مقام الخالدين !!
إب نيوز ١٦ يناير
كتبت /إكرام المحاقري
وما هي إلا قطعة خضراء لمع بريق نورها في السماء، وأرتوت أرضها بدماء الشهداء لتكسي بذلك حلة جمالية تباهي بجمالها الثريا، إذ تتلآلآ بجمال نجومها وبديع كواكبها، وهاهي النجوم والكواكب تسقط من السماء لتحل ضيفا كريما عزيزا في منازل الثرا.
هي معادلة ربانيه ومقامات روحانية أختص الله بها عباده الصالحين ، وما هذه الكواكب إلا الشهداء الأحياء ، وماهذه القطعة في الثرا إلا “روضة الشهداء”.
فكل من يزور روضات الشهداء ينبهر من كل مافيها من سكينة وطمأنينة وراحة وروحانية عظيمة، كيف لا!! وهي مقام الصادقين مقام صفوة الله وخيرته من عبادة الذين “صدقوا ماعاهدوا الله عليه” وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ونالوا منه الفضل العظيم.
روضات تحفها الملائكة من كل جانب فهي تحتضن في كنفها جثث طاهرة أرواحها في ضيافة الرحمن، هي لمن أنتصر الدين بهم وتفاخر الإسلام بمواقفهم، وخشع القرآن من تراتيلهم لآياته وهم يرتلونها عملا بفوهات بنادقهم مدافعون عن أرضهم وأعراضهم وقيم ومبادئ الدين القويم.
وكأن شذا عبير الجنة هو ذاك النسيم الطلق الذي يتنفسه كل من دخل روضات الشهداء، وكأن تلك السكينة هي سكينة ووقار لا تكون إلا في مقام الخالدين ، فما بين روضة للشهداء، وما بين مقبرة الأموات يوجد فرق كبير!!
فروضة الشهداء منظرها خلاب وهوائها نقي، بينما مقابر الأموات يوجد فيها خوف وفزع وشؤم وكانه الفناء إلى يوم الدين.
فكل من تفكر في تلك الروضات فهم أن مقام الشهداء هو مقام عظيم وماتلك المناظر إلا تكريم إلهي للشهداء، جزاء بما صبروا وضحوا وبذلوا في سبيل بارئ السماوات والأرض ، فأعزهم في الدنيا ولهم في الأخرة مقامٌ عظيم “في مقعد صدق عند مليك مقتدر”.
نعم أحتضنتهم الأرض عزا وفخرا وانبتت بدمائهم الطاهرة عزة وكرامة وخضرة أزينت بها أضرحتهم وشمخت بها هاماتهم وتخلد بها ذكرهم في العالمين ، فهم “رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه” ، وهم “أحياء عند ربهم يرزقون” أحياءٌ ولكن لا تشعرون”
#الذكرى_السنوية_للشهيد