دماء زكية ومواقف تأريخية !!
إب نيوز ١٦ يناير
كتبت / إكرام المحاقري
في ذات ليلة هادئة كان الإمام علي عليه السلام يصلي في المحراب ، ومابين ركوع وسجود لله سبحانه وتعالى أنقض عليه سيفا غادرا مسموما ، وما أن سال دمه الطاهر على أرض المسجد فإذا به يقف موقف حق وهو واثق من ربه قائلا ( فزت ورب الكعبة ) هنا أمتزج الموقف العظيم بالدم الطاهر الزكي ليبدأ مشوار العزة والكرامة والتضحية والإستشهاد في تاريخ أمة وليها الإمام علي عليه السلام ، ومن هنا ومن رحم ثقافة فزت ورب الكعبة ولدت أمة عصية تقارع الظالمين وتقهر المستكبرين وتبذل الدماء من أجل نصرة المستضعفين.
وعلى مر السنين والأيام مازال الحق يواجه الباطل في صراع أزلي من يوم عصى أبليس ربه، ومنذ ان قتل قابيل هابيل، ومنذ أن قتل أنبياء الله على أيدي بني إسرائيل إلى أن بعث الله نبيه محمد صلوات الله عليه واله رحمة للعالمين.
ومن ثم أن قاتل الخوارج أهل النفاق وواهبيوا ذاك الزمان الإمام علي عليه السلام ، إلى أن تولى معاوية وأبنه اليزيد الماردين زمام أمور دولة الإسلام ليكون ضحية ذلك الحسن والحسين المظلومين سيدا شباب اهل الجنة الخالدين ، وما زال ذاك الصراع قائم وبشدة بين أهل الحق والباطل إلى أن تولى بني سعود المتصهينن أمر شعب نجد والحجاز التائهين ، ليكونوا بذلك خدام للبيت الحرام الذي جعله الله مقصدا وأمنا لعباده في العالمين.
وفي هذا الصراع الدائم هاهو التاريخ يفتح صفحات كتابه ليصدر فيها مواقف مخزية للمبطلين ومواقف سامية لمن يحملون في قلوبهم القرآن الكريم ، وهاهي الدماء الزاكية في هذا الصراع تصدر الإنتصارات لتنتصر على سيوف الجبارين.
وما موقف الإمام علي عليه السلام أنذاك إلا مدرسة تعلم منها الأحرار في العالم هو أن يكون سقوطهم رفعة للسماء وأن تكون دماءهم منتصرة للأبرياء وأن تكون كلماتهم في لحظة الإستشهاد عزة وكرامة وسموا قالها الامام علي عليه في لحظة إستشهاده ( فزت ورب الكعبة ) كما قالها قبل إستشهادة ( أفي سلامة من ديني إذا لا أبالي أوقعت على الموت أو وقع الموت عليا ) وهذه المواقف ليست وليدة يومها ولم تمت في لحضاتها بل أنها مازالت مخلدة على لسان الصادقين.
وهاهو الشهيد البطل (زيدعلي مصلح ) حفيد الإمام علي عليه السلام ووليه ، يصدر كلماته العظيمة من جبل مران من بين ظلم وجبروت النظام الطاغي أنذاك ، قائلا ( سأجعل من مترسي هذا سلم للنصر أو معراج للشهادة ) وكثير من الصادقين وعلى رأسهم ( السيد حسين بدر الدين الحوثي ) هو من جعل من كلماته وثقافته رصاصات قاتلات في قلب كل منافق ودجال ، وما موقف إستشهاده إلا هزيمة نكرا لكلاب مسعورة لهثت وعوت في وجه الحق مناصرة لصهاينة لطالما ذمهم القرآن وتوعدهم بعذاب أليم.
والكثير الكثير من مواقف الرجال الصادقين في جبهات العزة والكرامة التي وقفوها وسقطوا شهداء من أجلها ، فالبعض منهم أستشهد وهو وأقف في مترسه مايقارب الإسبوع والبعض منهم أستشهد وهو يصد زحفا شيطانيا تجمعت فيه جميع الكلاب المسعورة من أجل أحتلال االيمن الميمون ، والبعض منهم سقط شهيدا مضحيا بنفسه من أجل رفاقه ، والبعض منهم سقطوا شهداء من أجل أن يخرجوا جثة لشهيد كانت في منطقة تسيطر عليها القوى الشيطانيه.
ليرتقوا بذلك السقوط إلى الجنة شهداء طاهرين ، وليفتخر التاريخ بهم وليحتضن مواقفهم ويجلهم ويعزهم راميا بمواقف من سقطوا في صف المحتلين إلى مزبلة التاريخ حيث لا تكريم.
وهناك مواقف للشهداء الأطهار أنحنى لها التاريخ تبجيلا وتقديرا ، هي تلك التي كان فيها أحد المجاهدين الذين قد أرتقى شهيدا وهو يواجه الإبرامز بسلاح الكلاشنكوف وهو مترجل وحافي القدمين ، بينما فرت الإبرامز مولية الأدبار مذعورة ذليلة.
فهذه المواقف العظيمة هي جعلت من فخر الصناعات الأمريكية لا شيء ، وجعلت من تلك القوت الهائلة خردات تحترق بولاعات ، وتدعس بأقدام يمنية أصيلة ، وها نحن نستلهمها دورسا وعبر ونكتبها للعالم منهجا من أجل أن يكون العالم بدراسته لهذه المواقف عالم مجاهدا لا عالم منافق !!!!
وهذه المواقف هي من أحيت ورسخت للعالمين ما معنى الحضارة اليمنية التي بناها اليمنيون بدماءهم ، حضارة تاريخية أزلية ، فبدماء الشهداء تبنى الحضارات وترتفع الهامات.
#الذكرى_السنوية_للشهيد