الثقافة القرآنية ..مشروع نصر وصراط مستقيم.
إب نيوز ١٨ يناير
كتبت / إكرام المحاقري
مابين ثقافة غربية أجنبية أنحرفت الأمة عن الثقافة القرأنية ، ومابين ثقافة الذلة وثقافة الإنبطاح والاستسلام ، توجد ثقافة هي ثقافة النصر والثبات ، ومابين صراط إبليس اللعين وخط أمريكا وإسرائيل المعوج الذي أوصل الأمة الإسلامية إلى الجحيم ، يوجد صراط الله المستقيم الذي لاعوج فيه ، ويوجد نهج الله القويم ، وما واقع العرب اليوم إلا نتيجة البعد عن القرآن الكريم .
وبينما حالت اليهود بين المؤمنين وبين القرآن الكريم ، أنحرفت الأمة وأصبحت لاتدرك مايوجد في القرآن الكريم من أوامر الله ونواهيه ، وتوجيهاته لعباده المؤمنين
فأين يجب أن يكون المؤمنين
وأين أصبحوا .
ولماذا قد أصبحت الأمة تحت أقدام من ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة ولعنهم وجعل منهم القردة والخنازير .
الجواب هو في القرآن الكريم ، ولا يستطيع الإجابة على ذلك إلا من يمتلك ثقافة قرآنية راقية .
القرأن الكريم هو كتاب هداية ، وكتاب فيه نبأ ماقبلنا وخبر ما بعدنا وحكم مابين العالمين ، فعندما أنحرفت الأمة عن خط القرأن الكريم ، أصبحت لا تمتلك عزة ولا كرامة ولا قولا سديدا ، وأصبحت لاتمتلك المبدأ الذي بناه وسار عليه النبي محمد صلوات الله عليه واله الطاهرين
الثقافة القرأنية لاتتجسد إلا في المؤمنين حقا ، من جندوا انفسهم جنودا لله ، ومن عرفوا الله فأتخذوه إلها ، وإتخذوا الشيطان عدوا ، وساروا في سبيل الله بكل وعي وبكل بصيرة ، نعم فهم من قال الله عنهم ( وعلى ربهم يتوكلون )
الثقافة القرآنية هي مدرسة تخرج منها الصادقون ، وتخرج منها الربانيون ، وتخرج منها الراسخون في العلم ، وتخرج منها الشهداء الخالدين ، من ذابوا وهاموا في حب الله ربهم ، غضبوا لله ، ضحوا من أجل الله ، عاشوا حياتهم إرضاء لله .
الثقافة القرآنية هي الثقافة التي تعلم المرء الثبات ، وتعلم المرء مواجهة المعتدين ، هي ثقة بالله وتوكل على الله ، وتسليم مطلق لتوجيهات الله .
فمن يحملون الثقافة القرآنية قد واجهوا كيد ومكر وغدر وخيانة الاعداء بصدور عارية ، كيف لا وهذه الثقافة هي تصديق وثقة بقوله تعالى ( قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين )
وثقة وتصديق بقوله تعالى ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رما )
وصدقوا ووثقوا بقوله تعالى ( وان يقاتلوكم يولوكم الأدبار ثم لا يُنصٓرون )
وصدقوا ووثقوا بقوله تعالى (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله اموات بل احياء عند ربهم يرزقون )
وكذلك الثقافة القرآنيه هي من علمت الأمم إن الإيمان بالله تعالى ليس قولاً بل عملاً لقوله تعالى ( الذين أمنوا وعملوا الصالحات )
وكذلك الثقافة القرآنية علمت الصادقين من عباد الله ما معنى قوله تعالى ( ولتكن منكم أمة يامرون بالمعروف وينهون على المنكر )
وعلمتهم بانه لايوجد جنة لمن يقولون بان الجنة للذين يصلون ويحفظون القرآن الكريم غيبا ولا يقيمون حقا ويزهقون باطلاً ، لقوله تعالى ( أم حسبتم ان تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين )
وكذلك الثقافة القرأنية علمت الصادقين مع ربهم بأن صراط الله المستقيم ، ليس كما يقول بعض المضلين ، بانه طريق كالشعرة يوجد يوم القيامة مابين الجنة والنار ، يمشي الناس عليه في ذلك اليوم ؟!! بل أن الصراط المستقيم هو طريق الله في الدنيا نهجه والالتزام بنهجه ، والسير ضمن توجيهاته ، صراط الله هو طريق الله في الدنيأ قبل الاخرة ، هو الأستقامة مع الله تعالى
هذا بعض من الثقافة القرأنية ، وبعض مما جسده المجاهدون الأبطال في جبهات العزة والكرامة في اليمن وفي جنوب لبنان ، وفي كل بقاع الدنيا ، من إنتصارات ودحراً للعدو بأمكانيات بسيطة لا يحسب لها العدو حساب ، لكنها بقوة الله واجهت المعتدين وقذفت في قلوب المعتدين الذل والرعب ، وولوا الادبار خوفا وهم صاغرين .
نعم هذه القوة الالهية ، وهذا فضل من الله لمن تفكر في أيات الله وفهمها وسار عليها ، وكل هذا بالنسبة لمن يحمل في قلبة ثقافة قرآنية .
أما بالنسبة لمن تنكر للقرآن ، وعبد الشيطان ، ولم يعبد الله بل عبد نفسه وهواه فاصبح يدور في فلك إبليس اللعين ، فهم اليوم معروفين ، فقد عرفوا بانفسهم بأعمالهم القبيحة ، وبجرائمهم التي قد تعدت الإجرام ، وتعدت الجريمة في قانون المجرمين
نعم فهم أولئك من أرتموا في أحضان اليهود الملعونين ، وأتخذوهم اولياء لهم من دون المؤمنين ، وجحدوا بقول الله تعالى ( ياأيها الذين أمنوا لاتتخذوا اليهود والنصارى اولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لايهدي القوم الظالمين )
جحدوا بهذه الآية وتنكروا لها وخرجوا عنها فاصبحوا يهوداً ومنافقين ماردين ، وكذلك أصبحوا كما قال الله عنهم قوم ظالمين .
ظلموا انفسهم فلم يعد لهم في هذه الدنيأ غير الخزي والهوان (قاتلهم الله انى يؤفكون )
لا يمتلكون نصرا ، ولا يمتلكون كرامة ، ولا يمتلكون مبدأ يعيشون في هذه الحياة الدنيا عالةً ( نسوا الله فأنساهم أنفسهم )
ختاماً
القرآن الكريم هو مشروع نصر ومشروع عزة ونهج تعلمنا منه كيف نتاجر مع الله تجارة رابحة ، نكسب بها في الدنيأ رضوان الله وتأييده ، ونكسب في الأخرة (جنة عرضها كعرض السموات والارض )
فمشروع النصر هو ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز )