كــأريــجِ الـيـاســميـن فــاحَ ذِكــرهــم !
إب نيوز ١٧ يناير
بــقــلــم / إقــبال جـمــال صــوفــان…..
إنهم أولئك الذين نحتوا عِزُّ الأمة بدمائهم الزكية ورسموا شموخ النفس بأيديهم الصلبة وخلَّدوا معاني الكرامة بمواقفهم البطولية هم أولئك الذين توِّجت بهم الإنسانية وأرتقت بوجودهم الحرية منهم إقتبس المجد معانيه وإليهم سار النور بقدميه قتالهم شابه الأساطير في خلوده وبلغ حدود الإعجاز في سرده لأنهم لم يرحلوا إلا وقد حفروا ذلك القتال على أرصفة المجدالخالدة ونسجوا أسمائهم على لوحات الغيوم الماطرة فلو لاحظنا أنه لم يمر يومآ إلا وتقاطرت علينا أسماء الشهداء شهيد تلو الآخر أسماء جُندٌ من جنودِ الله تنحني لهم قلوبنا قبل أجسادنا عقيدتهم ثابتة ورايتهم واحدة ثابتون مخلصون بأقوالهم وأفعالهم لم تؤثر فيهم الإرجافات ولا المخاوف، رأو الحسرة في أعين الأمهات
إلتمسوا المرارة في قلوب الآباء، وأستشعروا الغضب والغيظ في أنفسهم فتحركوا (يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ٌۚ)
[سورة المائدة 54]
لقد أسرّواخواطرنا بأخبارهم ، أذهلوا عقولنا بمواقفهم ، أسعدوا قلوبنا بأعمالهم
أراحوا مسامعنا بأصواتهم ، أدمعوا أعيننا بتضحياتهم ، أناروا عقولنا بفكرهم، أشغلوا مجالسنا بذكرهم، وأزاحوا خوفنا بشجاعتهم ، شهداؤنا كانوا ومازلوا وسيظلون أولئك المضحون بأنفسهم المعطون لدمائهم الباذلون لأرواحهم، القائلين لنا :
“أتمّوا مقاومتكم فنحن على سفر للقاء الله”
نعم مساحة الفقد لهم ….
شاسعة بوجودها في قلوبنا ، باسطة وشاحها على أرواحنا ، ساكنة بأمتعتها على أجسادنا، وناشرة بتفاصيلها على ملامحنا ولكن تبقى العزائم الإيمانية الفولاذية فوق كل حزن وفوق كل وجع وفوق كل فراق يخالج صدورنا مطمئنين بقوله تعالى : (وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ)
[سورة البقرة 154]
لن أستطيع إيفاء الشهداء بحروفي هذه فقد خانتني الكلمات وأنا الكاتبة لها وتاه مني التعبير وأنا المجيدة له ولكن الله قد كرمهم ورفعهم مكانآ عليآ بقوله تعالى :
(فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
[سورة آل عمران 170]