وثائق مُسرّبة.. الاستخبارات البريطانية ودورها في التلاعب بالعقول.
إب نيوز ١٨ يناير /متابعات
وفي هذا السياق أشار مقال نشره موقع «غلوبال ريسيرش» إلى أن تلك الوثائق تكشف وجود شبكة سرية من جواسيس، وصحفيين بارزين، ومراكز فكرية تتواطأ معاً تحت مظلة «مبادرة النزاهة»، التي أطلقتها وحدة سرية بريطانية تدعى «إنفو وورز» لقولبة الرأي العام الداخلي، ومهاجمة المعارضين السياسيين لحكومة حزب المحافظين اليمينية البريطانية، بمن فيهم زعيم حزب العمال جيريمي كوربين.
وأوضح المقال أن وسائل الإعلام الأمريكية تتجاهل حتى الآن تلك الفضيحة، ربما لأنها طالت في معظمها شخصيات بريطانية، لكن من الواضح أن نفوذ العملية تم تفعيله في الولايات المتحدة بالفعل، حيث تكشف الوثائق التي تم تسريبها أن «مبادرة النزاهة» تزرع حلفاء أقوياء داخل وزارة الخارجية، وأهم مراكز الأبحاث في العاصمة واشنطن، ومكتب التحقيقات الفيدرالي، ووزارة الأمن الداخلي.
وقد تضمنت «مبادرة النزاهة» خططاً لتوسيع شبكتها عبر الولايات المتحدة، والتدخل في السياسة الأمريكية وتجنيد «جيل جديد من مراقبي روسيا» وراء ستار زائف لجمعية خيرية غير حزبية، علاوة على ذلك، فقد وظّفت المجموعة أحد أشهر المتخصصين الأمريكيين في «إدارة الإدراك» «فن التلاعب بالعقول» جون رندون، لتدريب طاقمها من النقاد، وتأسيس علاقات مع وسائل الإعلام.
ولفت المقال إلى أن «مبادرة النزاهة» لم تظهر إلى العلن عملياً حتى تشرين الثاني الماضي، عندما تم اختراق خوادم البريد الإلكتروني التابعة لمركز فكر بريطاني مخفي يسمى «معهد ستيت كرافت» الذي يعمل تحت ستار «احتواء الدعاية الإلكترونية الروسية» وبعد تسريب الوثائق الداخلية للمجموعة، تم الكشف عن أنها عبارة عن شبكة دعاية سريّة تموّلها الخارجية البريطانية، التي يسيطر عليها المحافظون، بما تصل قيمته إلى أكثر من مليوني دولار، ويديرها إلى حد كبير ضباط استخبارات عسكرية.
وأوضح المقال أن «مبادرة النزاهة» عملت من خلال واجهاتها في وسائل الإعلام على تشويه سمعة الشخصيات السياسية التي ترى أنها تشكل تهديداً لأجندتها العسكرية، وقد شملت أهدافها بيدرو بانوس المرشح الإسباني السابق لإدارة قسم الأمن القومي، والذي تم إلغاء ترشيحه بسبب الهجوم الإعلامي الذي نفذته المجموعة سراً، وعضو البرلمان الأسكتلندي، نيل فيندلي المقرّب من الكرملين، وغيرهم.