كاد المعلم أن يكون رسولا !
إب نيوز ١٩ يناير
كتبت / كرام المحاقري
مواصلة للرسالات السماوية التي أرسل الله بها أنبيائه ليبلغوا الناس بها، يوجد في قلب القرأن الكريم آيات تعظيم لمقام من يوصل العلم ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
فمثلا قوله تعالى ( وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ) أي من بلغه هذا القرأن أصبح لا يقل شأن عن أنبياء الله المبلغين ، وأما عن (المعلم)هو من أشتق أسمه ووصفه من وصف انبياء الله تعالى حيث قال عن نبيه محمد صلوات الله عليه واله بانه (معلما).
وهنا يقول الشاعر القدير مبجلا ومعظما ومتفاخرا بالمعلم
قائلا
قم للمعلم وفه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
أن يكون رسولا بصبره وإحتسابه وبنقله للعلم وما كلفه ربه تجاه مجتمعه.
المعلم أو المعلمة لهما مقاما عظيما أختصهم به القرأن الكريم وكلما تشهده المجتمعات المؤمنة من تطور في الحياة وفي العلم فهذا راجع لمن تحمل مشاق من الصبر من أجل ان تزهو المجتمعات وتكون متحضرة متالقة تمتلك البلاغة والرؤية الصائبة لكل ما يحدث من حولها.
وأما عن الأحداث الأخيرة في يمن الإيمان والحكمة ومنذ ما يقارب ال 5 أعوام ف للمعلم اليمني الف قصة وقصة ، فهو من جعل من مدرسته مترس وجبهة صامدة ومتجلدة وثابتة في وجه العدوان الغاشم على اليمن.
فالعدوان استهدف كل شئ في اليمن واستهدف العلم بتثبيط المعلمين عندما منع عنهم الرواتب الشهرية، لكن بوجود العقول الواعية خسر العدوان وخسرت رهاناته فالمعلم اليوم هو أكثر صبرا وأكثر حكمة وأكثر صمودا في وجه العدوان ، وهو يدرك اليوم مامعنى أن يواصل وظيفته التعليمية ولو حتى من تحت ركام المدارس المقصوفة بطيران العدوان الغاشم.
وكما يقال وهل يقابل الإحسان إلا بالإحسان ، ومن هذا المنطلق يجب على المجتمع اليمني أن يراعي ويقدر ويعظم للمعلم كل جهوده الجبارة التي لولاها لعاش اليمن في جهل وفي أمية لا يحمد عقباها ، والتي لولاها لأنجز العدوان بنداً من بنوده التخريبية التي أقام حربه في اليمن من أجلها.
نعم ” كاد المعلم أن يكون رسولا” فالأنبياء عليهم السلام مهمتهم التبليغ لما علمهم الله وهي تلك مهمة المعلمين ، لذلك فلنقم للمعلمين إحتراما وتقديرا ، ولنجل جهودهم وصبرهم ولنكون مجتمع راقي يرفع تحية إجلال وإكرام لمن علمه حرفا من القرآن او جزء من العلم والمعرفة .