كل الوثوق على ثبات المؤمن واستقامته وتوكله على الله.”
ومن هنا تلاحظ أن كل حسابات الاستكبار العالمي والصهاينة كانت خاطئة في معاركهم مع جبهة الحق ومحور المقاومة،
فخسروا كل رهاناتهم وانهزموا في كل الساحات، ومرغت أنوفهم في كل الميادين؛ لأنهم راهنوا على الوسائل المادية وبنوا حساباتهم على التوفق العسكري، وظنوا أن أحدث الأسلحة والعتاد المتطور يضمن لهم حسم المعركة أيا كانت الظروف والتحديات،
لكنهم نسوا وجهلوا أن خالق الكون وعد عباده الصالحين المقاومين الشرفاء بأنه:ِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِين.
وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ.
إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ ۚ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ.
لاحظ خاتمة الآية المباركة: (الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ.)
فهذه المعادلة لم يفقهها الكفار، ولن يفقهوها، فخسروا وسيخسرون بإذن الله الجبار مدرك الهاربين ومبيد الظالمين.
ولا يخفى أن هذه المعادلة معادلة الانتصار جسدها اليمانيون، وقدموا أروع مشاهد الاعتماد والثقة والتوكل على الله تعالى،
فجمع الاستكبار كل طاقاتهم وحشد لهم كل أنواع الإرهاب، وخططوا لهم، وظنوا أنهم سيكسرون إرادة اليمانين، لكن أبناء اليمن الشرفاء الأحرار أباة الضيم، أغرقوا كل أحلامهم في شواطئ الحديدة الأبية، وخيبوا آمالهم، وأجبرهم على الهزيمة النكراء لا ينسونها ما داموا أحياء بل سيتذكرون يوم يبعثون،
فكان الشعب اليمني العربي المسلم مصداقا للآية المباركة: ‘الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
فأنتم – يا شرفاء اليمن- صانعو المعجزات. أذهلتم العالم بصبركم وثباتكم واستقامتكم وشجاعتكم،
وأثبتم أن التفوق العسكري، وحداثة السلاح، والحصار، والتزوير الإعلامي…. انهزم أمام أحقية قضيتكم، وتوكلكم على الله.
فلكم كل التحية، وكل الشكر، وكل الثناء، وأمام تضحياتكم الكبيرة ننحني، وبكم نرفع ونشمخ ونكبر،
ونخلع نعلينا على أرضكم المقدسة؛ لأنها أرض المعجزات، أرض الانتصارات، أرض أباة الضيم.
الكاتب الباكستاني ..
*محمد إشفاق